السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بعض من الحقيقة .. نتائج إنتخابات جامعة بيرزيت....بقلم : الدكتور ياسر الشرافي

بعد فرز أصوات الاقتراع لمجلس طلبة بيرزيت لعام ٢٠٢٢ ، و فوز الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس ، و حصولها على المركز الأول ٢٨ مقعد مقابل ١٨ مقعد لكتلة الشبيبة التابعة لحركة فتح من أصل  ٥٢ مقعد ، توزعت المقاعد المتبقية بين الكتل الطلابية الأخرى ، حيث عدد المقترعين الطلاب في تلك الجامعة يقارب العشرة آلاف صوت عند كل الانتخابات تجري ، فهذا فوز للديمقراطية الفلسطينية بشكل عام ،

و في الضفة الفلسطينية بشكل خاص ، حيث المستهجن أن الذراع السياسي لحركة حماس المتمثل بالمكتب السياسي لتلك الحركة يركب موجة تلك الانتخابات عند فوز الكتلة الإسلامية في تلك الجامعة ، و يردد بعض الشعارات أقل ما يقول المرء فيها أنها فارغة في مضمونها و محتواها ، مثل فوز الكتلة الاسلامية هو اصطفاف لخيار المقاومة ، حيث هذا حق أُريد به باطل ، و عند عدم التوفيق لهؤلاء بالفوز في تلك الجامعة يبلعون ألسنتهم  الطويلة و كأن لم تحدث هنا أو هناك انتخابات جامعية قط ، حيث هذه المقاعد التي فازو فيها في جامعة بيرزيت لا تعكس الوزن الحقيقي  لحركة حماس في الجامعات الفلسطينية ،

فأين هي من انتخابات عشرات المجالس الطلابية في الجامعات الفلسطينية الأخرى في الضفة الفلسطينية ؟؟، حيث استراتيجية تلك الحركة منذ إعادة تدوير  نشأتها لقلة عدد النخبة الأكاديمية بين منتسبيها ، تفرض على عناصرها الطلبة في مختلف محافظات الضفة الفلسطينية  بالتسجيل  فقط للدراسة في ثلاثة جامعات بالضفة الفلسطينية ، و هي جامعة الخليل ، و النجاح ، و جامعة بيرزيت،  و بعض التركيز على جامعة بيت لحم ، و عدم انتساب طلابها في الجامعات القريبة من مكان سكنهم ، حتى كثير من عناصرهم الطلبة لا يحالفهم الحظ بدراسة التخصص الذين يرغبون به لخضوعهم لرغبة أميرهم في تلك المنطقة أو المسجد ، حيث المسجد يجب أن يكون بيت الله و ليست بيت لأي  تكتل تنظيمي ، حتى يحالفهم الحظ بالفوز في  بعض مقاعد المجالس الطلابية لتلك الجامعات  ، و عند رصد آخر دورتين انتخابيتين في تلك الجامعات الثلاث ، لم تفز الكتلة الاسلامية إلا مرة واحدة فقط في جامعة بيرزيت ، و الفوز كان حليف حركة الشبيبة الفلسطينية في جامعتي النجاح و الخليل ، حيث حركة حماس تخشى خوض الانتخابات في أغلبية مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية الأخرى في الضفة الفلسطينية ، لعدم  قدرتهم بالظفر  و لو بمقعد واحد ، هنا على سبيل الذكر و ليس الحصر أين هم في جامعات القدس أبو ديس ، البولتكنيك بالخليل ، و جامعات القدس المفتوحة ، و جامعات فلسطينية أخرى لا نستطيع في هذا المقال حصرها ، زبدة القول أن كل تيارات الإسلام السياسي بدون استثناء لا يؤمنون بالانتخابات الحرة إلا لمرة واحدة حتى يصلوا إلى مبتغاهم  ، اذا استطاعوا سبيلًا عند الفوز بالانتخابات في عدم إجراء انتخابات بشكل عام إذا كانت القدرة لهم في ذلك ، فقطاع غزة خير مثال لذلك ، حيث جاءوا بانتخابات لدورة انتخابية مدتها أربعة سنوات ، و تمكنوا بالسيطرة على قطاع غزة بانقلاب دموي أو حسب أدبياتهم سُمي  ذلك بالحسم  منذ أكثر من سبعة عشرة عام ، بغض النظر عن ذلك لماذا تخشون الديمقراطية في قطاع غزة خاصة انتخابات البلديات أو انتخابات مجالس الطلبة في غزة ، ونتحدى السماح لاجراء انتخابات شفافة في الجامعة الاسلامية ، التي كما هم يسموها معقل لحركة حماس ، حتى نعرف كما يقول أعضاء مكتبهم السياسي مكانتهم الحقيقية عند الشعب الفلسطيني ، حيث الشعب الفلسطيني كله مناضل و بل قبل ميلاد تلك الحركة بعشرات السنين ، و التي نجّل و نحترم كل من ضحوا بدمائهم من أبناء حركة حماس من أجل تحرير فلسطين ، فالديمقراطية لا تُجزأ  ، وبل إنها رافعة للشعوب ، و عند الشعوب الراقية الفائز الوحيد بأي انتخابات هي الديمقراطية و تداول السلطة ، لأن تدوال الاشياء يضخ حيوية و إبداع ، و تطور في عقلية الشعوب و أسلوب  تفكيرها ، فالديمقراطية يجب الإيمان بها ، و تعلمها قبل ممارستها ، و هذه مشكلتنا مع كل تيارات الإسلام السياسي، لممارستهم تلك الديمقراطية مع نسيج المجتمع المتنوع دون إيمانهم بذلك ، و هنا مربط الفرس .

2022-05-20