العالم يتحد ضد ما يعتقد انه ظلم وافتراء واعتداء فهل الامر فيما يخصنا ليس كذلك في نظر كل جهات الارض حتى وصل الامر الى العرب انفسهم الذين باتوا يقتربون من اقامة الاحلاف حتى الامنية والعسكرية منها مع اسرائيل فهل المشكلة في العالم كل العالم ام ان المشكلة ذاتية لا اكثر ولا اقل وان العالم لا اعمى ولا اعور كما يحلو لنا نحن ان نسميه بل الحقيقة ان احدا لا يراك الا اذا اجبرته انت على فعل ذلك والا اذا جعلت انعكاس الضوء عن اعلان وجودك حادا ولماعا يصل الى حد ايذاء عين الرائي فيندفع للتخلص من ازمته هو لا من ازمتك انت.
يقول العلم بقدر معرفتي عن موضوعة العين ودورها ان العين ترى انعكاس الضوء عن الاجسام ولا ترسل هي بنفسها ذلك الضوء وحين لا تجد انعكاسا لوجود فهي بالتالي لا ترى هذا الموجود الذي لا يضع نفسه بمرمى الضوء لتتم رؤيته رغما عن كل الاعين وهو حالنا نحن باختصار فإعلاننا عن جودنا يبدأ بالحركة في مرمى الضوء وبكل الصخب لا ليرانا الاخرين بل لنجبر الضوء على فعل ذلك رغما عن انف من لا يريد ان يرى لانه لن يستطيع ابدا اغلاق عينيه الى الابد والا لأصبح اعمى لذاته لا اعمى عنا.
ان التوقف التام عن اتهام العالم بالجريمة بات اولى لنا من مواصلة البكاء فلا احد سيراك لأنك انت تريد ولا احد سيراك لأنه هو سيصحو يوما من سباته وقد بت يريد بل ان الحقيقة ان عليك انت ان تضع الضوء في عينيه رغما عنه لتضمن رؤيتك حين تصبح مزعجا له ويصبح من مصلحته ان يتخلص من هذا الانعكاس الحاد لواقع اكثر حدة لا يمكن لاحد تجاهله فالسائق ليلا يجد نفسه مضطرا لمواجهة انعكاس ضوء سيارات الاخرين بتركهم يمرون والابتعاد عن دربهم وهو سيدوس حتما اولئك الين لا تنعكس اضوائهم في عينيه.
ان التجارب العديدة التي مرت بنا منذ اواسط القرن الماضي وحتى اليوم تؤكد مسئوليتنا نحن عن ما يجي لنا فلا احد عبر تلك العقود قدم تنازلات في قضيته دون مقابل الا نحن حتى بات العالم اليوم اننا ذاهبون بأقدامنا الى الهاوية فلماذا سيتهب المشاهدون انفسهم بانقاذ البطل على شاشة السينما وهم يعلمون حتما نتيجة ما يحدث.
لن علينا نحن ان نعاود من جديد نفض الغبار عن اكتافنا واستعادة مكانتنا وصياغة رؤية حقيقية واضحة ومحددة لا تحتمل التراجع ولا التنازل ولا المساومة حقيقة قائمة على ان بلادنا لنا وان الحق سيبقى وان وسيلتنا الى ذلك لا يخرج من بين اكفنا وان التنازل ينبغي له ان يأتي من اللص لا من صاحب البيت فأوكرانيا اتفقنا معها ام اختلفنا فهي تقاتل بأيدي أبناءها ولم يذهب جندي غربي واحد ليقاتل نيابة عنهم ولم نرى العويل والبكاء والاستغاثات تنطلق من كل حدب وصوب وسواء اتفقنا معهم ام اختلفنا فلا بد لنا ان نعترف ان هناك درسا اوكرانيا قاسيا لا احد يحتاجه مثلنا لنقول لأنفسنا كفى انتظارا لعالم لا يراك لأنك لا تعلن عن حضورك بالفعل لا بالقول.
اذا لم نوحد ذواتنا بذات واحدة واداوتنا برؤية واحدة واهدافنا بهدف واحد واذا لم ننزل عن اسوار الانتظار الى منتصف الشارع وتسمع الارض خبطات بساطيرنا لا همس الناحبين وضجيج الناعقين فان احدا لن يأتي الينا بسقف خيمتنا قبل ان نأتي نحن بالسواعد التي ستدق بالأرض اوتادنا.