السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نافذة استشرافيّة من نصوص نثريّة! ... بقلم بيانكا ماضيّة

 تستيقظ صباحاً، وكعادتك ترتشف صورة الصباح مع فنجان قهوتك؛ لتستمتع بالشمس في إطلالتها على نافذتك رويداً رويداً.. الخبر الجميل اليوم تتلقاه بفرح وغبطة وحبور "تمّ تدمير مركز المو*ساد الإسرا*ئيلي في أربيل، العراق ثأراً لدم الشهيد قا*سم سليما*ني، ما أجمله من خبر! سجّل ياتاريخ الانتصارات المدويّة.. تسرع إلى حاسوبك المحمول؛ لتسمع أغنيتك المفضّلة وتستمتع (رشّوا الورد ورشّوا الرزّ) ألم تشبع منها؟! والجبال أمامك في الأفق البعيد صامدة لاتهتز.. كأنك كنتَ تسمع ألحان أغنيتك في كل أحلامك، تبحث عنها في ملفّاتك الفوضويّة، أغنية هنا وقصة هناك، ويظهر مشهد الأبطال أمامك في خطوات ثابتة نحو الأمام "رشّوا الورد ورشّوا الرزّ طلّ علينا جيش العز، هذا الجيش العربي السوري جبل وشامخ مابينهز". جنود يحملون بنادقهم على أكتافهم خلف الوديان، وإشارة نصر ترفرف فوق التلال، تحييهم، البندقية مصوّبة.. وأزقة ضيّقة ودخان وضباب، وقبلة على خدّ طفل صغير، تقبّله أنت الآخر، وصورة ذاك الطفل الشقيّ لاتفارق مخيلتك، عيناه تلمعان فرحاً وحبوراً. جنديّ يصوّب عبر طلّاقته، عيناه جميلتان في نظرة مسددّة نحو الأفق.. (أطلق نيرانك لاترحم).. راجمة صواريخ.. سام 6 بداية من سواعد الجيش العربي السوري في بداية الحرب، وفاتح 110 اليوم بسواعد الحر*س الثور*ي الإيراني اليوم (انطلقي.. اسبحي في الفضاء).. ووردات بلون الدم.. وزغاريد على الشرفات.. نساء سافرات وأخريات احتجبن خلف الضباب.. وتربيت على كتف وهجوم كثيف.. "ياجيش الحامي البنيان.. سورية نشرت الأمان..ووقفت في وجه العدوان.. خنجر بصدره ينغز" وعلم ذو نجمات ثلاث تخترقه رصاصة..يحترق.. يتحوّل إلى رماد.. وعلم إسرا*ئيلي يُمحى اليوم.. "الله"... وقبلات أمّ على جبين ابنها.. طائرات تزغرد في الفضاء.. تخترق جدران كل الأصوات.. ومروحيّات ومروحيّات.. ظلالُها ترفرف على علم وطنك.. انفجار ونيران ودخان وغبار يتطاير في الهواء.. "ياجيش اللي كلّك أبطال.. مجدك عالي مابينطال.. من الصخر بتعمل زلزال.. أنت الأغلى والأعز".. جنود يتسلّقون الصخور.. يقفزون بكامل عتادهم.. وقسمٌ بأيدٍ ترتدي قفّازات بيضاء...تعشق هذا اللون أنتَ.. بل المشهد كلّه!.. تتذكر أمّك التي تعشق النجمات على الأكتاف، روحها ترفرف الآن فرحاً في السماء.

نوافذ مفتوحة.. وأخرى مغلقة.. وأنت ترقص على ألحان كل الأغاني.. تتمايل ذات اليمين وذات الشمال... جسدك كلّه يلتفّ. يدور... ذراعاك في الأعلى سابحتان في الهواء الطلق.. بحر جنونك تتلاطم أمواجه.. جندي ضاحك يقدّم تحية العز والشرف.. يضحك من أعماق وطنه.. كم تبجّل ضحكته.. كم تعشق خطواته في مدنك القديمة..صيحات وهتافات.. والعلم ذو النجمتين يرقص.. يرفرف كما لم يرفرف يوماً... الروح تخفق.. وتستمر في رقصك الجنوني.. مابك اليوم يارجل؟! ماذا رأيتَ اليوم وماذا سترى في قابل الأيام؟! أسقط الكيان المؤقت؟!!

تنتقل إلى شاشة التلفاز وترى عبر (الميادين) سقوط قتلاهم في مقرّاتهم، الردّ المناسب في التوقيت المناسب. وحالة فوضى لايمكن أن يضبطها مشهد.. رصاص ورصاص وهرج ومرج.. ومازالت الصواريخ النارية يقدح صوتها في فضاء العالم..

2022-03-14