الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صراع العروش....عائد زقوت

يصادف اليوم مرور خمسة عشر عامًا على الانقسام الفلسطيني، واستباحة الدم الفلسطيني والوطن والإنسان، على معابد الأفكار والتوجهات والخلفيات الفكرية والأيديولوجية، وبالأحرى هو ليس انقسامًا إنّما صراع على العروش، ونفخ للكروش، أولئك الذين رهنوا صوابية الرأي والموقف بالنفعية المقيتة، والحزبية الفاشية العفنة، التي عمدت إلى تعطيل العقول استخفافًا بالشعب وحسمًا لمعركة الوعي لصالحها، لتستطيع طمس نور الفكرة، وتعلوا أسوار السجون، وبدًلا من سجن فرد أو أفراد يسجن الشعب، فيتخلى عن حقه في تقويم نكوص الحكام واعوجاجهم . ألم يأن الوقت للمتصارعين أن يُرجِعوا بصرهم، وينظروا أين أخفقوا، وأين أصابوا ؟ إنّ كان فيهم بقية من عقل، ولكن للأسف فمجريات الأحداث لا تشير إلى الرغبة من الانفكاك من حالة الاشتباك الداخلي العقيم، وإنّما نلمس الاصرار على ترسيخ الانقسام وتثبيت أركانه، والتماهي مع ما يفرضه الاحتلال من معادلات سياسية ، والانشغال بتهيئة الساحة السياسية للعب دور في الترتيبات الاقليمية والدولية على حساب القضية الوطنية . يخطئ من يحاول الوصول الي دور كبير في عملية البناء والتطوير في النظام السياسي الفلسطيني من خلال الارتكاز على الدكنجية الذين يصورون أنفسهم بالقادة، أو على الموقف الاقليمي والدولي ، إنّ الارتكاز الحقيقي يجب أنْ يكون على الشعب، وذلك من خلال صون حقوقه، والحفاظ على حريته، وتمكينه من ممارسة حقه في اختيار ممثليه عبر انتخابات حرة ونزيهة تشريعية ورئاسية، ونقابية ومحليات . اشراقة : إلى أولئك الذين يُسفهون الشعب و يُبخسون من دوره، إنّ التاريخ لم يُسجل يومًا ما فشل شعب، إنّما سَجّل فشل الأفكار، والقادة والأحزاب الذين لم يستطيعوا استنهاض طاقات الشعب .

2022-06-15