الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صحيفة عبرية: إلى نتنياهو وهو يوزع السلاح.. من يضمن عدم وصوله إلى يد العرب؟

إسرائيل اليوم -

   قرار الكابينت بتوزيع السلاح على المواطنين رداً على المذبحة في “نفيه يعقوب” هو من أكثر القرارات التزامية التي تتخذها قيادة إسرائيلية بعد عملية بهذه القسوة. ليس فيه عقاباً "للإرهاب" ولمحيطه الداعم؛ وليس فيه عقاباً للسلطة الفلسطينية؛ ولا تعزيزاً للاستيطان في البلاد؛ ولا “ملجأ آمناً” لليهود في البلاد. وبدلاً من ذلك، يعرض نتنياهو غرب منفلت العقال – بدون هلالين.


يسأل المواطن البريء لماذا تمول ضرائبه جهاز أمن إذا كانت الحكومة تطلب منه أن يدافع عن نفسه بقواه الذاتية.


إن توزيع السلاح كرد مركزي يعبر عن انعدام وسيلة وفقدان سبيل من جانب الحكومة التي بدأت طريقها لتوها. وهكذا أيضاً القرار بنشر الجنود في شوارع القدس، لأنه لا يستهدف خلق الأمن بل “إحساس الأمن” فقط. كل هذا في ظل وعود مركزية من الائتلاف الجديد في الانتخابات: “الحوكمة” و”إعادة الأمن”.


إن قرار الكابينت بائس لأنه لا ينقص السلاح في شوارع البلاد ولا في القدس. العكس هو الصحيح، هناك الكثير منه. سكان القدس يسمعون أصداء النيران من الأحياء العربية 24/7 وبدلاً من نشر المسدسات في الشوارع الهادئة للمدينة، مطلوب جمع الأسلحة غير القانونية من الشوارع الخطيرة في العاصمة. وبدلاً من اتخاذ إجراءات ذات مغزى، قرر الكابينت والحكومة سد بضع نوافذ في بيوت المخربين، بلا شك حملة بطولية.


معروف للجميع أن جزءاً من السلاح القانوني الذي سيشتريه اليهود اليوم سيصل على الأقل إلى السوق العربية غير القانونية غداً. إن إضافة أسلحة في الشوارع سيزيد "الإرهاب". فما الذي أفاده إذن الوزراء بقرارهم؟ العجز السيادي الذي ميز حكومات نتنياهو السابقة الخمس يتواصل في السادسة أيضاً. وسموتريتش، وبن غفير ووزراء الليكود لا ينجحون في تغيير هذا.


إن هذا الضعف الحكومي هو رسالة سيئة ليس فقط لأعدائنا (الذين لم يعودوا يخافون منذ زمن بعيد)، بل لشعب إسرائيل أيضاً. لقد دعا رئيس الوزراء المواطنين مرتين ألا يأخذوا القانون بأيديهم، لكنه بأفعاله يبث رسالة معاكسة. عندما لا تكون حكومته قادرة على توفير الأمن وتبعث بالمواطنين لتدبير أنفسهم وحدهم، فهذا يكاد يدعو إلى أعمال ثأر. لا أحد على يمين هذا الائتلاف، وإذا كانت الحكومة لا تحمي أحداً، فلا عجب إذا ما أخذوا القانون (لا سمح الله) لأنفسهم.


فضلاً عن كل هذا، ندعو نتنياهو لأن يسأل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي سيلتقيه في القدس اليوم: ماذا يحصل في دولة يتدحرج السلاح في شوارعها دون عراقيل؟ هل هو معني بأعمال ذبح جماعية مثلما في أمريكا؟


بدلاً من التملص من المسؤولية، على نتنياهو وسموتريتش وبن غفير ووزراء الليكود أن يأخذوها بأيديهم. عليهم أن يعرضوا رؤية وأملاً وخطة تعزز السيادة اليهودية في البلاد وتبيد الإرهاب. لقد انتخبوا لأنهم وعدوا بجمع السلاح غير القانوني، ووقف تفريغ مخازن ذخيرة الجيش، ووضع حد للخاوة وحرب إبادة ضد الإرهاب.


لم يتقرر شيء من هذا في الشهر الأول لولاية الحكومة. ولا حتى حين يصرخ إخواننا وأخواتنا في شوارع القدس إلى أين سنسير بالعار؟
 

2023-01-31