الإثنين 13/10/1445 هـ الموافق 22/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
استقالة على الهواء

ماجدة موريس

أن يعلن مقدم برامج لامع، ما زال في مرحــــــلة صناعة النـــــــجـــاح الأول، استقالته على الهواء أمام مشاهديه أمر جديد على الجمهور العربي، والمصري تحديداً.

هذا ما حدث قبل أيام، على شاشة فضائية CBC الخاصة حين أعلن الإعلامي خيري رمضان لمشاهدي برنامجه «ممكن»، ما يأتي: «كان يجب أن يكون معي الآن المناضل السياسي حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، ولكن في الفاصل اتصلت بي إدارة القناة وطلبت عدم ظهور صباحي بزعم أني لم أُبلغ إدارة القناة، وأنا قد أبلغت مدير القناة» ثم أضاف: «واحتراماً لمهنتي ولضيفي العزيز الذي شرفني الليلة، أعلن انسحابي من العمل، مش عايز أشتغل خالص ولو أدى الأمر مش حشتغل تلفزيون تاني».

ما لم يقله خيري رمضان للمشاهد هو ما تعرضت له إدارة CBC من ضغوط وتعليمات وصلت إلى حد التهديد بوقفها من جهات سيادية. وهو ما أورده حمدين صباحي على حسابه الخاص على «الفايسبوك». وقبل هذا بأسبوع، كان الدكتور محمد البرادعي ضيفاً على الإعلامي محمود سعد في برنامجه على قناة «النهار»، وكان حديثاً ممتداً أريد له أن يستمر حتى موعد إلقاء الرئيس مرسي خطابه. غير أن البرادعي لم يستمر ضيفاً بعدها ليعلق على خطاب الرئيس كما أعلن سعد ذلك للمشاهدين، وإنما تم إنهاء البرنامج من دون هذه الفقرة، واتضح بعدها أن إدارة «النهار» تلقت مكالمات وضغوطاً لمنع البرادعي من التعليق. ثم كشف بعض العاملين في التلفزيون المصري الأربعاء الماضي تعليمات جديدة بمنع عدد كبير من الشخصيات المعارضة من الظهور على شاشة التلفزيون التابع للدولة، وهو ما يعني تصعيد إجراءات تقييد حرية الإعلام في مصر من إيقاف البث، إلى إيقاف المعارضين أنفسهم بالأمر المباشر كما حدث مع سعد، ثم أخيراً خيري رمضان الذي طوّر الموقف من جانبه، رافضاً أن يتعرض للإهانة. وهو ما يطرح أسئلة مثل: هل من حق مقدم البرامج الإعلان عما يدور في الكواليس؟ وهل من حقه إعلان موقف «شخصي»؟

وأخيراً... هل من حقه إنهاء البرنامج على الهواء؟ هذا الموقف جديد، لكنه مرشح للتكرار في وقت يشتد التضييق على حرية الإعلام وحرية الرأي في مصر. ومن آياته ما حـــدث مع سعد، وما حدث مع «ســـارة» مقــدمة برنامج «نهارك سعيد» في التلفزيون المصري، التي عوقبت لأن ضيفها الصحافي هاجم حزب «الإخوان المسلمين». والواضح أن كل هذا كان ما دفع خيري رمضان لحسم أمره في هذا الشكل لإدراكه أنها لن تكون المرة الأخيرة بالنسبة اليه لو أذعن للضغوط

2012-12-11