الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تيتي الشجاع ونجومه الشباب يستعيدون البرازيل الممتعة

عندما أعلن تيتي مدرب البرازيل استدعاء تسعة مهاجمين في تشكيلته لكأس العالم لكرة القدم، ثارت تساؤلات بشأن هذا العدد الكبير، وما إذا كان سيتخلى عن تحفظه الدفاعي التقليدي، ليطلق العنان لهذه القوة الهجومية الضاربة.

وجاءت الإجابة عبر فوز مبهر 2-صفر على صربيا القوية والمنظمة، والتي لم تُسهل من مهمة البرازيل وأحبطتها في شوط أول دون أهداف.

وقرار تيتي بالاعتماد على فينيسيوس جونيور إلى جوار نيمار وريتشارليسون ورافينيا، لا ينبغي أن يكون مفاجئاً، إذ إن مدرب البرازيل كان يميل أخيراً للدفع بالمهاجمين الشبان الموهوبين معاً.

واعتقد البعض أنه سيضع فينيسوس على مقاعد البدلاء بالنظر إلى ماضي المدرب البالغ عمره 61 عاماً بدلاً من حاضره.

تيتي مدرب بارع.. وهو آخر مدرب من أمريكا الجنوبية يقود بطل كأس ليبرتادوريس للفوز بكأس العالم للأندية عندما تغلب كورينثيانز 1-صفر على تشيلسي في 2012.

لكن إنجازاته بعدها تحققت بالمزيد من الحذر وقليل من الجرأة. إلا أن نسخة 2022 منه يبدو أنها تدرك حجم المواهب المتاحة أمامه.

فريق عالمي

سجل فينيسيوس (22 عاماً) هدف فوز ريال مدريد على ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا، وحل ثامناً في تصويت اللاعبين للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم الشهر الماضي، ليصبح ضمن مصاف اللاعبين الكبار في موسمه الخامس مع الفريق الإسباني.

واستبعاده من الفريق يبدو ضرباً من الجنون.

ورغم أن ريتشارليسون سجل ثنائية، لكن يمكن القول إن فينيسيوس كان أفضل لاعب أمام صربيا، إذ صنع أغلب فرص البرازيل.

وتطور تيتي مع تقدم فريقه خلال السنوات الأربع الماضية، إذ إنه شكل فريقه من أجل إيجاد طرق جديدة لتكييف طريقة لعبه مع قدرات لاعبيه.

لكن ظهور جيل جديد من المواهب الشابة على مدار العامين الماضيين سمح لتيتي بالتخلي عن ماضيه كمدرب يعتمد على الأداء الدفاعي، ليمنح هؤلاء الشبان الحرية التي يحتاجونها للتألق سوياً.

وكانت نتيجة ذلك ظهور فريق مخلص لتقاليد البرازيل القائمة على الأداء الجميل والممتع.

ولا يسعى تيتي للفوز فحسب، بل يريد تقديم أداء بدا لسنوات أنه جهد مهدر وضائع وسط المدربين العمليين الذين أعتقدوا أن البرازيل يجب أن تكون قوية ومتماسكة بدلاً من أن تؤدي بشكل ممتع.

ويحظى تيتي بوفرة من المواهب في كل مركز، ومع وجود حارس مرمى بحجم أليسون وقلبي دفاع مثل ماركينيوس وتياغو سيلفا خلف لاعب وسط مدافع صلد مثل كاسيميرو، فإنه يتمتع برفاهية الاعتماد على أربعة مهاجمين في التشكيلة الأساسية.

وهذا بالضبط هو ما فعله أمام صربيا، حيث اعتمد على كاسيميرو الرائع الذي حسم كل تدخل ليبعد لاعبي صربيا عن مرمى أليسون قدر الإمكان.

وفي هذه الأثناء، ترك الحرية لمهاجميه الأربعة لاختراق دفاع صربيا العميق المكون من خمسة لاعبين.

وحافظ المهاجمون على هدوئهم وتفوقوا في نهاية المطاف على منافسهم بفضل الموهبة والثقة.

وأرسلت البرازيل رسالة واضحة لمنافسيها في كأس العالم بأنها حضرت إلى قطر للفوز بأول ألقابها منذ 20 عاما مع الوفاء للأسلوب الشهير للكرة البرازيلية.

رويترز

2022-11-25