الثلاثاء 18/10/1444 هـ الموافق 09/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فلسطين ومفارقات السياسة الأمريكية....ناجى شراب

  تتحكم في السياسة ألأمريكية في المنطقة عموما وإتجاه القضية الفلسطينية إسرائيل. إسرائيل من تحدد المصالح الأمريكية وتطورات السياسة الأمريكية ومواقفها من قضايا المنطقة والقضية الفلسطينية .وسابدأ مقالة اليوم بالزيارة ألأخيرة للريس بايدن للمنطقة والتي كانت ومحطتها الأولى إسرائيل مرورا لساعات قليلة بأريحا ومقابلة الرئيس وأنتهاءا بلقاء جده. المفارقة ألأولى في هذه الزيارة والسياسة ألمريكية إعلان القدس ، والذى يؤكد على عمق العلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحده وإسرائيل، وديمومة الإلتزام الأمريكي بدعم إسرائيل أمنيا وماليا. هذا الإعلان أولا عقد في القدس فيعنى الإعتراف بالقدس عاصىة لإسرائيل وليس كما تعلن إدارة الرئيس بايدن وموقفها من قضية القدس.

هذا الإعلان لم يأتي على ذكر حل الدولتين ، ولم يقترب من البناء الإستيطانى الإسرائيلي في الآراضى الفلسطينية ،ولا من التصرفات الأحادية التى تقوم بها إسرائيل في القدس ولا من السلام أو التفاوض ، وهذا يتناقض تماما مع كل التصريحات التي تطلقها لإدارة الأمريكية عن فلسطين.وموقفها المعلن من السلام وحل الدولتين والمفاوضات.المفارقة الثانية الوعود الجوفاء للرئيس بايدن في حملته الانتخابية بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس تسهيلا للفلسطينيين وإعترافا ولو جزئيا باأن القدس الشرقية محتلة. هذا الوعد ورغم مرور أكثر من سنة ونصف على حكمه، ورغم لقاء الرئيس عباس والتوقعات الفلسطينية بفتح القنصلية ، فكأنها لم تكن ولم تذكر لا من قريب ولا من بعيد.وقد يقال قائل ان الولايات المتحده تحتاج لموافقة إسرائيل، والرد بسهولة يمكنها ان تفتح القنصلية في سفارتها.والمفارقة الأخرى الأكثر غرابة الإستمرار في غلق مكتب منظمة التحرير في وأشنطن والذى اغلقته إدارة الرئيس ترامب، ومن وقتها والمكتب مغلق علما ان المنظمة من اعترفت بإسرائيل ووقعت إتفاقات أوسلو , والأكثر تناقضا وعدم مصداقية في هذه السياسة إعتبار منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية في القانون الأمريكي ، اليس الرئيس محمود عباس رئيس المنظمة ، فكيف للرئيس بايدن ان يقابل ويصافح رئيس منظمة إرهابية .أما المفارقة الأساس التي تعكس تناقض إدارة الرئيس بايدن التمسك بحل الدولتين ، وهذا الإعلان لا يتعدى حدود الإلتزام اللفظى دون المضي ولو خطوة واحده إتجاه التنفيذ وتحول لمجرد وعد لفظى. ويبقى شعارا يعكس إستراتيجية حفظ ماء الوجه التى تتبناها الإدارة الأمريكية والحزب الديموقراطى . والمفارقة الأخرى التغاضى عن الإستيطان في الآراضى الفلسطينية وتوفير الدعم المالى والسياسى والغطاء الدولى. ولعل من أبرز مفارقات السياسة الأمريكية الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن والذى توظفه الولايات المتحده فقط لحماية إسرائيل والحيلولة دون فرض أي عقوبات عليها لعدم إلتزامها بتنفيذ أي قرار من قرارات الشرعيةالدولية وتفريغ كل قرارات الشرعية الدولية من قوتها التنفيذية.والمفارقة ألأخرى لإدارة الرئيس بايدن محاولة إستبعاد فلسطين من كل الترتيبات الاقتصادية والسياسية والأمنية التى تخطط لها وكأن فلسطين غير موجوده ، ولا علاقة لهذه الترتيبات بالقضية الفلسطينية التى باتت ترى فيها الإدارة الأمريكية انها مجرد نزاع ثنائى على بعض الإحتياجات الاقتصادية، وهذه المفارقة توضح لنا القاسم المشترك بين إدارة بايدن وإدارة ترامب ـ فإدارة الرئيس بايدن لم تلغى اى من القرارت التي اتخذتها إدارة ترامب ـ بل إنها تتبنى صفقة القرن دون الإعلان المباشر، فلا تخرج سياستها عن الاقتصاد مقاب السلام.

و مفارقة شيرين او عاقله الصحفية الفلسطينية والتى تحمل الجنسية الأمريكية والتي قتلت برصاصة جندي إسرائيلى والعمل على غلق الملف وتبرئة إسرائيل المباشرة من قتلها.ومن مفارقات ىالسياسة الأمريكية وإدارة الرئيس بايدن أنه في زيارتهى الأخيرة تجاهل تماما القضية الفلسطينية وحل الدولتين وهو تجاهل عن قصد ، ورغم أنه سمع من قادة المنطقة التأكيد على أنه لا مستقبل للمنطقة بدون حل القضية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية . بل أكثر من ذلك تجاهله لما تقوم به إسرائيل من سياسات أحادية في القدس وإستيطان في ألآراضى الفلسطينية التي يتحدث عن دولتها .

وأخيرا مفارقة العدوان على غزة والذى راح ضحيته أكثر من أربعين شهيدا من بينهم خمسة عشر طفلا ، هذه العدوان الذى تبرره إدارة بايدن بحق إسرائيل الدفاع عن نفسها .هذه المفارقات لعلها السبب التاريخى في كل الفشل الذى أقترن بالسياسة الأمريكية ، وفشل زيارة بايدن لأنه تجاهل القضية الفلسطينية .هذه المفارقات تفقد السياسة ألأمريكية مصداقيتها والثقة في أي تحرك سياسى ، بل سيفشل اى سياسة أمريكية في المنطقة . وتبقى القضية الفلسطينية المحك والمعيار لأى تحرك وسياسة أمريكية.

دكتور ناجى صادق شراب [email protected]

2022-08-11