الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كورونا .. ودَهشِ الهَذيان …. صالح جبار خلفاوي

 تحاول الشاعرة ايسر الصندوق أن تضع لها بصمة في متناول نصوصها الشعرية بجهد واضح وهو ما تعودت عليه . . فأثرت بتدوير ما تنتج من أبداع يتماهى بأعادة تركيب وفق تشغيل السرد بقبضة أستثمار البحث عن وقت يمر والأمراض تراوح بلا نهاية .

في قصيدة ” كورونا .. ودَهشِ الهَذيان ” تقول :
حَتّى الآنَ لمْ يحْضُر أحَدُ
تنظُر
ثَمّة ما يَثقلُ الرأس
إنّها صحوةُ الالْم
كَنبضِ الِوتْرِ
يفُر دونَ خارطة ٍ
أو العبور من الوقتِ
لشَهقة معْزولة
لا يأتي بعدها صوت
كأنها لّا تَسمعُ
كما وتجعل الامل مناورة بعيدة عن متناول الفسحة الممنوحة لداء يستشري بلا رحمة لفتح علاقات تخوض في سياقات متراكمة ومتراكبة لمعطيات متلازمة البحث عن النقطة التي تدل على البداية .
فتقول :
هَيّ
عِندَ الفرَاشِ الملقى
عِندَ قارَعةِ الوقت المنزوي
تمكثتُ
تلتهُم النعاسَ والافكار والحكايات
أوْ تدُس أشّياء لَمْ تَعدْ تذكُرها
عالقة بين ثنايا الروح
تفُر من بَيّنَ الِشفَتينِ
حتى بَاتتْ الغرقةُ مَدينةُ كاملة
دُونَها
تنَظُر منْ بَعيد ..
إلى هناُ
لها ..
لصغيرةٍ
طَالَ وقُوفهُا
للادراجِ الّتي نَسْت اغلاقّها
للحواجزِ الفارغة
للصوتِ الذي تساقطَ بالأمْسِ
عِندَ نِصفَ يوْم
ومن دهِشِ الهّذيان
لَا عَكْازَ للصوتِ
أو شوق يقايضُ السكون
صوتُ بِلاَ طريقٍ أكثر
وأخرُ بِلاَ رُوحٍ
لا تُغاَرد مدنَ أخرى
كأنها غافلةُ عن صَحوِة الالمِ
ولا يمكن لشاعرة مثل ايسر الصندوق الا ان ترسم دوائر السبابة ضمن محيط تناور فيه لتكشف حجم هذا الوجع الملغى من احاطة الادراك الحسي ضمن فوضى متنافرة مجتمعياً في اكتشاف المديات التي تسن عمق الانين حين يرتفع على مرتفع لمواجهة الالم والعوز والمرض في اطار عن علامة الاستقرار وهي مهمة لاتخفى عن شاعرة مبدعة كأيسر الصندوق .

2022-02-23