لو شاء لي قدري أن أحيا في زمن غير هذا الزمن
ولو شاء لي قدري أن أختار زمني الذي انتمي إليه
لأخترت ذاك الزمن الجميل حين كان الإنسان قيما وقيمة
زمن الكلمة التي تمضي كحد السيف القاطع الضاري
ومنها هذه اللؤلؤة من عقد فريد لأبي فراس الحمداني
حين قال :
(سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم ***وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدر
ُفَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَه ***ُوَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ)
ولو كان أبو فراس يحيا بيننا ..وبيني وبينه الفجاج والضباع والسباع..ولا سيارات ولا طائرات. .
ولا جياد ولا ابل ولا حمير ..
لسعيت نحوه أقطع النعل بالنعل..
أستجديه أن يهبني اياها ..
وأطلب وده فيها ..وأكيل حروف هذه اللؤلؤة ميزانها ذهبا
فقط لأبرد نارا لها في الوريد أجيج ..
في زمن التفاهة والترويج للتافهين. .
وفي زمن اللصوصية والنذالة..
وفي زمن الصفاقة والسفاهة والركاكة..
علينا أن نقبض على الجمر ..ونحن نبتسم ..
وإذا تصاعد الدخان من بين الضلوع ..
نسخر عاليا من القدر والزمن والحزن وهذا البشر
ونحن نردد ..
لا عليك ..لا عليك ..
إنها حفلة شواء ..
حقا ..نحن في سرك ..
جمهوره خليط هجين يصفق للأكثر تهريجا
كن منافقا برتبة فاضل
وحتى رضوان الجنان سيفتح لك الباب المقدس للجنة
الناقدة سامية البحري