السبت 29/10/1444 هـ الموافق 20/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كتب: مجد القدومي :ناصر أبو حميد بين مطرقة المحتل وتفشي المرض

أيتها السيدات والسادة،،،

نحن في حضرة جنرالات  الصبر والتحدي والشموخ ، في حضرة القابضين على الجمر في زنازين الاحتلال، والتي تنحني الهامات لهم خجلاً وإكباراً أمام عظمة صمودهم، إنهم أسيراتنا وأسرانا البواسل.

أيتها السيدات والسادة  أعزائي القراء دعوني أحدثكم عن أحد جنرالات السجن، والذي يعيش بين مطرقة المحتل وتفشي المرض داخل جسدة،  إنه الأسير البطل ناصر أبو حميد .

ناصر يوسف أبو حميد ولد عام 1972 لأسرة لاجئة من قرية السوافير الشمالية في غزة، وفي سنواته الأُولى انتمى لحركة فتح وكان أحد كوادرها ومن الناشطين داخل صفوفها، اعتقل في تلك الفترة وأُفرج عنه عام 1994 بعد توقيع اتفاقية القاهرة (غزة / أريحا) الموقعة بتاريخ 4/5/1994، والتي بموجبها تم إطلاق سراح (4450) معتقل منهم (550) أُطلق سراحهم إلى مدينة أريحا وحينها لم تلتزم إسرائيل بالإفراج عن العدد المتفق عليه سابقاً.

ولأن النضال جزءاً من حياته وتحرير الوطن مبدأً من  مبادئه ومعتقداته فقد استعاد نشاطه مرة أُخرى مع مطلع الانتفاضة الثانية" انتفاضة الأقصى "  وأُعيد نشاطه داخل صفوف الحركة وشبابها  حتى أوجع المحتل ولقنه درساً قاسياً ليعيدوا اعتقاله مرة أخرى ليصبح من قادة الحركة الأسيرة داخل السجون المحتل وممثلاً عنيداً امام إدارة سجونها.  

في عام 2017 وفي إضراب الحركة الأسيرة المعروف بإضراب الحرية والكرامة ، كان لناصر أبو حميد دوراً كبيرً فيه ونادى باسم الحركة الأسيرة وأَسمع العالم كله بحنجرته عن صمود وثبات قرارهم في ظل غطرسة إدارة السجون لمطالبهم .

وجاء النداء على النحو التالي " لا زلنا نطرق أبواب الزنازين من "شطة" إلى "عسقلان"، ومن "نفحة" إلى "النقب"، ومن "الجلمة" إلى "أيلون"، ومن عزل "مجدو" إلى "هداريم" و"السبع" و"نيتسان"، جيش باسل من خيرة أبناء هذا الشعب، نصرخ مكبّرين ومهلّلين ومتحدّين للسّجان وبطشه واجرامه الوحشي

وأضاف: "34 يوماً وما زلنا نتنفّس الحرّية والكبرياء، نسير إلى الموت مبتسمين، ونتربّع على بطانية سوداء هي كل ما تركوه لنا حول كأس ماء وقليل من الملح، نغنّي للوطن ولربيع الانتصار القادم. عن أجسادنا لا تسألوا فلقد خانتنا وتهاوت منذ أيام، أما عن أرواحنا وإرادتنا نطمئنكم فهي بخير، صامدون كما الصّخر في عيبال والجليل، أقسمنا اليمين على أن نواصل حتى النّصر أو الشهادة، وعاهدنا أرواح الشهداء ألا تكون هذه المعركة إلا شمعة انتصار نضيئها بأرواحنا وأجسادنا على درب الحرية والاستقلال.

عدا عن هذا كله ناصر هو شقيق الشهيد عبد المنعم أبو حميد ، وشقيق الأسير نصر المحكوم بخمسة مؤبدات، وشريف المحكوم أربعة مؤبدات، ومحمد المحكوم بمؤبدين وثلاثين عاماً، وإسلام المحكوم بمؤبد وثماني سنوات، ومن تبقى من إخوته من الأسرى المحررين الذين دفعوا فاتورة النضال والتضحية ولا زالوا على العهد.

 إضافة الى هدم الاحتلال لمنزل عائلة أبو حميد خمس مرات، ومنع أمه من زيارته لسنوات وأُطلق على والدته لقب  "سنديانة فلسطين"، وقد توفي والده وهو داخل السجن، ولم يتمكن من المشاركة في تشييع جثمانه، وقضى في سجون الاحتلال حتى الآن أكثر من 30 عامًا .

ناصر أبو حميد يقبع الآن فيما يسمى " عيادة سجن الرملة " بوضع صحي خطير ومقلق للغاية وما زالت سلطات الاحتلال الاسرائيلية ترفض الإفراج عنه وتماطل في تقديم العلاج اللازم له الأمر المخالف لكل الاتفاقيات والأعراف الدولية .

ومن هذه الكلمات وبين سطور الارادة والأمل ننادي المؤسسات القانونية والإنسانية ، الدولية والمحلية ، والهيئات المستقلة لحقوق الإنسان والعالم أجمع بممارسة الضغوطات والتدخل السريع والعاجل لإنقاذ حياة الاسير ناصر أبو حميد والافراج عنه .

الحرية لأسرانا وأسيراتنا البواسل،  والشفاء العاجل للمرضى منهم.

وأنها لثورة حتى النصر .

مجد القدومي

هيئة شؤون الأسرى والمحررين/ العلاقات العامة والإعلام

2022-02-03