الجمعة 16/3/1446 هـ الموافق 20/09/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عائلة عمرية تكشف تفاصيل عن جريمة مقتل أبنها عامر على يد أبنائه وتتبرأ منهم

اصدرت عائلة عمرية في بلدة عجة في محافظة جنين، والتي قتل ابنها عامر قبل أيام، في جريمة كشف عنها بعد ان قام ابنه بتسليم نفسه للشرطة والاعتراف بانه قام بقتل والده.

وأعلنت عائلة المغدور عامر راضي عمرية، وتحديدا والده وأشقائه وعائلته البراءة من القاتل (رضا عامر عمرية وشقيقه راضي) وأمهم وشقيقاته أن ثبت عليهم جرم التستر او المشاركة في القتل أو التخطيط أو التدبير أو التنفيذ.

وقالت العائلة في بيانها الذي وصل وطن نسخة عنه ما يلي:

الحمد لله الذي كان في أوليته، وحدانيا في أزليته، متعظما بالهيبة، متكبرا بكبريائه وجبروته، فلا مبدل لخلقه ولا مغير لصنعه، ولا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، ولا مستراح عن دعوته، ولا زوال لملكه، ولا انقطاع لمدته فوق كل شيء علا، ومن كل شيء دنى، فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى، والصلاة والسلام على خير عباده محمد نبيه ورسوله. الذي قال عن ربه ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم﴾

لقد سمعتم ما لا يدركه عقل  ولا يخطر على قلب بشر، وليس للإنسانية  بصلة، ابناء قتلوا والدهم  وهو نائم في بيته على سريره بعد منتصف الليل،  حيث يفترض ان تكون في المكان الأكثر امناً واماناً وسكينة، وما يقشعر له بدن،  فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله  ( أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا )،  فكيف بولد يقتل ابيه بمشاركة أخيه وبتحريض من أمهما وتستر من أخوته، بتخطيط وتدبير دام ايام واسابيع زعموا فيها بوجود مشاكل عائلية،  وحجج واهية،  فكذبوا ودنسوا وخانوا والدهم،  فالشيطان قد سكنهم  فخالط اللحم والدم والعصب والمسامع والأطراف والأعضاء والشغاف، فتملكهم النفاق والشقاق، وأشعرهم خلافًا أخذوه دليلًا يتبعونه، وقائدًا يطيعونه، ومؤامرًا يستشيرونه، حيث تملكهم المكر وتفاخروا بالغدر وتجبروا بالأرض وفجروا في القتل، وظنوا أن الله لا يسمعهم ولا يراهم وهو الذي قال (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم).

يا ايها الناس، يا ذوي النفوس الأبيَّة، ويا ذوي الضمائر الحية، اننا عائلة المغدور عامر راضي عمرية: والده واشقائه وعائلته نعلن براءتنا من القاتل (رضا عامر عمرية وشقيقه راضي) وأمهم وشقيقاتهم أن ثبت عليهم جرم التستر او المشاركة في القتل أو التخطيط أو التدبير أو التنفيذ ... وأننا نشكوهم الى الله ونسأله عذاباً وخزياً لهم في الدنيا والآخرة.

وفي إطار الشائعات التي نشرت حول الجريمة  فأننا نبين للناس ان المغدور  كان رجلاً يحب ابنائه، وقد وهب لهم من المال ما يريدون، فقبل سنوات باع والدهم قطعة أرض يملكها بمبلغ مليون وربع شيقل، ووزعها عليهم،  فاشترى سيارة نقل عمومية وسيارة حديثة من نوع هونداي سانتفيه، وسجلها باسم ابنه القاتل رضا، كما قام الأب المغدور رحمه الله بتزويد ابنه راضي بكل ما يحتاج من المال، وما يريد حيث زعم الأخير بأنه يريد دراسة الهندسة في المانيا، وذهب جزء من المال لبناته، وعمل بمبلغ كبير على تجهيز بيته من جديد بأحسن الأثاث والديكور، كما كان رحمه الله طيباً كريماً رحيماً رؤوفاً بهم، وهو ما يعلمه أهل البلدة جميعاً القريب منهم والبعيد، وكان حريصاً على تدريسهم جميعاً ، كما كان يفكر بتزويج الأخوين بعد تخرج ابنه راضي من الجامعة ويجمع الأموال لأجل لذلك، وكان يظن رحمه الله انه احسن تربيتهم وحسن أخلاقهم،  ولم يكن يرضى تعنيفهم ولا ضربهم ولا رفع الصوت عليهم من غريب أو قريب، فما جزاء الاحسان الا الاحسان ... ألم يقل ربنا (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) .



فأي فجور وافساد في الارض وتكبرٍ وعصيانٌ لله ولرسوله ولوالدهم، فقد بلغوا من عظائم المصائب والفجور ما لم يصله احدٌ من قبلهم  فبعد أن قتلوه حاولوا تشويه سمعته فزعموا وهم كاذبين ان قتله جاء بالخطأ اثر مشكلة مع أمهم وهو ما تبين أنه كذب، كما حولوا تضليل العائلة طوال فترة اختفائه بالقول أنه ذهب للزواج من امرأة اخرى بعد ان اخذ مبلغ من المال معه، ثم بعد الإلحاح بسؤال الأهل والأقارب قالوا بأنه سافر مع زوجته الجديدة خارج البلد وبعد ان تبين عدم سفره و كذبهم وزيفهم، واثناء بحث العائلة تبين أنه كان مقتولاً مغدوراً مدفوناً بأبشع طرق الدفن تحت مكعبات الإسمنت،  فلم يحترموا والداً قبل قتله ولا بعده وكانوا يظنوا أن الأمر سيبقى مخفياً فلا يخطر على بال بشر ان يقوم ابناء بقتل والدهم من اجل أن يرثوا ماله ويعيشون بعيداً عن حرصه على تربيتهم وتعليمهم وتأديبهم وعدم خروجهم من البيت لساعات متأخرة او حرصهم على العمل وان يعتمدوا على انفسهم  ... ولكنهم بلغوا مفسدهم علواً كبيراً .

وفي نهاية الأمر أننا نتقدم ببالغ الشكر لمن قدم للعائلة التعازي سواء بالحضور أو الاتصال أو عبر أي وسيلة، حتى لو بكتابة حرف واحد، وأننا نتمنى عليكم الترحم على المغدور عامر عمرية والدعاء له، كما نشكر الاجهزة الأمنية المختصة بسرعة التحقيق والحضور وكشف كذبهم وزيفهم وخاصة، كما نشكر سيادة وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح وجهاز المباحث العامة وجميع قادة الأجهزة الأمنية والمناطقية والتعبئة والتنظيم على تقديم واجب العزاء للعائلة.

كما نشكر جميع وسائل الإعلام على حرصها على تقديم المعلومات للناس ونقل هذه الجريمة البشعة التي تتنافى مع ديننا وقيم مجتمعنا، كما نثق بالقضاء الفلسطيني ونرجو منه كما تعودناً دائماً بتحقيق العدل ونطالب بتنزيل اقصى العقوبات على المجرمين بحجم عظم هذه الجريمة وتأثيرها على مجتمعنا وحرصاً على السلم الأهلي والمجتمعي والتركيبة الأسرية الفلسطينية ليكونوا عبرة لمن يحاول ان يفكر بمثل هذه الجريمة البشعة التي فاقت كل ما يمكن ان يتخل البشر من اجرام.

2022-07-15