بُعيد أيام قليلة من اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار؛ فاجأنا الصباح بخبر "إغتيال" الصحفية " شيرين أبو عاقلة " برصاص "جيش الاحتلال الإسرائيلي"، أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين.
هذا الحدث المكرر لو تم في حق أي صحفي أخر؛ لقلنا إنه “جريمة حرب" ومخالفة خطيرة لإتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب أو النزاعات المسلحة، ولكافة البروتوكولات التي تنظم حماية الصحفيين، والعمل الإعلامي في حالتي السلم والحرب، مما يجعل هذه "الجريمة" قضية واجبة النظر المباشر لـ "محكمة الجنايات الدولية"!
لكن " الضحية " اليوم هي الإعلامية " شرين أبو عاقلة " التي واكبت من خلال عملها الإعلامي سنوات طويلة من الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، بما يُوحي أن هذه الجريمة لـ "قتل الحقيقة" و "إعدام شاهد عيان"، وهذا أيضا رغم صحته المؤكدة ليس المطلوب اليوم!
فما هو المطلوب من "إغتيال شرين"؟!
هذا الجريمة المركبة؛ هي رسالة مباشرة من "نفتالي بينيت" إلى الرئيس الأمريكي "بايدن" ـ أنت غير مُرحب بك ـ في "تل أبيب"!
كيف ذلك و "بينيت" وجه الدعوة لـ "بايدن" للقيام بهذه الزيارة؟!
هذا صحيح؛ قبل أن يُدرك "بينيت" بأن هذه الزيارة ليست في صالح مركزه السياسي في الحكم، كم أن نتائجها تُعرض إتلافه الحكومي للإندثار!
أخيراً؛ هل يُعتبر "بينيت" المسؤول عن "إغتيال" شيرين أبو عاقلة؟!
بالتأكيد نعم، قبل أيام معدودة كانت التعليمات التي أصدرها "بينيت" لـ "جيشه" بإطلاق الرصاص تجاه الفلسطينيين في الضفة دون قيود!
إذن؛ اختيار "الهدف" ـ الضحية ـ ليس صعباً " شرين أبو عاقلة " ـ الأمريكية ـ الفلسطينية ـ الصحفية المعروف وجودها في "جنين" في هذا الوقت تحديداً، ويدلل عليها السترة الواقية برمز "صحافة"، التوجيهات لـ "القناص" الضرب في المنطقة غير المحمية ـ في العنق ـ ليس لـ "قتل شاهد عيان" أو "قتل الحقيقة" أو لـ "إرهاب الإعلام" ولا ....
الأمر ببساطة لـ "بايدن أنت غير مرحب بك في "تل أبيب"!
فهل وصلت الرسالة الموشحة بالدم إلى الرئيس الأمريكي؟!
وما هو رد "بايدن" عليها؟!