الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قل لأميرتي النائمة ،،، يا عروس العوالي....الدكتور ياسر الشرافي

 إلى  أجمل الأمهات و أرق الأميرات نكتب ... إلى أعظم السيدات و أطيب النساء نتحدث ،   نترحم على أمهات المؤمنين السابقات ، بما قدمن لنا من قلوب تنبع رحمة و مودات ، على أن لا نُعيق أو

نغذر بذلك المثل الأعلى و الأسمى، من هنا أتحدث عن أمي ... التي فارقتنا في الثالث عشر من أيلول الماضي ، حيث من عشقناها بقلوبنا سافرت بعيداً عند أعدل العادلين ، لنجدد العهد معها ، أن لا نكّن أو نَلين على ما زرعته فينا من محبة و حنان لمن يستحق ، و الإخلاص والأمان لمن هو أهل لذلك ، و صلة الرحم لمحبينك و لمن لم يقطع نفسه بيده من تلك الصلة ، سوف يكون باب بيتك مفتوح على مصرعيه ،كما كان دائمًا لكل فقير و كل من كنُتِ  بالماضي حتى بالأمس تعطفي بقلبك و روحك عليه ،إلى أن تكتمل  التحضيرات في ميلاد مؤسستك العظيمة التي تتشرف بحمل طهر إسمك ، و تكون إمتداد لما كنتِ تقومين به في زراعة الخير هنا و هناك ، لتتعدى تلك المؤسسة الخيرية الإنتاجية  ماهو محلي إلى الإقليمي ، حيث أغلق الله علينا باب من أبواب الجنة عند رحيلك ، و لكن فتح أبواب لا تُحصى من الرزق حتى نسير على ذلك الدرب الذي رسمتيه بحروف قلبك و سهر الليالي ، و أقسمنا أن نكون مخلصين لك و لفكرتك حتى بعد رحيلك عنا ، يشهد الله ... أنك كنتِ خير الأمهات البارات   بأبنائهن  ، يشهد الله ... أنك أعطيتي لنا كل شيء حتى نكون ، يشهد الله ... أنك كنتي من خير المناضلات و الأسيرات ، يشهد الله ... أنك كنتِ تنامي جائعة حتى نأكل من طهر يديكي .... يشهد الله ... أنك كنتِ مثال للشرف و الأخلاق و العفة .... يشهد الله ... أنك أعطيتي لنا من العلم حتى يستر الله علينا دنيا و آخرة ... و كنتي الفارسة الأولى في هذا العطاء ... يا فارس الفرسان ارفع صوتك ... و قل بما لم يُقله من هو من قبلك ...قل لأميرتي النائمة ... ياعروس العوالي .... حين يصبح الأحياء هم الأموات ....و الأموات هم الأحياء ، قل لأميرتي النائمة ياعروس العوالي .... عندما يُقابل الإحسان باللا إحسان .... و يكون طريق الحق بيّن و موحش ... و هل يستوي أنصاف الرجال بالرجال ؟ ،إسأل من يسأل ... و لا تسأل من لا يسأل
إسأل رؤى عن أمها... لتذكرنا بالبر ....و كيف يُنال البر من سنامه ، إسأل عروس العوالي ساعة الإحتضار  ... لتسرد  لنا حكاية العقوق مع أشباه الرجال .... و لربما همالتهم ذات الفجور حتى الثمالة ، إسأل ثم إسأل،،، هل أنت من أهل البر  أو أهل العقوق ؟ ، فحاسب ثم حاسب ،،، أن من هو أهل للبر مجرم و شرير في عيون من أعاقوا ، و نافقوا  و خانوا ... هنا سكتت عروس العوالي عن الكلام المباح ، هل أنت يا بني من هؤلاء أو هؤلاء ؟، 
بلا  ... نحن من هؤلاء ، الذين يسيروا بين خطوات أم حسام و الحسام و أبا الحسام .
       رحم الله  أمي و كل أمهات المؤمنين 
                   السابقات و اللاحقات 
                                لكن
    هل أنت أيها القارئ من أهل البر أو أهل لذلك؟ 

2022-09-12