الأربعاء 15/10/1445 هـ الموافق 24/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الانتحابات الصهيونية ،،، و حرف الضاد.... الدكتور ياسر الشرافي

 يوم الثلاثاء القادم سوف يسدل الستار على الجولة الخامسة من الانتخابات الصهيونية ، تشير كثير من الشواهد بالذهاب إلى جولة انتخابية سادسة ، لعدم استطاعة أي معسكر  من المعسكرين الصهيونيين في حسم تشكيل الحكومة الصهيونية بحصوله على ٦١ مقعد من مقاعد الكنيسيت ، هذا الانقسام العمودي العنصري  في المجتمع الصهيوني أصاب المجتمع الفلسطيني ( العربي) بشظاياه ، مما أدى إلى تمزيق القائمة المشتركة التي كانت يوم من الأيام ، و ستكون الجامع الكبير لكل الشرائح السياسية الفلسطينية داخل الخط الأخضر ، رأينا بأم أعيننا كيف كانت قوتنا و نحن موحدين ، حصلنا على ١٥ مقعد بكل أريحية من عدد المقاعد ١٢٠ ، لم يكن لهذا تأثير و حسب ، بل كان سونامي لخلط الأوراق السياسية في المجتمع الصهيوني ، مما أدى إلى عدم استقرار في الحياة اليومية للمجتمع الصهيوني في اتخاذ قرارات مصيرية من ناحية الميزانيات التي يحتاجها هذا المجتمع اقتصادياً و اجتماعياً ، كثيرين من الحركة الصهيونية في العالم نادو بأعلى الصوت، إلى إعادة صياغة جديدة للنظام الانتخابي الحالي ، حتى يخرج هذا الكيان من هذا المأزق الذي يهدد وجوده  بالمعنى الحقيقي ، إحدى هذه الاقتراحات لحل جزء من هذا المأزق انتخاب رئيس الحكومة الصهيونية مباشرة من الجمهور ، إحدى الخيارات الأخرى هو تدجين الأحزاب العربية عبر ممثليها بالكنيست الصهيوني و إفراغها من محتواها الوطني ، المدخل الأول لهذا التدجين تفكيك القائمة المشتركة فكان لهم هذا، حيث القائمة المشتركة كان ينطوي تحت رايتها التيار الديني للأخوان المسلمين الذي لا يؤمن بالمطلق في أدبياته بالهوية الوطنية الذي تمثله الموحدة ، التيار القومي الوطني الذي يمثله التجمع ، و الاشتراكيين الوطنيين ممثلة بالجبهة ، والضلع الرابع هو العربية للتغيير تيار فتح ، رئيس الوزارء الصهيوني السابق نتانياهو سحب القائمة الموحدة من القائمة المشتركة ،و هذا أصبح واقعاً في الانتخابات السابقة ، فجاء رئيس الوزارء الحالي لبيد لسحب حزب الجبهة و الحركة للتغيير من القائمة المشتركة ، حتى يسيروا على نهج الموحدة ، و يصبح حزب التجمع الوحيد الذي لم يغير عنوانه قيد أُنملة منذ تأسيسه حتى يومنا هذا ، دولة لكل مواطنيها و النضال السلمي من أجل ذلك ، محاولة شطب التجمع تارةً قانونياً التي لم تكن الأخيرة ، يدخل في هذا السياق ، و تارةُ أخرى عدم السماح شعبياً للتجمع  في عبور نسبة الحسم و الوصول إلى ما حول ١٤٥ ألف صوت  ، و هو القضاء على الهوية الوطنية التي يدافع عنها التجمع بدون التباس مقارنة بالاخرين ، أمر طبيعي أن تنخفض نسبة التصويت في المجتمع العربي بسب تفكك المشتركة و هذا أقل ما يكون من رد فعل المجتمع العربي على ذلك ، حيث الرد الأنسب هو معاقبة من مزق قائمة المشتركة و عدم التصويت له ، لكن شعبنا الفلسطيني داخل الخط الأخضر  يعرف من يعبر عنه بكل أمانة و شرف و أخلاق ، و يوم الثلاثاء سوف يكون موعدنا مع من يختاره المجتمع العربي ، حزب التجمع سوف يحصل على خمسة  مقاعد في الكنيسيت لتلك الاسباب:
عند اعلان تفكك المتبقي من الاضلاع الثلاثة في القائمة المشتركة وعدم يقين الجمهور الفلسطيني بما حدث من تفكك و عار على الجميع ، كانت استطلاعات الرأي للذين سيشاركون في الانتخابات من الوسط العربي تدور حول ٣٩٪؜ من المليون صوت عربي يحق له الاقتراع ، كان يشكل حزب التجمع (٢٥ الف ) من نسبة ٣٩٠ الف صوت حسب تقديرات الخصوم العرب و إن كان ذلك ، بعد وضوح رؤية الجمهور عن السبب الحقيقي من وراء تفكك القائمة المشتركة ابتداء من خروج القائمة الموحدة حتى اكتمال هدم هذا المشروع بخروج الجبهة و العربية للتغير ، و محاولة طمس التجمع و تفكيكه قانونيا و شعبياً ، كان للجمهور العربي وجهة نظر أخرى و ثاقبة و هو تقرير رفع نسبة التصويت إلى ٥١٪؜ حتى اليوم ، ؜و المؤكد بزيادة النسبة ١٢٪؜  للصوت العربي تصب فقط لا غير للتجمع للاسباب التي ذكرت سابقاً ، و هذا يمكنه بكل تأكيد من عبور نسبة الحسم بكل سلاسة ، أيضا سوف ترتفع تلك النسبة إلى ٥٥٪ في يوم الاقتراع ، مما يبشر بحصد مقعد خامس للتجمع ، و ليست مستبعداً أن يكون رد فعل الجمهور العربي في صندوق الانتخابات لمعاقبة من فكك القائمة المشتركة ، و هذا يزيد من نسبة حصد التجمع لمقاعد أخرى في الكينست ليست لسبب أنه التجمع ، بل لأنه صوت الناس الوطني ، و موعدنا يوم الاقتراع ، حيث من المحزن أن تكون القائمة المشتركة  غير حاضرة في هذا المضمار الانتخابي ، يجب أن تعود القائمة المشتركة ، حتى لانكسر مرة أخرى، لذلك نحلفكم بدماء الشهداء وآلام جرحانا ، و صمود أسرانا  أن تذهبوا إلى  الانتحابات القادمة تحت راية المشتركة ، لأن  المشتركة ليست قائمة انتخابية و حسب ، بل القائمة المشتركة أكبر و أعمق من ذلك  ، بل هي جزء من حلمنا المتعثر ، و هو المحافظة على هويتنا الوطنية الفلسطينية ، حيث لغة الضاد الفلسطينية هي التضاد للمشروع الصهيوني .... هنا مربط الفرس .

2022-10-31