الجمعة 13/11/1444 هـ الموافق 02/06/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أزقةَ المُخيم....الصحفية مريم سويطي

 

في الأول من حُزيران توجهتُ إلى مخيم الفوار وهو أحد المخيمات  الفلسطينية المقامة جنوب الضفة الغربية المحتلة , بدأت أفكر جلياً وأرسم  صورة ذهنية للمكان والسعادة تغمرني ، وأتأمل جمالية المكان من نافذة المركبة  اندهشت فور رؤيتي لأزقة المخيم والجدران في كل مكان جداريات تحملُ قصصاً وتفاصيلاً ورموزاً وصوراً  لشهداء قدموا أرواحهم تضحيةً للوطنِ وصنعوا من أجسادهم جسراً يعبرونَ بهِ نحو العلياء, , وجداريات خط عليها شعارات المقاومة الفلسطينية والنضال لتوقد العزيمة في الروح وتؤجج الصدر ,  وتبعث الحياة في نفس كل من يشاهدها

وما إن بدأت  بالولوجِ في أزقة المُخيم الضيقة ، شاهدت المباني المتشابكة يوصلها خيوط كهرباء أشبه بشبكة عنكبوت ضخمة , و بيوتٌ متلاصقة، وأزقة تحمل تفاصيل وقصص كثيرة  ومساحاتٌ محدودة , بألوان تجعلك منكباً على تفاصيلها وجماليات ألوانها

ورأيتُ بساطة العيش وحب الحياة  فمن رحم المُعاناة يصنع الأطفالَ الأمل ، يلعبون كرة القدم فهي ملاذ الأطفال لقضاء أوقات فراغهم فلم يكن ذلك المشهد اعتيادياً  داخل المستطيل الأخضر ، يركلون كرة القدم وسط تصفيق وتشجيع اصدقائهم  أمام منازل المواطنين التي تتشارك  الأسطح والجدران , سررت بزيارة إحدى العائلات تبادلنا أطراف الحديث ويتحاورون  حاملين أحلاماً محاصرةً  بين أزقة المخيم , فعدتُ أدراجي والكثير من التساؤلات رُسمت في مخيلتي دون إجابة ما بين القهر والحُزن والألم والمعاناة

 

2023-06-02