الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ناجحي الثانوية العامة لحظات فرح وسرور، وماذا بعد ؟!...أ. علم الدين ديب

تابعنا في الأيام المنصرمة أجواء الفرح والسرور احتِفاءً بالطلبة الناجحين في الثانوية العامة من ذويهم وأحباءهم، وعبر كل منهم عن فرحته بالطريقة التي يحبها وجميعها كانت تحوي كم كبير من الفرح والبهجة وحين تقرأ عيون الأباء والأمهات تجد دموع الفرح تارة وتارة أخرى التفكير في مستقبل ابناءهم المُقبلين على مرحلة جديدة في حياته قد تكون مرهقة للأسرة مادياً.

وفي خضم ذلك المشهد يكون الطالب يتخيل نفسه في أول أيام الدراسة والالتحاق بالجامعة التي يرغب بها والكلية التي يطمح أن ينال مقعد فيها وتلك هي أمنيات الأباء والأمهات أيضا؛ ولكن سرعان ما يقتحم عين عقله ذلك الواقع المؤلم الذي يُجبره على الخنوق للظروف وعدم القدرة على الإلتحاق بركب المرفَّهيين ولا حتى العيش بإستقرار إقتصادي وسياسي وإجتماعي، فبعد تلك الفرحة خيَّمت سحابة من الحزن وأوشك تيه الأمل على الإستقرار وبدأ الطالب يتحسر وكاد أن يلعن كل دقيقة أمضاها بالدراسة والإجتهاد ندماً على ضياع الفرصة وتعثر الحال. نعم أنه حال الطالب الغزي الذي زج به وسط بيئة يتعثر معها القوي ويضعف أمام صعوبتها، فالخلافات السياسية يتم تصديرها للتعليم وأمور الحياة التي أضحت تسير وفق مصالح بعض الساسة والمتنفذين، وفي وسط كل تلك المعيقات ونحن على أعتاب عام دراسي جديد وإستعداد الجامعات الفلسطينية لإستقبال الطلبة الجدد والتي أغلبها أصبح يعمل وفق مبدأ التجارة ليس إلا، يبقى الهم الأكبر لدى رب الأسرة توفير لقمة العيش لفلذات كبده وفي ذلك الحين يَنسى كافة المتطلبات الأخرى وتدنو قيمة التعليم ليصبح من الكماليات. كُل ذلك وليد إنقسام سياسي وإقليمي سافر أضرَّ بالقضية الفلسطينية وقدم العديد من الويلات على طبق من ذهب للإحتلال فلم يحلُم الإسرائيليين يوماً بذلك الواقع السيئ الذي أضحى كخيبة أمل وسبب للنكسات تلو النكسات، حتى وصل الأمر إلى تجهيل الشعب وكأنه مخطط مدروس يهدف لتهديم الشعب وإضعاف المناعة الثقافية لدي الفلسطينيين في حين أن كلنا يعلم قطعاً أنه بالعلم ترقي الأمة وتنهض وأن الجهل هدَّام ساخط يلعن كل أهله وكما قال الشاعر "العلم يبني بيوت لا عماد لها ... والجهل يهدم بيوت العز والكرم". لا أحد منا يُنكر بأن الوضع الفلسطيني مختلف تماماً لوقوعنا تحت الإحتلال على خلاف الدول التي نالت الحرية والإستقلال، ولكن ذلك ليس مبرر لجعله شماعة يحلو للكثيرين إستغلال ذلك كقالب جاهز لتمرير العديد الخيبات وصفقات الفشل. وفي الختام رسالتي إلى جامعتنا الفلسطينية أن يضعوا نُصب أعينهم ما نمر به من وضع اقتصادي سيء بالإضافة إلى الالتزام بالمسؤولية المجتمعية وأن يكونوا عوناً للطلاب لا عليه.

2022-08-05