الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
إصدار (الجزء الأوّل) من سلسلة ما بعد الرّحيل للمفكر والباحث الراحل « تَمِيم مَحْمُود مَنْصُور » التَّارِيخُ يَكْتُبُهُ الْمُنْتَصِرُونَ

رام الله ـ الطيرة- المثلث: صدر اليوم الثلاثاء ٢ـ٣ـ٢٠٢٢ الجزء الاول من سلسلة ما بعد الرّحيل “ مقالات سياسية ” للمفكر والباحث الفلسطيني الراحل « تَمِيم مَحْمُود مَنْصُور »  التَّارِيخُ يَكْتُبُهُ الْمُنْتَصِرُونَ عن دار الوسط اليوم وشوقيّات للإعلام والنّشر. 

وعنونت الكاتبة والاعلامية الكبيرة شوقية عروق منصور مقدمتها للكتاب بـ”كلمة لا بد منها” قالت فيها: لم يحمل الكاتب والباحث الفلسطينيّ تميم منصور بين يديه حطامَ مراكب اليأس، بل كان مُصرًّا أن يحمل على كتفيه قضيّته الفلسطينيّة وقضايا أمّته العربيّة، ودائمًا كان يفتح نوافذ التّاريخ، ويرتاد الصّفحات المجهولة، حيث يعيد لها سنواتها الضّوئيّة، ومباهج الانتصارات، ويقوم بقياس مسافات الذّاكرة، ليصنع تاريخًا يليق بالأحداث، رافضًا مقاسات توابيت الذّاكرة، حين كانت تزحف أقلام بعض الباحثين على التّاريخ، ويقومون بدفن الوقائع كأنّهم يقولون:  "التّاريخ مُلكنا، نتصرّف به كما يحلو لنا"    

       واضافت الكاتبة والزوجة « شوقية منصور» في كلمتها لقد أنجز وأصدر الكاتب تميم منصور عدّة كتب تاريخيّة، فاختار حضارة النّور والضّوء، مع سبق الإصرار والتّرصّد، وفتّش وبحث، وقرأ مراجع ومصادر وسِيَر ذاتيّة، وأوراق  تكوّمت أمامه، وكلّما كتبَ، زاده الزّمن نضارة في العقل والقلب والرّوح، وبقي يطارد الصّفحات حتّى النّفس الأخير.

         جميعنا نحشو الوسائد قبل النّوم بالأمنيات، وكان من أمنيات تميم منصور جمع مقالاته في كتب، لأنّه يؤمن بأنّ الكلمة - بحسب رأي الزّعيم جمال عبد الناصر هي المقدّمة الأولى للدّيمقراطيّة - والكلمة أيضًا يجب أن تعيش، وأن تمارس تجوالها في العقول والنّفوس، وتُطوّق الأعناق بميدالياتٍ من الفخر والاعتزاز، لكنّ القدَرَ لم يُمهله، تاركًا لي مُهمّة التّحليق بكلماته، ولي الفخر أن أكون جناحيه. 

       واختتمت :" هذا الكتاب هو الجزء الأوّل من سلسلة ما بعد الرّحيل.. فلروح الكاتب والزّوج والأب تميم منصور الرّحمة، ولكلماته وآثاره  البقاء والعنفوان".  

 واحتوى الاصدار الذي تضمن ١٨٤ صفحة من القطع فوق المتوسط  وصمم لغلافه بشار جمال العديد من الفصول التي ما زالت تمثل آجمل فضادات الذاكرة الفلسطينية سواد كان على الصعيد الفكري والمعرفي او على صعيد الرياضة والدور الفلسطيني وما مثله من انتصار لتلك الحقبة المضيئة من تاريخ شعبنا ما قبل النكبة وما تلاها .

تميم منصور والتاريخ يكتبه المنتصرون

“ إغفال العرب لدور العراق في حرب تشرين 1973 “

    قيل إنّ التّاريخ يكتبه المنتصرون، وقد انطبق هذا القول على المؤرّخين الأجانب، خاصّة الّذين دوّنوا تاريخ أحداث الحرب العالميّة الثّانية، من أمريكان، وبريطانيّين، وفرنسيّين، وقد تناولوا أحداث الحرب، بطريقة وبأسلوب يرفعان من شأن جيوشهم، ويناسبان مشاعر شعوبهم، فحاولوا قدر استطاعتهم مثلًا، طمس وإنكار الدّور الحاسم الّذي لعبه الاتّحاد السّوفياتيّ، بكلّ جبروته وقدراته العسكريّة، فلم يكن هؤلاء المؤرّخون موضوعيّين، عندما تناولوا دور الجيوش السّوفياتيّة، في حسم الحرب لصالح الحلفاء، والقضاء على الوحش النّازيّ والفاشيّ. 

       مع أنّ الألمان أنفسهم أقرّوا واعترفوا، بأنّ هزيمتهم والعدّ التّنازليّ في مقياس استمرارهم في الحرب، بدأ بعد هزيمتهم في معركة ستالينغراد، عندما فاجأهم الجيش الأحمر القادم من أصقاع سيبيريا، دون أن يعلم بوجوده أحد. 

     لم ينتظر المؤرّخون السّوفيات ما سيكتبه الآخرون عن الحرب، فقد سارعوا إلى إبراز دور الجيوش السّوفياتيّة في حسم المعركة، ودخول برلين عاصمة هتلر، قبل أيّ جيش آخر، بعد أن قاموا بتطهير جميع دول أوروبا الشّرقيّة، من دنس الجيش النّازيّ.

      بهذه اللّهجة وبهذه الرّوح احتجّت رئاسة الأركان في الجيش العراقيّ، عام 1973 وما بعدها، على تجاهل ما كتبه المؤرّخون العرب، خاصّة في سوريا ومصر، وما صرّح به العديد من المسؤولين في البلدين، عن دور العراق وجيشها بالمساهمة بالحرب، وتقديم العديد من الضّحايا، ولم يتناول أيّ مسؤول عربيّ، خاصّة في سوريا وفي مصر، ما قدّمه العراقيّون في الحرب، وعن المعارك الشّرسة الّتي خاضها اللّواء المدرّع الثّاني عشر العراقيّ في هضبة الجولان، إلى جانب القوّات السّوريّة. 

    مِن بين مظاهر التجاهل الغادر الغريب، كما اعتبره العراقيّون، ما ورد في مذكّرات الزّعيم السّوريّ السّابق أكرم الحوراني؛ هو سياسيّ معروف يعتبر أحد رموز الحركة الوطنيّة في سوريا، شغل أثناء الوحدة بين مصر وسوريا 1958- 1961، نائبًا للرئيس الخالد جمال عبد النّاصر. 

      يعتب العراقيّون على أكرم حوراني، بأنّه لم يذكر دور العراق ومساهمة جيشها بحرب تشرين عام 1973، خلال عرضه لمذكّراته ضمن برنامج "شاهد على العصر"،أو سواء كان على صفحات الصّحف، أو خلال اللّقاءات مع القنوات الفضائية المختلفة.

    لقد اعتبر الكثيرون أكرم حوراني، بأنّه لعب دورًا مركزيًّا في تحديد سياسة سوريا، وهناك من يعتبره أحد دهاة العرب في العصر الحديث، فكان ثعلب السّياسة، وواحدًا من أنشط سياسيّي سوريا، وهناك من شبّهه بالنّار الّتي كانت توضع فوقها طبخات العرب السّياسيّة في وقت من الأوقات. 

        ورد في كتاب "الجيش العراقيّ وحرب تشرين" للعقيد الرّكن "سليم شاكر الأماني"، وكان هذا العقيد عضوًا في اتّحاد المؤرّخين العرب، بأنّ أكرم حوراني وآخرون من سوريا، هم أوّل من بادروا وطلبوا من الحكومة العراقيّة تقديم الدّعم للجيش السّوريّ، في حالة نشوب حرب عام 1973، لأنّ الخلافات الّتي كانت قائمة بين حزب البعث العراقيّ وحزب البعث السّوريّ، كانت تمنع التّعاون المشترك، لكن رئيس العراق آنذاك أحمد حسن البكر - كما يقول المؤرّخ -  أسقط كلّ الخلافات من حسابه، وقرّر إرسال الدّعم لسوريا، في حالة نشوب حرب على الجبهة السّوريّة.

       يضيف المؤرّخ بأنّ الحوراني هدّد بغداد، بأنّه في حالة عدم استجابة العراق لطلب المساعدة من سوريا، فإنّه أيّ الحوراني سوف يثير الرّأي العام العربيّ، في كافّة الأقطار العربيّة ضدّ النّظام العراقيّ، ويتّهمه بالتّواطؤ مع إسرائيل، ويعود هذا المؤرّخ للتّساؤل، لماذا لم يذكر الحوراني مثل هذه التّفاصيل، خلال عرضه لمذكّراته في الصّحف والفضائيات؟ 

      ادّعى الحوراني أنّ العراق استجاب لدعوته ودعوة المسؤولين السّوريّين، خوفًا من تهديد الحوراني.

      أخفى السّوريّون خلال حديثهم عن حرب تشرين التّحريريّة، كما أطلقوا عليها دعم العراق لسوريا، ولم يتحدّثوا عن أهمّيّته الاستراتيجيّة، كما أنّهم لم يذكروا أنّ هذا الدّعم يمكن أن يساهم في إطفاء شعلة الخلافات الّتي شهدها البلديْن الواقعين تحت حكم البعث. 

      لم يذكر أكرم حوراني شيئًا، عن الوثائق العسكريّة السّرّيّة الّتي أطلعه عليها الرّئيس العراقيّ أحمد حسن البكر في بداية الحرب، لأنّ الحوراني كان يشغل وزارة الدّفاع في سوريا، وهذا نكران 

لما قدّمه العراق لسوريا في ذلك الوقت. 

تميم منصور في سطور 

من مواليد الطيرة  - المثلث  تعلم في مدارسها وبعد ان انهى تعليمه الثانوي ٫التحق بدار المعلمين العبرية وبعد ان عمل عدة سنوات في سلك التعليم التحق عام ١٩٧٣ بجامعة تل ابيب ٫وحصل على اللقب الاول بموضوع تاريخ فلسطين وتاريخ الشرق الاوسط الحديث.

وحصل على اللقب الثاني  في تاريخ العرب في العصور الوسطى وتاريخ اليهود .

اهم اصداراته

- الامس لا يموت عام ٢٠٠٦

- جمرات داخل رماد الايام ٢٠٠٩

- الحاضر الذي مضى ٢٠١٠

- ايام فلسطينية ٢٠١١

- مذكرات  معلم ٢٠١٥ 

- الانقلابات العسكرية في الاقطار العربية٢٠١٧

- العرب بين الوحدة والانفصال ٢٠١٨ 

 

2022-03-02