السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هل من حرب باردة جديده؟...دكتور ناجى صادق شراب


إعتراف روسيا بإقليمى دونيتسك ولوهانسك وقرار الحرب على أوكرانيا وما تبعها من عقوبات أمريكية وأوروبية على روسيا وبفرض المزيد ،وما صاحبها من تهديدات وصلت لحد التلويح بالسلاح النووي، والقرار الأمى بإدانة العدوان الروسى على أوكرانيا،فلا أحد يقينا يعرف إلى أين ستنتهى ألأزمة . وكيف ستكون العلاقات مع روسيا وهى الدولة الكبرى والتي تقع في قلب أوروبا ولا يمكن تجاهل دورها؟وما هي السيناريوهات المتوقعة؟ وما هي صور التحالفات الإقليمية والدولية ؟ والسؤال الأهم تأثيرها على بنية النظام الدولى وعلى الإعلان الروسي الصينى أن حقبة القطبية الأحادية قد إنتهت ، وأن على العالم أن يتقبل القطبية الثلاثية، فإلى جانب أمريكا الصين وروسيا. لكن يقينا الحقيقة التي لا يمكن القفز عنها وتجاهلها حقيقة إنها الحرب الباردة،فلا يمكن لكل من أمريكا وأوروبا ولا روسيا أن يعودا لما قبل الحرب, فالحرب خلقت واقعا جيوسياسيا جديدا لا يمكن تجاهله.والعلاقات ذاهبه لمرحلة جديدة تسودها عدم الثقة والعداء المفتوح.وهى من مقومات الحرب الباردة.والحقيقة أن هذه الحرب الباردة بدأت إرهاصتها قبل الحرب، لكن الحرب قد تكون بمثابة الإعلان الرسمي.ولن تكون قاصرةه على محور الناتو وروسيا.بل إن الثنائى الصينى الأمريكي هو ألأسبق والأبرز في إعادة صياغة نظام القوة الدولية.الحرب الروسية على أوكرانيا أخرجت هذه التنافسات إلى العلن وبشكل رسمي ومباشر.والسؤال ما الذى يمكن توقعه من الحرب الباردة الجديدة؟ وما الفرق بينها وبين الحرب الباردةه السابقة؟وفى هذا السياق نستحضر مقالة جورج أوريل :أنت والقنبلة النووية وهو أول من أستخدم هذا المصطلح.والتى كتبها بعد إلقاء القنبلتين النوويتين ألأمريكيتين على هيروشيما ونجازاكى اليابانيتين.وملخص المقالة أن هذا السلاح سيعيد صياغة التنافس الدولى وفى رأيه أن هذا السلاح وإحتكاره في يد حفنة من الدول سوف ينجم عنه حرب مجمده ثانية بين القوى العظمى.وحيث أن إمتلاك القوة النووية بت سهلا من قبل قوى أخرى كما نرى اليوم فيمكن أن يعيدنا هذا السلاح الى مرحلة البربرية ، ومن ناحية أخرى يعنى نهاية السيادة القومية ، وبروز الدولة المركزية البوليسية.وقد يكون نهاية لخيار الحروب الشاملة ورفع كلفة سلام اللاسلام.ومما زاد من تعقيدات العلاقات الدولية إنتشار وسائل التواصل الإجتماعى ، وسهولة إنتقال السلاح إلى يد ألأفراد، وحركات المقاومه والفواعل من غير ذات الدول.وأن الجماعات المتشدده قد هزمت جيوشا متقدمه وأهانت القوى العظمى.ومن الأشكال الأخرى لعدم مركزية القوة الإحتجاجات الشعبية .ونبؤءة أوريل أن هذه التطورات نقلت العلاقات الدولية إلى مرحلة الحرب البربرية.ومن المظاهر التي زادت تعقيدا حركات الإنصال الإثنية وتفكيك الدول ، ودخول أسلحة وسلاح جديد يتمثل في السلاح السيبرانى.وكل هذا يعنى ان الحرب الباردة الجديدة ستختلف عن سابقتها بانها ستكون هجينة وليست قاصره على سلاح واحد.فعلى سبيل المثال التهديد بالعقوبات قد لا يحقق الهدف منه في عالم تحكمه شبكة من الإعتماد المتبادل المعقد, وهذا ما نلمسه بالنسبة لروسيا اليوم.أضف ان الأمم المتحده ومجلس الأمن قد لا يكونا صالحين لحل الأزمات الدولية وإحتواء التوترات وهذا رأيناه في الحرب الأخيرة والفشل في إستصدار قرار ملزم ضد روسيا.ويمكن للدول والأفراد ان يتجاوزوا الحدود وينشروا التوتر للخارج.وإنتهاء المباراة الصفرية التي تعتبر من أكثر عوائق الحرب الباردة .
ويرى الباحث وأستاذ التاريخ بجامعة ديبول في موقع ذا هيل أن التحدى الكبير الآن هو منع الصراع في أوكرانيا من الإمتداد.ولفهم الحرب الباردة الجديدة ينبغي فهم الفرق بينها وبين الحرب البارده ألأولى ، وقال هنا انه بعد إنتصار أمريكا في الحرب الثانيه كان الأمل في بناء تحالف للسلام العالمى ، لكن الإتحاد السوفيتى عمل على إقامة أنظمة تابعه في كل الدول التي أحتلها الجيش ألأحمر , وفى عام 1949 أنشئ حلف الناتو وكرد فعل أنشى حلف وارسو عام 1955، ومع ستينات القرن الماضى دخل نموذج الجمود الإستراتيجى بسبب إمتلاك الإتحاد السوفيتى لقوة نووية كبيرة معادله للقوة الأمريكية ما يكفى لتدمير كل منهما. وفى علم 1964 إمتلكت الصين القوة النووية فا متدت الحرب البارده لآسيا.ومع القوة النووية سادت فكرة هرمجدون اى معركة نهاية العالم.والبديل لذلك الحرب بالوكاله التي إنتشرت في العديد من مناطق العالم. والحرب الباردة الجديدة لها خاصيتها بمنع الحرب النووية التي لوحت بها روسيا,وتفسير عدم دخول أمريكا في مواجهة عسكريه مباشره ومعها الناتو.وتأتى هذه الحرب في سياق عالمى جديد من التكامل والإعتماد المتبادل فنتائجها لن تقتصر على الدولتين الرئيسيتن. وفى الوقت ذاتع تشهد أمريكا إنقسامات داخليه لكنها تعطى أولوية لإحتواء روسيا والصين كأولوية لسياستها الخارجية.ويضيف ان هذا السياق من غير المحتمل تقسيم العالم إلى معسكرين أو ثلاث لفترة طويله ، فالصين يمتلك أكثر من ربع التصنيع العالمى ، وروسيا تنتج عشره في المائه من النفط وتزود أوروبا بنحو 40 في المائة من الغاز الطبيعى. ، وينهى بقوله إنها حرب بارده جديده لفترة طويله .واخيرا فإن وصف الرئيس بايدن للرئيس بوتين بمجرم حرب إعلان رسمي بقيام هذه الحرب التي سترتبط بوجود بوتين نفسه.
دكتور ناجى صادق شراب
[email protected]

2022-04-05