الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أبو جهاد مهندس الثورة في ذكراك لن ننساك ...بقلم : أحمد يونس شاهين

 في عملية هي الأكبر في قاموس الاغتيالات نفذها العدو الإسرائيلي بقيادة المجرم ايهود باراك من خلال فرقة كوماندوز عبر البحر برفقة زوارق حربية حطت على شواطئ تونس متسللين داخل أراضيها لينقضوا على بيت الشهيد القائد أبا جهاد ليفاجئوه بأكثر من سبعين رصاصة اخترقت جسده الطاهر بتاريخ 16/4/1988م بفعلها غيبت قوى الشر الصهيونية أسطورة النضال الفلسطيني الشهيد القائد المعلم خليل الوزير " أبا جهاد " فأظلمت سماء فلسطين، واشتد لهيب الغضب فاشتعلت الأرض تحت أقدام الغزاة، ، وانتفض الصغير قبل الكبير، إنه أبو جهاد القائد الذي لم يتوانى يوماً عن العمل والكفاح لأجل فلسطين التي عشق ترابها وشجرها وشعبها، فعند الحديث عن هذا الأسطورة تعجز الكلمات عن الوصف.
تاريخ حافل بالنضال في مراحل متعددة ومتصلة من حياة الشهيد القائد أبا جهاد، فقد كان مثالاً لنكران الذات والتواضع وتكريس الطاقات للكفاح الفلسطيني، تمتع بأوسع العلاقات وأقواها مع حركات التحرر في الوطن العربي والعالم وارتبط بعلاقات شخصية مميزة مع الثوار والمقاتلين ونفذ الكثير من العمليات الفدائية وخطط لعمليات أخرى ومتميزة ضد الاحتلال الإسرائيلي وقواته، فقد بدأ نشاطه الوطني مبكرا في مدرسة "فلسطين الثانوية "بغزة  وانتخب قائدا للحركة الطلابية فيها، فأصبح وهو في سن لم يتجاوز السادسة عشرة أمينا لسر المكتب الطلابي في "الإخوان المسلمين" في غزة، وكان يشكل  بمبادراته المستقلة "خلايا " من رفاقه للعمل الوطني ، واختلف مع "الإخوان" وتركهم لأنه طالبهم بتبني شعار "فلسطين أولا" قولاً وفعلاً،  لكنهم رفضوا تبني وجهة نظره باعتماد الكفاح المسلح، ونفذ خلال هذه المرحلة عدداً من الهجمات على أهداف إسرائيلية في المناطق المحيطة بقطاع غزة.
فقد كانت البداية التي بدأها أبو جهاد ورفاق سلاحه هي الرصاصة الأولى التي كسرت حاجز الصمت العربي وكانت الانطلاقة الأولى التي شكلت انعطافة تاريخية وعلامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني ومسيرة التحرر الوطني نحو الاستقلال وهو الهدف الاستراتيجي الذي رسمه ورفاقه المناضلين الذين سبقوه في قافلة الاستشهاد ولحقوه وعلى رأسهم أخيه الشهيد القائد الرمز أبا عمار.
كانت الانتفاضة الأولى " انتفاضة الحجارة " محطة نوعية من محطات النضال الفلسطيني فكان الشهيد القائد أبو جهاد المهندس الأول لها حيث تولى مسؤولية دعمها وإسنادها وتنسيق فعالياتها بالتشاور مع القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة "السرية" في الأرض المحتلة، وكم حرص على الوحدة الوطنية بوحدة الشعب وفصائل المقاومة إيمانا منه بأن الوحدة الوطنية عامل مهم ورئيسي من عوامل الصمود والتحدي وصخرة تتحطم عليها كل المؤامرة التي تهدف للنيل من عزيمة الشعب الفلسطيني وهي اقصر الطرق لدحر الاحتلال عن أرضنا العربية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
فالحديث لا ينتهي حين نتذكر هذا القائد الفذ ونضالاته والخطوط العريضة التي رسمها على خارطة النضال الفلسطيني، فحياته مليئة بالبطولات والنضالات، وتبقى دروساً نضالية نتعلم منها لإدارة المعركة مع الاحتلال الصهيوني حتى نتنسم روائح الحرية ونقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فعلينا أن نكون الأوفياء لدماء أمير الشهداء ودماء الرمز الشهيد القائد أبو عمار وكل شهداء فلسطين سواء كانوا فلسطينيين أو عرب في هذه المرحلة العصيبة التي تعصف بقضيتنا الفلسطينية وفي ظل الاعتداءات المتكررة على شعبنا الفلسطيني وما يشهده المسجد الأقصى من استباحات واعتداءات غير مسبوقة وصل الحد بها إلى محاولة ذبح القرابين استهتاراً بديننا الاسلامي الحنيف ولم يكن هذا إلا نتاجاً لحالة الترهل العربي وتراجع الموقف العربي والاسلامي الداعم لقضيتنا العادلة وشعبنا الفلسطيني وخاصة بعد التطبيع العربي مع دولة الاحتلال ومساواة النضال الفلسطيني بالإرهاب الاسرائيلي بمعنى آخر وقوف بعضهم على الحياد.
إن ما يتوجب فعله الآن هو الالتحام في ساحة المقاومة الشعبية والدبلوماسية ووأد الانقسام الفلسطيني الذي فتح بوابة الافتراءات الاسرائيلية وعزز تراجع الدعم الدولي والعربي لقضيتنا الفلسطينية.

 

2022-04-17