رام الله ـ الوسط اليوم 

 عقب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء توفيق الطيرواي على معرض الكاريكاتير المسيء لياسر عرفات قائلًا: "الخزي والعار لمرتكبي جريمة تنظيم المعرض المسيء للرئيس الراحل ياسر عرفات، ويجب محاسبتهم وطردهم من مؤسسة عرفات والمتحف فوراً وتقديمهم للعدالة". وطالب الرئيس أبو مازن بإقالة المسؤولين عن متحف ياسر عرفات ومؤسسته، وتقديمهم للمحاكمة كإجراء أولي على هذه الفعل بحق القائد المؤسس والرمز الخالد ياسر عرفات.

وأكد الطيراوي بأن الموقف الشعبي الساخط على هذه الرسومات الكاريكاتيرية، وموقف أبناء الحركة الشرفاء، وأبناء فلسطين عموماً هو البوصلة الحقيقية التي تعبر عن وطنية الشارع الفلسطيني الذي لا يسمح للمارقين المنتفعين الذين يحاولون حرف البوصلة عن اتجاهها الوطني، والإساءة لرموز الفعل الوطني والقادة المؤسسين.

من جانبه طالب نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، بإزالة مقتنيات المعرض بعد الحديث مع إدارة مؤسسة ياسر عرفات، وتقديم توضيح رسمي من الإدارة التي قدمت اللوجستيات اللازمة لإقامة هذا المعرض، مؤكدًا على أنّ الحركة ستصدر بيانًا حول ما جرى إزاء الرسومات المسيئة للرئيس عرفات.

واستغرب عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ديمتري دلياني، صمت اللجنة المركزية لحركة فتح، وعدم اتخاذها أي إجراء بحق من افتتح المعرض، وأنّ مواقف الأعضاء لا تعبر عن الموقف الرسمي للجنة، وصرّح قائلًا: "إنّ معرض الرسومات المسيئة لياسر عرفات جريمة كبرى حصل في ذات المؤسسة الَّتي تحمل اسمَهُ، وهذه ليست حُرِيَّةَ تعبير". 

الفصائل الفلسطينية تدين إقامة المعرض

وفي تصريح صحفي، استنكر الناطق باسم حركة حماس، حسام بدران، الرسومات الكاريكاتورية المسيئة لياسر عرفات، قائلًا: "هناك ثوابت ورمزيات فلسطينية يحظر المساس بها أو التقليل من شانها، وبمقدمتها الشهداء والأسرى والمقاومون، والإساءة من وسط رام الله وبرعاية رسمية خطأ أكبر يتطلب محاسبة القائمين عليه". 

وجدد رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي ناصر القدوة، تأكيده على أن مؤسسة الرئيس الراحل ياسر عرفات ومتحفها "قد تم اختطافهما وانتزاعمها بالقوة من المسؤولين عنهما، وذلك من خلال انتهاك قوانين ولوائح المؤسسة بشكل كامل".

وشدد القدوة، في تصريح صحفي نشره عبر صفحته بموقع فيسبوك، على أن القائمين حالياً على مؤسسة عرفات "غير شرعيين، بما فيهم مندوب المقاطعة، ولا يمكن أن يكونوا أمينيين عليها". وأشار إلى أن المعرض الكاريكاتوري الذي احتوى على رسومات لياسر عرفات "افتقد للرؤية والمعايير والتمثيل الأمين للزعيم الراحل".

الشارع الفلسطيني يطالب بمحاسبة اشتية والقائمين على المعرض

ونشر عدد من الحقوقيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم الشخصية تدوينات طالبوا فيها بإقالة رئيس الوزراء محمد اشتية، كأحد الشخصيات الرسمية التي افتتحت المعرض، ما يدلّ على موافقة الجهات الرسمية على ذلك.

وكتب الناشط الحقوقي عيسى عمرو من الخليل عبر صفحته الشخصية "فيسوك"، أن المعرض نال من تاريخ القضية الفلسطينية بالاستهزاء بالرئيس ياسر عرفات من خلال الرسومات الكاريكاتورية، وأنّ الحاضرين وعلى رأسهم اشتية بدا مبتسمًا، مطالبًا بمحاسبة كلّ من تسولت له نفسه بإقامة المعرض، واختتم منشوره قائلا: "هل سيحاسب المسيء؟".

وفي ذات السياق قال المواطن يوسف مطير: "فتح لم تعطي موقفًا حقيقيًا حول ما جرى في مؤسسة ياسر عرفات، ومواقف أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري هي بمثابة أحاديث جانبية لا تمت للموقف الرسمي بصلة.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تيك توك" مقطعًا لأحد المواطنين يزيل الرسومات من المعرض وإتلافها على الفور، ويعود المقطع للأسير المحرر لؤي المنسي الذي قضى 17 عامًا في سجون الاحتلال وكان عضوًا فاعلًا داخل تنظيم فتح في سجن عوفر الاحتلالي.

مؤسسة ياسر عرفات ترد رسميًا

نتيجة لحالة الاستنكار والإدانة الواسعة من قيادات الفصائل الفلسطينية ومئات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بررت إدارة متحف ياسر عرفات أن الرسومات لم تلق تفهمًا من الرأي العام الفلسطيني، قائلةً: " حريصون على الحفاظ على صورة ومسيرة ياسر عرفات، والمعروض لا يمس شخصيته ورمزيته، لكن فن الكاريكاتير من الفنون الجدلية والإبداعية".

ويذكر أنّ إدارة متحف ياسر عرفات، أقامت المعرض أمس الإثنين وسط مدينة رام الله، بمشاركة العشرات من الفنانين وبحضور رسمي على رأسهم رئيس الوزراء محمد اشتية.