الجمعة 14/10/1444 هـ الموافق 05/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عقب اعتداء الاحتلال: جامعة بيرزيت تعلن "إلغاء الإجراءات" بحقّ طلبة

 

أعلنت جامعة بيرزيت، مساء امس الإثنين، "إلغاء الإجراءات النظامية" التي اتُّخِذت في وقت سابق، بحقّ بعض طلبتها، وذلك في بيان أصدرته مساء الإثنين، ونشرته عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك"، وذلك بعد ساعات من اقتحام قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الجامعة، حيث اعتقلت وأصابت عددا من طلبتها، فيما دعت الأطر الطلابية في الجامعة إلى "مواجهة الاحتلال على نقاط التماس"، الثلاثاء.

وذكرت الجامعة في بيانها، أنه "أمام هذا الحدث الجلل والانتهاك الصارخ بحق أسرة الجامعة، يدعو المجلس جميع مكونات الجامعة للوقوف صفا واحدا من أجل حماية هذا الصرح الوطني والأكاديمي، وحماية طلبتنا أولا وأخيرا. وضمن سياق هذه الحالة الطارئة، يعلن مجلس الجامعة عن إلغاء الإجراءات النظامية التي كان قد أعلن عنها بوقت سابق".

وقال البيان إنه "ضمن مسلسل جرائم الاحتلال الاستعماري الصهيوني المستمرة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني والاعتداءات المتكررة على جامعة بيرزيت وطلبتها، جريمة جديدة ترتكبها اليوم... عصابات الاحتلال تمثلت في الاعتداء على حرم الجامعة واختطاف وإصابة عدد من أبنائنا الطلبة".

وأضاف أنه "في ظل هذا الهجمة الممنهجة، يحمّل مجلس الجامعة سلطات الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن سلامة الطلبة ويطالب بالإفراج الفوري عنهم، علما بأن المجلس على تواصل مستمر مع محامي الجامعة ومؤسسات حقوق الإنسان للإفراج عن الطلبة المختطفين". 

وذكر البيان أنّ مجلس إدارة الجامعة، "يوضح أن الأيام الأخيرة كانت قد شهدت جهودا مكثفة أمس للخروج من أزمة إغلاق الجامعة وتمخض عنها بوادر للتوصل إلى صيغة للحل بوساطة من لجنة الأساتذة في نقابة العاملين، إلا أن الاحتلال الساعي دوما لتدمير صرح جامعة بيرزيت اعتقد واهما أنه قادر على عرقلة هذه الجهود. ولتفويت الفرصة على هذا المحتل الغاشم، دعا مجلس الجامعة كافة مكونات الجامعة للاجتماع الفوري من أجل مواجهة ما يحاك ضدها لتبقى بيرزيت موحدة بمكوناتها كافة في مواجهة ممارسات الاحتلال، عصية على الانكسار، ولتظل منارة للإشعاع الفكري والنضال الوطني الشامل".

دعوة لمواجهة الاحتلال

من جانبها، قالت الأطر الطلابية في الجامعة في بيان تُلي أمام الجامعة، قبيل انتصاف ليل الإثنين: "ندعو لوقفة غضب غدا (الثلاثاء) ثم التوجه لمواجهة الاحتلال على نقاط التماس، لنرد على رسالة ضابط المخابرات الإسرائيلي، وستبقى الحركة الطلابية شوكة في حلق الاحتلال وأعوانه"، محمّلة إدارة الجامعة المسؤولية عن الطلبة الذين اختطفتهم قوات الاحتلال.

وكان عنصر في أجهزة الأمن التابعة للاحتلال، قد ذكر في منشور عبر صفحته بـ"فيسبوك"، أنّ اعتقال الطالب إسماعيل البرغوثي (أحد الطلبة الذين اختُطِفوا) تم بسبب نشاطاته الأمنية في إطار "الكتلة الإسلامية" في جامعة بيرزيت، بحسب ما افادت وسائل إعلام.

وأضافت: "نطالب مجلس أمناء الجامعة ورئيسه حنا ناصر، بإقالة عميدة شؤون الطلبة (عنان الأتيرة) والمتحدث باسم إدارة الجامعة، (غسان الخطيب) وتعيين بدلا منهم بشكل يليق بالجامعة".

وقالت الأطر الاطبية مطالِبة: "(بالتعهد بعدم المساس) بنشاطاتنا الوطنية وإرثنا الوطني، وعدم عرقلة النشاطات النقابية"، مضيفة أن اعتداءات الاحتلال "لن تكسر الحركة الطلابية في جامعة الشهداء".

استهداف ممنهج للجامعات

في السياق، أدانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "جريمة اقتحام المستعربين وجيش الاحتلال لجامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، وإطلاق النار بشكل كثيف واعتقال وإصابة عدد من الطلبة"، مشددة في في بيان على أن هذا "التصرف يشكل اعتداء فاضحا على المؤسسات الأكاديمية والثقافية الفلسطينية، ويأتي في سياق استهداف ممنهج للنشاطات وللعمل الطلابي السلمي في الجامعات الفلسطينية".

وحملت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الطلبة المعتقلين والمصابين، مطالبة بالإفراج الفوري عنهم.

ودعت المجتمع الدولي إلى "أخذ مسؤولياته وتوفير الحماية للمواطنين والمؤسسات الفلسطينية، كما تدعو منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلى إدانة هذه الجريمة، وما تتعرض له المؤسسات التعليمية الفلسطينية من اعتداءات ومضايقات بحق الطلبة والعاملين فيها".

وكانت الجامعة، قد أعلنت مساء أمس الأحد، تعطيل التعليم في الجامعة وعن بُعد كذلك، الإثنين والثلاثاء،وذلك على خلفيّة خلاف بين الجامعة وكتل طلّابية، بشأن إحالة طلاب من "الكتلة الإسلامية" و"القطب الطلابي" إلى لجنة نظام، أواخر العام الماضي. وكانت الجامعة قد شكلت لجنة نظام للبتّ بشأن الطلاب الثلاثة "بسبب مخالفات محتملة نتج عنها إلحاق أضرار بمرافق وموظفين في الجامعة"، إلا أن الطلبة المذكورين، رفضوا الامتثال للجنة النظام، بأنهم يرون أن القرار صدر على خلفية أنشطة وطنية قاموا بها، وهو ما نفته الجامعة.

كما كانت الجامعة، قد أكّدت الأربعاء الماضي أن الدوام التعليميّ، ليوم الخميس، سيكون عن بعد، مشيرة إلى "استمرار الإغلاق القسري للجامعة من قبل ممثلي بعض الكتل الطلابية"، فيما أعلنت كتل طلابية تعليق الدوام الوجاهيّ والإلكترونيّ بدءًا من الخميس، حتى إشعار آخر.

وذكرت الكتل الطلابية في بيان سابق، أن رفض الامتثال أمام لجنة النظام "ليس من باب العلوّ، بل رفضا لتحويل الموضوع الوطني إلى موضوع تقني"، مشيرة إلى أنها سترسل رسالة للَّجنة "تحمل تظلمنا أمام الادعاءات المغلوطة بحقنا".

وقالت الكتل الطلابية في مؤتمر صحافيّ، مساء الأربعاء الماضي، إن تعليق الدوام يشمل المحاضرات والامتحانات والمشاريع، وذكرت أن حرم الجامعة مفتوح لطلبتها، "حتى ترى إدارة الجامعة حجم تضامن الطلاب مع زملائهم"، على حدّ قولها. 

2022-01-11