الأربعاء 12/10/1444 هـ الموافق 03/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المرأة والرجل ..مرة أخرى !! ... عبد الهادي شلا

 

 

 مازال البعض يثير أسئلة عفى عليها الزمن ويستخف بعقل المتلقي حين يحاول المقارنة بين دور الرجل ودور المرأة في الحياة وهو أمر تم البت فيه منذ أزمان ولم يعد للسؤال مكان ولا قيمة في زمن انفتحت فيه الحياة على كل شيء ودون حواجز حتى الحياء تم التجاوز عنه في كثير من صوره.

 

 

نقول هذا بعد أن استردت المرأة مكانتها مرة أخرى التي سلبت منها تحت دعاوى ومسميات أخرجتها من دائرة الفعل الجاد في الحياة وقد حصلت على أعلى الشهادات العلمية و المناصب وصارت منتجة بنفس القدر وربما أكثر من الرجل في بعض المجالات وليس هذا تفضيل لها فنحن لا ننصف طرف على أخر بل نحاول أن نضع الأمور في نصابها ونقول بأن الله سبحانه قد خلق الرجل وخلق المرأة ولا يمكن للحياة أن تستمر ولا كان لهذه الملايين من البشرأن تتوالد بدونهما معا فالحكمة الإلهية أكبر من تصور الإنسان المحدود مهما بلغ واتسع "وما أوتيم من العلم إلا قليلا".

 

لقد كرم الله المرأة ولم يعط القوامة للرجل كي يتسيد عليها وإنما لأمور تحتاجها الحياة والعلاقة بينهما لتستمر في طريقها الصحيح السليم وينشأ الأبناء في جو أسري لا انفلات فيه بل هناك ثواب وعقاب يصنع التوازن المطلوب لقوام الأمور الحياتية التي تتعقد وتتشابك يوما بعد يوم حتى وصلنا إلى عصر تكاد الأمور أن تفلت من عقالها!!

 

لاشك ان تطور الأدوات الحياتيه وخاصة في السنوات الأخيرة قد أصابها طفرة غير مسبوقة بهذا الكم الهائل من التقنيات التي أصبحت في متناول العامة بلا رقيب ولا قيد وهذا أمر ذو حدين أحدهما خيرا إن أحسن التعامل معه بما يتفق مع خصائصة والأخر قد يكون مدمرا لو خرج عن الجادة السليمة وأخذ الطريق الخطأ.

 

ما يستوقفنا هنا هو ما يجري من استغلال للمرأة وسط هذا الانفتاح الهائل وايجاد المبررات والتصورات بعد أن صارت هدفا للإعلانات التجارية عبر كل وسائط الإعلام  فيها تستغل المرأة من مظهرها وحركاتها كما لو أنها دمية لا حياة فيها ويتم تسخير شكلها لتحقيق الغرض التجاري وهذا أمر لا يمكن أن يتفق عليه اثنان بأن تتحول المراة إلى سلعة إعلانية بينما نضعها في مكان عالية وسامية بل في أحسن مكان حين تكون"الجنة تحت أقدامها" فكيف لها أن ترضى بأن تكون في وضع مهين تحت نظر العامة وخاصة حين يكون هناك ابتذال في العرض والحركة الجسدية فلا يمكن أن تتعادل المسائل بين انفلات وبين محافظة لأنهما نقيضين لا يجتمعان في كيان متماسك.

 

نحن مع المرأة الأم والأخت والحبيبة،ولا نقبل أن تهان كرامتها وتهتز صورتها في مجتمع متحضر دون أن تتساوى فيه مع الرجل وتقاسمه الدور في تطور المجتمع وبناء الأسرة التي هي أساس العلاقة بينهما.

2022-08-16