الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صحيفة تكشف تفاصيل رسالة سرية من السفير الألماني في قطر لحكومته

حذر السفير الألماني في قطر “كلاوديوس فيشباخ” حكومة بلاده، عبر رسالة سرية كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية فحواها، من أسلوبها الحالي في التعامل مع دولة قطر، مشيرا إلى الإنزعاج الواضح في الدوحة من الاتهامات الألمانية المتكررة، ومسار السياسة الألماني في تعامله مع الدولة الخليجية.

وكشفت المجلة في تقريرها  أن السفير الألماني في قطر أرسل رسالة “سرية” من 4 صفحات إلى وزارة الخارجية الألمانية – دون الكشف عن كيفية تسريب هذه المعلومات لها – حذر فيها من أسلوب برلين في تعاملها الحالي مع قطر، مطالبا حكومة بلاده، بتغيير الأسلوب المتبع مع الدوحة.

كما حذر “فيشباخ”، حكومة “أولاف شولتس“، من أن تُلحق السياسة الألمانية الحالية مع الدوحة، ضررا جسيما مع الدولة الخليجية في ظل الخلافات الأخيرة التي أحاطت بكأس العالم لكرة القدم.  -

وكتب الدبلوماسي الكبير: “حصلت ألمانيا على مكافأة ثقة كبيرة في قطر في السنوات الأخيرة، بيد أنها أضاعت تلك الثقة في الأسابيع الماضية الأخيرة”.

السفير الألماني في قطر كلاوديوس فيشباخ

ورصد السفير تدهور العلاقات الألمانية القطرية بشكل خطير نتيجة النقاشات الدائرة حول كأس العالم.

مشيراً إلى انزعاج قطر من الاتهامات الألمانية المتكررة، ومسار السياسة الألماني الحالي، خاصة تصرف وزيرة الداخلية الألمانية “نانسي فيزر”.  -

ولفت السفير الألماني في رسالته إلى برلين، أن “قطر اليوم، ترى نفسها ضحية لحملة إعلامية غير مسبوقة.. وترى وضع اللاعبين الألمان يدهم على فمهم وارتداء فيزر للرابطة قلة احترام لثقافتهم”.

“ألمانيا لا تستطيع الإستغناء عن قطر”

كما أوضح “فيشباخ” في رسالته أنه رغم الإشارة السياسية التي أرسلتها قطر بالإعلان الأخير عن توقيع عقد متوسط المدى لتوريد شحنات الغاز المسال إلى ألمانيا، لكنه” المزاج الحالي تجاه ألمانيا في دوائر الأعمال المحلية، الموالية لألمانيا تقليديًا، يوصف لي بأنه بائس”.

قطر توقع اتفاقا لإمداد ألمانيا بالغاز لـ 15 عاما

مضيفا أن قطر هي “لاعب سياسي جاد يفكر مليا في القرارات الاستراتيجية”.

وتابع حديثه مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبته قطر ومازالت بوصفها شريكا جادا لـ ألمانيا وأيضا لاعبا مهما في منطقة الشرق الأوسط.

حيث قال أنه “لا داعي للتحدث طويلاً عن حقيقة أننا لا نريد ولا نستطيع الاستغناء عن قطر كحليف موال للغرب”.

وتابع “أن إمداد الطاقة، والوساطة التي أثبتت جدواها في الصراع في بيئة صعبة، ونشاط استثماري موثوق به في ألمانيا هي أهم الكلمات الرئيسية”.

وأضاف فيشباخ: “يجب ألا تغفل إجراءات سياستنا الخارجية تجاه قطر عن هذا المشهد الشامل”.

يجب على الخارجية الألمانية أن تكون أكثر إيجابية

وفي مقابل التحذيرات التي وجهها السفير الألماني إلى حكومة بلاده عبر رسالة إلى وزارة الخارجية الألمانية دعا فيشباخ “أنالينا بيربوك”، وزيرة الخارجية، إلى الابتعاد عن استراتيجية المواجهة مع قطر.

وكتب قائلا إن “ما نحتاجه الآن هو بيان عام رفيع المستوى يعترف بالتنفيذ الجيد للغاية لكأس العالم حتى الآن والرضا عن اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال الجديدة”.

ومن المهم أيضًا “تقدير التقدم المُحرز في حالة حقوق الإنسان في سياق الاستعدادات لكأس العالم والتأكيد على الاهتمام بمواصلة العلاقات “الجيدة تقليديًا”.

مضيفا أن الارتباك الشديد والإحباط في قطر يجب أن “يُؤخذ على محمل الجد”.

وفي السياق، أشاد “فيشباخ” بأحد وزراء الخارجية الذين سبقوا “بيربوك” وهو “سيغمار غابرييل”، الديمقراطي الاشتراكي في حكومة “أنجيلا ميركل” الثالثة، وأول وزير خارجية غربي يُعلن دعمه الصريح لقطر خلال الحاصر الذي ضُرب عليها من جيرانها في السعودية والإمارات والبحرين في يونيو 2017.

وكتب: “لا شيء عزز الثقة القطرية في ألمانيا مثل الأنشطة الدبلوماسية لوزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل في بداية الحصار القطري “.

وحول التصريحات الألمانية الرسمية وتلك التي تسوقها وسائل الإعلام الحكومية قال فيشباخ إن”لموضوع المثلية أهمية خاصة في الجدال الحالي، ولكن لا يكفي في هذا الصدد قراءة تقارير هيومان رايتس ووتش عن قطر”.

المخابرات القطرية ساعدت الدولة الألمانية سابقا

إلى ذلك، لم يفت دير شبيغل، التنويه إلى أن السفير الألماني في قطر ليس الوحيد “المُنزعج” من الأساليب المُتبعة مؤخرا، من قبل حكومة بلاده تجاه دولة قطر.

حيث أكدت المجلة الألمانية، حسب ماذكرت الرسالة، أنه “بالنسبة لجهاز المخابرات الأجنبية BND على وجه الخصوص، كانت قطر شريكًا متشابكًا وسريًا بشكل ممتاز يمكن للمرء الاعتماد عليه لسنوات”.

وأضافت أن “قطر ساعدت ألمانيا، في كثير من القضايا الحساسة، حيث تدخلت المخابرات القطرية العام الماضي، من أجل إطلاق سراح عامل تنمية ألماني كان قد اختطف في اليمن”.

كما أشارت إلى أنه “عندما سقطت العاصمة الأفغانية كابول في يد طالبان في صيف عام 2021، ساعدت قطر في إجلاء مُواطنين ألمان إلى موقع المطار المُحاصر”.

واليوم، ” تشكّ الدوائر الأمنية (الألمانية) على الأقل، فيما إذا كانت الدوحة ستكون مُستعدة للقيام بمثل هذه المناورات في المستقبل”.بحسب ماذكرت المجلة الألمانية.

2022-12-05