الثلاثاء 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
دعا إلى مقاطعة منتجات إسرائيل ووصفها بدولة إبادة.. غابرييل بوريك يفوز برئاسة تشيلي ويعزز اليسار في أمريكا اللاتينية

 أصبح اليساري غابرييل بوريك الرئيس الجديد لدولة تشيلي بعدما حقق فوزا عريضا على منافسه من اليمين القومي المتطرف بفارق أكثر من عشر نقاط. وبهذا يتعزز اليسار في أمريكا اللاتينية بعد مرحلة من حكم اليمين. ويتميز الرئيس الجديد بتعاطف استثنائي مع القضايا العربية ومنها القضية الفلسطينية، حيث وصف مؤخرا إسرائيل بـ”دولة الإبادة”. 

وشهدت تشيلي، الأحد، الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وكان الفوز من نصيب مرشح اليسار الراديكالي بوريك بقرابة 56% من الأصوات، متقدما بنحو 12 نقطة على منافسه من اليمين أنتونيو كاست، الذي حصل على 44%. وتميزت هذه الانتخابات بانقسام وسط البلاد بين مؤيدي اليمين وأنصار اليسار إلى مستوى أن الصحافة تحدثت عن نسخة من المواجهة العنيفة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين أنصار جو بايدن وأنصار دونالد ترمب.

وكان المرشح اليميني قد فاز في الجولة الأولى من الانتخابات واحتل بوريك المركز الثاني، إلا أن الناخب في تشيلي انتفض ومنح الفوز للزعيم الطلابي السابق القادم من ساحات الاحتجاج والنضال المباشر ضد سياسات اليمين، التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة. وهذه أول مرة يفوز فيها صاحب المركز الثاني بالانتخابات.

وكان غابرييل بوريك قد رفض الترشح للانتخابات الرئاسية، مبررا ذلك بأنه لا يمتلك الخبرة الكافية لتسيير البلاد، لكنه قبل في آخر المطاف وانتصر في الانتخابات الداخلية لليسار الراديكالي في البلاد ممثلا عن “الجبهة الموسعة” التي تأسست في 2017 وتضم أطياف اليسار. وخلق المفاجأة في انتخابات هذا الأحد بالفوز برئاسة البلاد بفضل برنامج سياسي واقتصادي ذي توجه اجتماعي محض في مواجهة الليبرالية المتوحشة، التي فرضها الرئيس الذي انتهت ولايته سيباستيان بنييرا. 

ويشكل فوز هذا السياسي الشاب البالغ من العمر 35 عاما برئاسة البلاد منعطفا كبيرا في تاريخ تشيلي وأيضا أمريكا اللاتينية لأنه لم يعش مرحلة الدكتاتورية التي فرضها الجنرال أوغوستو بينوتشي، أي ينتمي إلى جيل يعطي أهمية للاعتبارات السياسية التي تحكمت في القوى الديمقراطية سواء اليسارية أو الليبرالية في أمريكا اللاتينية. ومن ضمن هذه المعطيات أن جيل غابرييل بوريك قطع مع الحساسيات والاعتبارات التي تحكمت في اليسار التقليدي الذي كان دائما مترددا في الكثير من القضايا. في الوقت ذاته، هذا الفوز هو ترجمة لمطالب الشعب بإنهاء خصخصة عدد من القطاعات العمومية مثل الكهرباء والماء وجزء من القطاع الصحي حيث أصبحت العائلات، التي تعيش في الغالب في وضع اقتصادي مقبول، غارقة في القروض.

ويعد هذا الانتصار بمثابة عودة قوية لليسار في أمريكا اللاتينية التي تتواجد في عدد من دولها أنظمة يسارية مثل المكسيك والأرجنتين وبيرو وفنزويلا وكوستاريكا وبنما وبوليفيا. ويُنتظر سقوط اليميني في البرازيل بولسونارو وعودة الرئيس اليساري لولا دا سيلفا إلى الرئاسة. وتدرك واشنطن أن عودة اليسار إلى مراكز السلطة في أمريكا اللاتينية يعد انفتاحا أكثر على الصين اقتصاديا وروسيا عسكريا. 

في الوقت ذاته، عودة اليسار تعني دفعة قوية لبعض القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية فقد كانت إسرائيل تراهن على اليمين لنقل سفارات هذه الدول إلى القدس. وعلاقة بهذا الموضوع والرئيس الجديد في تشيلي، يعد غابرييل بوريك من أشد أنصار القضية الفلسطينية. وقال يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في مقابلة تلفزيونية، “نعم إسرائيل دولة إبادة ودولة إجرامية  يجب أن ندافع عن حقوق الإنسان مهما كانت قوة الدول”. وكان قد أيد بقوة استيراد البضائع من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتحتضن تشيلي أكبر جالية فلسطينية في العالم. ويعد تشيليون من أصل فلسطيني من نشطاء “الجبهة الموسعة”، وبدون شك سيتولى سياسيون من أصل فلسطيني حقائب وزارية.

2021-12-21