الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بين الشاورما وأدب نجيب محفوظ ......شوقية عروق منصور

قد تكون عبارة عابرة، كلمات تعبت من الانتظار وجلست تتنهد على مقاعد الخوف، ولكن في النهاية كانت الأبنة تحمل فخر الأب وصدق الاحاسيس الممزوجة بتصليح الوضع الذي يسابق الإهمال، فكان التمرد وتسجيل الأهداف في شباك المجتمع الذي ما يزال يردد صوت المرأة عورة، ولكن على أرض الواقع صوت المرأة زلزال وصداه يصل إلى كل مكان. 

في الأردن فتاة اردنية وجدت أن مطعم الشاورما الذي أفتتحه والدها وغرق في الديون من أجل افتتاحه قد خيب أمله، ها هو يعاني من عدم الاقبال واليأس قد بدأ يغزو مشاعره، لكن الأبنة قررت التحدي فكتبت على وسائل التواصل الاجتماعي عن حالة والدها الحزين الذي تعب واستدان المال لكي ينجح مشروعه،  ولكن  الزبائن خذلوه ولم يأتوا  ...!! وتكون المفاجأة بتوجه المئات إلى المطعم لدعم الأب، حيث لم يتوقع الأب والأبنة هذا العدد الهائل من الناس. 

صور تدفق الناس إلى مطعم " سهول سحاب " جعلت وسائل الاعلام تتساءل عن هذا التضامن والتدفق الإنساني.  منهم من قال إنه الشعور بالانتماء للوطن..!! ومنهم من قال يجب دعم أصحاب المهن الشريفة..!! ومنهم من قال شعبنا يحب " الفزعات " . 

ولكن في نظري تبقى الأبنة الجريئة التي لم تخجل من حالة والدها الفقيرة، بل اعترفت أمام الناس بخيبة الأمل!! هذا الاعتراف الذي نبحث عنه في ظل القشور وطبقات الطلاء التي نطلي بها حياتنا . 

لقد أصبحت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي منصات لعشق المظاهر وتلوين حياتنا بالبذخ والمباهاة، لم نعد نطرق أبواب الخجل .. ؟؟ غريب ... أصبح مجتمعنا يتمتع بالغنى من سيارات وبيوت فخمة ومطاعم ومناسبات تنبض بالدهشة والفضول من كثرة صور سفك المال على عتبات العجرفة في واقع أسود ذليل ووضع اقتصادي لا نعرف إلى أين يجرنا ؟؟. 

شعرت الفتاة الأردنية بحزن والدها فتحولت إلى فارسة على استعداد للقتال بسيف من خشب من أجل حلم والدها ، ونجحت في تحرك الهمم والمشاعر للوقوف إلى جانبها . 

قالوا " كل فتاة بأبيها معجبة " مهما كان الوالد فبائع الشاورما مثل الكاتب نجيب محفوظ الذي تستعد  أبنته " هدى نجيب محفوظ " بإصدار كتاب يضم مذكراته بخط يده ، والتي ستنشر لأول مرة . 

وقد أكد الكاتب المصري " يوسف القعيد " - وقد عرفني شخصياً على الكاتب نجيب محفوظ - أن هذه المذكرات سنتنشر بخط يد الكاتب نجيب محفوظ وتتحدث عن فترة 1911 إلى فترة 2006 . وقد اعتبر الكاتب  يوسف القعيد هذه المذكرات حدثاً أدبياً هاماً لا يقل عن نيل نجيب محفوظ جائزة نوبل. 

وكانت الأبنة هدى قد سجلت مع والدها نجيب محفوظ أكثر من عشر ساعات وكذلك مع والدتها عطية  الله إبراهيم ، المرأة التي عاشت  في ظل الكاتب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ولكن كان دائماً ينساها، فلم يذكرها في كتاباته مثل باقي الكُتاب والأدباء، ويقال حتى أن زواجه لم يعلم به أحد لولا الشاعر صلاح جاهين الذي كان في المدرسة من أجل أبنه وقالوا له هذه أبنة نجيب محفوظ فلم يصدق لأنه كان يعلم أن نجيب محفوظ أعزب .. وعندما نشر خبر الأبنة  في الصحيفة تبين أن الذين عرفوا عن زواجه قلائل، كانوا يعدون على الأصابع  .

2022-09-01