"ولا.. يااا قوووضب !".. دي أم قطب جارة دار خالي .. وصوتها العالي!
ــ انت يا ولد يا زفت يا قطب.. انت مش سامع أمك بقالها ساعة و اتنين تنادي عليك؟!!
وبتصرّخ : "ولا.. يااا قوووضب !"
"ولا.. يااا قوووضب !" ؟!
" أُمي؟!! .. أُمّ إللا.. توك.. توك !.. أُمّ اللا توك توووك !" .. ده ردّ الولد قطب عليّ،
وهو بيتحنجل ويلعب "سيجا" مع بنات الجيران في الشارع الفرعي اللي قدامنا.
ــ "يبدو أنه مفيش فايدة يا أمي نقعد شوية على الباب ، في الهوا بعيد عن دوشة البيت، وريحة الطبيخ "
"معلهش بقه ، خلينا في حالنا يا ابني يا شريف .. احنا مهما يكون برضه ضيوف "
" ولد يا شريف، تعالى خذ لك "عِرق كرنب مسلوق" قبل ولاد خالك ميخلـَّصوا عليه "
ــ أنا مش عايز عروق كرنب يا امراة خالي
أنا كنت قاعد شوية في أمان الله مع أمي على الباب، لكن ..
أم قطب صوتها عالي !
عامله دوشة قدام دارها، و مش راضية تبطل زعق ع الواد قطب..
" ولا.. يااا قوووضب !"
" ولا.. يااا قوووضب !"
وابنها مش معبَّرها وبيلعب سيجا قدام بيت الشيخ عبد الله
ولمّا رحت أقول له عيب عليك يا واد يا قطب رُدّ على أمك ..
استعبط عليّ، ولا عبَّرني .. !
و قام يتحنجل برجل واحدة ويقوللي : أُمِّ اللاّ .. توك توك .. !!
اوعى يا ولد يا شريف ! .. مالكش دعوة أنت .. دي مش عايزة قطب.. ولا غير قطب..
دي بتستعرض بس ..!
ــ بتستعرض بس؟!! ..
بتستعرض ليه؟ وبتستعرض على مين يا امراة خالي؟!
ده مفيش غيري أنا وأمي قاعدين قدام الباب، والشارع خالي !
..
" ولا .. يااا قوووضب !"
لا حولَ .. ولا قوة !!
فعلا .. الست "أم قطب" دي أكيد بتستعرض ..
كل ده صوت ؟! وعرض وطول .. و كل دي قوة، و مروّة؟!
ده الولد قطب جوّه البيت ، وأمه سايباه و طالعة تنادي عليه برّه في الشارع !!
" ولا.. يااا قوووضب !"
أنا مالي ؟! أمي وامراة خالي قالولي ـ امبارح ـ مالكش دعوة انت بحاجة ..!
..
أمّ موزة جارة دارخالي زعلانة شوية من أمي وامراة خالي؛
علشان كان خطيب موزة ـ الغالي ـ طالع على القناة الثانية بالتليفزيون ونسيوا يشوفوه؛
رغم أن موزة وأم موزة قاموا بالتنبيه علي أمي وامراة خالي أكثر من مرة قدّامي ..
وحدّدوا لهم اسم القناة وموعدّ البرنامج !!
مش مشكلة بقى يا أمّ موزة (جلّ مَن لا يسهو .. !)
لكن صحيح أنا مالي ؟! خليني في حالي، وسيب الملك للمالك زي ما قالت أمي وامراة خالي !
..
لكن ـ من حق ـ مين "كيداهم " جارتكم دي يا امراة خالي ؟ ويعني إيه "كيداهم"؟
ومين سمّاها كيداهم ؟ وليه سمّوها كيداهم ؟
لكن .. على رأيك أنا مالي ومال "كيداهم"
ومال "حلاوتهم" و غلاوتهم ، والاّّ حتى خيبتهم .. آآآهي أسااامي !!
خليني في حاااالي زيّ ما قالت أمي و امرأة خالي !
..
الولد هشام أصغر مني بسنة .. و يمكن سنتين .. يعني عمره حوالي تسع سنين
هشام ده ابن أم موزة .. أيوة ـ بالحق ـ ليه دي كمان سمُّوها موزة ؟!
لكن أقول لك ..
مالناش دعوة بموزة، ولا أمّ موزة .. خلينا في هشاااام ابن أم موزة ..
هشام ده أكيد "كشّافة" .. كل يوم يرجع وجهه أحمر وشكله من الشمس أسمر ،
بييجي دايما آخر النهار متأخر واحنا بنلعب كورةالمغربيّة ، قدام البيبان، مع العيال في الحارة .
باين عليه فعلاً كشافة .. لابس نفس لبس فريق الكشافة .. حتى الطاقية ، طاقية كشافة ..
من يومين تلاتة وهشام كل ما يشوفني يحمد ربنا أنه شافني ..!
كنت عايز أسأله : إيه الحكاية؟!
لكن أنا مالي .. خلـِّيني في حالي
بعدين عرفت أن هشام عايزني في خدمة قبل ما أسافر ..
خدمة مهمة ..!
بس ربنا يسهل وتكون خدمة بسيطة مش "ولا.. يااا قوووضب !"
هشام ما رحش الكشافة في اليوم اللي أنا رح أسافر فيه أنا وأمي من بيت خالي وجيران بيت خالي ،
والـ " ولا.. قوووضب !" ابن أم قطب جارة دار خالي،
وموزة وأم موزة وكيداهم وحلاوتهم وغلاوتهم، واللي حطّ بذرتهم .. أنا مالي؟! خلـِّيني في حالي ..
جاني هشام يوميها يتـنِفض و يشـَحَّر من الجريّ، ويحمد ربنا أنه لحقني و شافني قبل ما أمشي ..
ــ لكن إيه دي اللي شايلها في كفّ ايدك يا صحبي هشام ؟
هديتي ليك صديقي شريف .. أمانة عليك تحفظها في جيبك ساعتين بس، لغاية متوصل بلدكم ..
دي مش أي حجر عادي ..
دي حجرة من السبع حجرات اللي كنا بنلعب بيهم آخر مرة في الشارع ..
أمانة عليك .. تخليها معاك ولو ساعتين ..
اوعي تخلِّي أمك تشوفها في جيبك ، تاخدها منك وترميها قبل ما توصل بلدكم
ما لقيتش حاجة أقدر أهديها لك وأنت مسافر غير هوّ الحجر ده !
...
ااايه ..!! يا زماااان .. !!
تذكرت كل ده وأنا حاضرحفل زفاف أصغر واحد من عيال خالي
بعد 25 سنة من التوهان ..
رجعت تاني لبيت خالي.
حاجات كتير اتغيّرت في الشارع
حاجات كتير
وحاجات بترفض تنمحي
وحاجات عصيّة ع التغيير !
وزيّ مافيه زمان رايح
مؤكد فيه زمان راجع
"ولا .. يااا قوووضب !"
و قعدت طول العصرية مع المعازيم
في نفس الحارة و الشارع
و فوق رِيْحِة طبيخ البيت، كمان شمّيت ، ريحة دخان
يا سيدي ..!!
ده كله مش مهم ..
المهم تظهر أُمّ قوووضب .. على واحد من البيبان !
وفات آذان .. وفات اتنين ..
وراحت الشمس .. وطلعت مكانها نجوم .. وطلعت كمان قمرة ..
هناك في آخر الشارع ورا الشجرة
الشجرة اللي كانت بتطرح زمان جميز
وبدل المرة
صلينا كمان مرة ..
وصلينا كمان اتنين
ونروح .. ونرجع ..
نروح .. ونرجع ، لنفس الحارة والشارع
وزي مافيه زمان رايح
مؤكد فيه زمان راجع
لكن فينك يا أم الـ قوووضب ؟!
وفين هيّه كمان كيداهم ؟ وفين أمّك ، وفين بيتكم يا كيداهم
مفيش ـ أصلاً ـ أثار للبيت .. !
ولا انا حتى شايف غيط،
الغيط اللي كان نايم .. فـي ضِلـَّة تحت جميزة
و كمان ..
ما شفتهاش موزة .. ولا الغالي خطيب موزة ،
لكن؛ يمكن أخوها ـ هشام ـ
يكون موجود هناك قدام .. مع المعازيم
ويمكن برضه حتى يكون
هشام واحد من القاعدين من العصرية حواليّا، ومش عارفين !!
يمكن آه .. ويمكن لا !! مين عارف ؟!! ومين يدري ..
أنا أصلاً ـ نسيت ـ شكله .. وهو كمان ـ زمانه يكون ـ نسي شكلي !
أنا الشيء الوحيد اللي فاكر شكله
الحجر اللي رميته زمان؛ وانا ع الترعة في بلدنا ـ رمية قوية فنيّة ـ
و راح لحجارـ بسرعة ـ يطير و يقشـُط راقة م المايّة..
يقشط راقة م المايّة..
لكن قـَشطة بِحِنيَّة
خفيف طاير كما الوِِلـْعَة !!
وكان شايف ..
وكان عارف ..
مؤكد رح يكون مثواه ..
الشط التاني م الترعة !!
مؤكد رح يكون مثواه ..
الشط التاني م الترعة !!
"ولا.. يااا قووووضب !"