الجمعة 14/10/1444 هـ الموافق 05/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الإزمة السودانية وصراع العسكر .....سمير الهنائي

  ان احد أهم مشاكل وقضايا القادة العسكريين الذين حكموا السودان على مراحل مختلفة هي هوائيين المزاج وسرعان ماينقلبون في تغيير سياساتهم وفي تاريخ السودان ومنذ الإستقلال في العام 1956م عن التاج البريطاني والملكية المصرية لايستطيع أن يحكمه نظام مدني مستقر و الوضع الراهن حاليا يشير إلى ما لا يحمد عقباة و ليس في مصلحة السودانيين خوض اي حروب أهلية خلال هذه المرحلة في داخل المنطقة، وكما نعلم أن التركيبة السودانية السياسية تحتوي على تيارات واحزاب كثيرة قابلة للاشتعال بأي لحظة بما فيهما الجماعات الاسلامية ، و تاريخا عانت السودان من احتدامات وتصادم نتيجة عدم أنسجام الرؤى لكتابة اي دستور جديد فكان له اثره من قبل تلك الاحزاب والتيارات كالتي تبنت الناصرية والإشتراكية والشيوعية حينها في ظل وجود تيار اسلامي متشدد لا يقبل المداهنات ولا التوجهات التي تختلف معه فكريا ، ومن المهم جدا أن يدرك الجميع أن السودان تحتوي على خلايا مسلحة وجاهزه لأية حرب أهليه كبرى قد تحدث وهذا ما لا نتمناه في المنطقة و كفانا الصراعات القائمة في بلادنا العربية ، و مناشدة المجتمع الدولي لحل قضية السودان لن تجدي نفعا بقدر ما هي الحلول موجود في مابينهم وداخلهم، وعلى دول الخليج أن تقدم المعونات والدعم للشعب السوداني من أجل أن ينعم بالاستقرار لكي تنتهي الأزمة بالتوافق التام بين كل الاطراف المتنازعة ، ومن ذلك المنطلق الحل الوحيد لدى السودانيين الان هو الحوار وتهدئة الوضع ومن ثم مشاركة الجميع في كتابة دستور موحد يحتوي طموحات وتطلعات مختلف التيارات والإحزاب السياسية والشعب - ولو عدنا للوراء في تاريخ السودان قليلا لوجدنا أن اللحظة الأستنثائية الناجحة حول نقل السلطة والتي ينبغي تكون قدوة لهما الان الا وهي ما بعد ثورة 1985م التي اطاحت بالرئيس جعفر النميري ليترأس المجلس العسكري إنذاك عبدالرحمن سوار الذهب ذلك القائد الذي سلم الحكم العسكري للسلطة في موعده رغم كل ما كانت تمر به الدولة من عثرات ومشاكل إقتصادية كبرى خلفها النميري الا انه نجح في تسليم السلطة دون أي قطرة دم ، فعلى القادة السودانيين الذين يديرون المشهد السياسي الحالي الإقتداء بهذا الرئيس الفذ في كيفية إدارة شؤون الحكم وتذويب الخلافات وتقريب وجهات النظر بصورة سريعه والأنسحاب عن المشهد السياسي المشروط وتحديد المدة دون مماطلة ، الا ان مايحدث الان هو عكس ذلك تماما في وجود مماطلات من القادة والتشبت بالسلطة مما دفع بالدولة عدم استقرار والذي بناءا عليه بات شماعة في حلوق السياسيين داخل السودان ، و قبل ان أختم المقال ونحن نتذكر اللحظة التاريخية لهذا القائد والمفكر سوار الذهب الذي من خلالها آمن أن للسياسة إخلاقيات وأن تكون مسوؤلة ، فلعل سيكون القادم هو أفضل للشعب السوداني ان عادوا العمل بتطبيق دستور 1985م ولو مؤقتا لحتى يتسنى لهما صياغة الدستور الجديد. و نتمتى أن تكون الهدن القادمة حقيقية و ناجحة بما يحقق السلام والإستقرار لتسليم السلطة وفق دستور توافقي نابع من الشعب الا أنني لست متفائلا لطالما هناك رغبة من العسكر على مواصلة العمل السياسي وتأزيم الوضع مما سيؤدي إلى خروقات وتدخلات خارجية سوف تستغل وتستثمر الفراغ الدستوري لأجل مصالح ستغرق السودان في مستنقع الهلاك

.ولله الامر ومن بعد

سمير الهنائي -كاتب من سلطنة عمان

2023-04-20