الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
من الشيخ كشك وأم كلثوم لعبد الله بدر وإلهام شاهين.. اقرأ أغرب وأطرف قصص الشيوخ والفنانين

القاهرة - سارة إبراهيم

في مصر، تمر العلاقة بين رجال الدين والفنانين بفترات من التجاذب فيها يبني الفن للدين معابد ويشدو فيها المطربون بالأغاني الدينية، وفترات أخرى من التباعد يكفر فيها رجال الدين الفنانين في هجمات شرسة، قد يفرقون فيها بين من يقدم فنا راقيا ومن يقدم الفن الهابط.

ربما هذه العلاقة أن الفن والدين كلاهما يتنافسان على القلب، وما أكثر ما أصابت الغيرة رجال الدين فرموا الفن والفنانين بالكفر، وما أكثر ما تصالح الاثنان فانضوى الفن خادما للدين.

وهذه الأيام يشهد الفنانين هجمات شديدة من رجال الدين خاصة الذين ينتمون إلى التيار السلفي، ليعيد إلى الذاكرة حرب الشيخ كشك على كوكب الشرق أم كلثوم، والعندليب عبد الحليم حافظ.

وتعتبر هذه المعركة هي الأشهر على الإطلاق، فقد هاجم كشك عبد الحليم بشدة ووصفه بأنه المسئول الأول عن إفساد شباب مصر، كما أنه سخر من أغنياته، ولعل أشهر ما قاله عنه هو أن “عبد الحليم لديه معجزتَين الأولى أنه أمسك الهواء بيديه يقصد مقطعا في أغنية (زى الهوا) «وأتارينى ماسك الهوا بإيديه»، ومعجزته الثانية هي أنه يتنفس تحت الماء، وكان يشير إلى قصيدة «رسالة من تحت الماء»”. كما سخر منه بعد أن غنى عبد الحليم: «جئت لا أعلم من أين»، التي علق عليها بقوله: “هذا رجل كاذب لأن عنده أولادا ويعلم كيف جاء بهم فإنه مثلهم جاء من نفس الطريق”.

أما أم كلثوم فكان لها مع الشيخ كشك قصص أخرى من السخرية، منها أنه علق على أغنية “أنت عمري” التي تقول فيها “خدني في حنانك خدني.. عن الوجود وابعدني” فتندر عليها الشيخ كشك بقوله “امرأة في الستين عمرها تقول خدنى فى حنانك خدنى.. يا شيخة ربنا ياخدك”.

معركة عبد الوهاب ويوسف وهبي
وعلى الرغم من أن الشيخ كشك كان يعرف عنه عشقه للفنان محمد عبد الوهاب وحرصه على سماع أغانيه إلا أن عبد الوهاب لم يسلم من هجومه عندما قام بغناء أغنية “من غير ليه”، والذي وصل إلى حد تكفيره، حيث أصدر فتوى مع الشيخ صلاح أبو اسماعيل تجيز تكفير عبد الوهاب واعتباره خارج عن الملة وقام أحد المحامين برفع قضية على عبد الوهاب مستندا على هذه الفتوى، وفي ذلك يقول كشك “هل من الإسلام أن يتساءل عبدالوهاب مندهشا أو معترضا.. جايين الدنيا ما نعرف ليه؟.. ألا يعلم الجميع لماذا جئنا إلى الدنيا وأننا إلى الله ذاهبون؟”، إلا أن القضاء أنصفه وبرأ عبد الوهاب من تهمة الإلحاد نزولاً على شهادة الشيخ المشد رئيس لجنة الفتوى بالأزهر آنذاك.

الاتهام بالكفر أيضا كان من نصيب الفنان الكبير يوسف وهبي، وذلك على إثر معركة الشهيرة بينه وبين الأزهر الشريف، فبعد موافقته على تجسيد النبي صلى الله عليه وسلم في فيلم تركي، تعرض وهبي لتهديد الأزهر له بإصدار فتوى بتكفيره، وقد قامت العديد من الصحف وقتها بنشر صور ليوسف وهبي وهو يؤدي دور “راسبوتين” الراهب الروسي الدموي وتساءلت كيف يقدم بعد ذلك صورة النبي “محمد” عليه الصلاة والسلام.

وهبي دخل وقتها في معركة مع الأزهر وهو يصر على أن من حقه أداء الدور ولكن في النهاية أمام ثورة الأزهر اعتذر مؤكدًا أنه كان يريد تجسيد النبي ليظهر الإسلام في صورته الصحيحة للغرب، وأنه إن لم يقم بذلك سيقوم ممثل أجنبي به.

تكفير “الزعيم”
ومن الأبيض والأسود إلى الألوان، حيث اتخذ الهجوم على الفنانين ألوانا كثيرة أيضا، ومنهم الفنان عادل إمام الذي وصلت الخلافات بينه وبين رجال الدين إلى ساحات القضاء بتهمة ازدراء الأديان، إضافة إلى اتهامات أخرى بخدش الحياء بالاستشهاد ببعض مشاهده التي يقبل فيها الفنانات.

ودخل على الخط مع عادل إمام الفنانة يسرا التي اتهمها الشيخ “أبو إسلام” بالزنا مع عادل إمام الملقب بـ”الزعيم” أكثر من مئة مرة، والغريب أن أبو إسلام رمى يسرا بهذه التهمة وهي في تؤدي فريضة الحج.

ولاحقت تهمة الكفر أيضا الفنان حسن يوسف وذلك على الرغم من امتناعه عن تقديم أي مشاهد عاطفية منذ فترة كبيرة واتجاهه لأداء الأدوار الدينية في أعمال فنية مثل مسلسل إمام الدعاة والذي جسد فيه دور الشيخ الشعراوي وغيرها من الأعمال، إلا أن هذا لم يحميه من الهجوم عليه بل واتهامه بالكفر من قبل بعض شباب الإخوان والسلفيين، خاصة بعد أن أعلن رغبته في تجسيد شخصية البابا شنودة.

آخر المعارك
أما آخر معارك الفنانين والشيوخ فكانت بين الفنانة إلهام شاهين والشيخ عبد الله بدر حيث قام بدر بسب الفنانة واتهمها بالزنا وذلك في سؤال مغرض قاله عبر شاشات الفضائيات وهو: “كم واحداً اعتلاكِ باسم الفن؟”، فتوجهت الفنانة للقضاء وأقامت ضده دعوى سب وقذف والتي حكم فيها مؤخرا على بدر بالحبس شهر مع الشغل وتغريمه 20 ألف جنيه.

2012-12-25