"عَرَبٌ أطاعوا رومَهم .عربٌ وباعوا روحهم ..،عربّ..وضاعوا" وكأن هذه العبارة التي كتبها الشاعر الفلسطيني" محمود درويش" تصفُ القمة العربية الإسلامية الطارئة وتحاكي الموقف ، والتي جاءت بعد 36 يوماً من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، بعد 36 يوماً من المجازر والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي ترتكبه إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ، وارتكاب جرائم الحرب وانتهاك الحقوق الإنسانية ، والقوانين الدولية خرج القادة العرب يستنكرون ويشجبون كعادتهم ، فلم يتطرقوا للحديث عن قطع النفط عن الغرب وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وأمريكا ، أو وقف الإتفاقيات الاقتصادية ، أو طرد سفراء الاحتلال الإسرائيلي والغرب ، أو سحب أموالهم من البنوك الأجنبية ، علاقاتهم التطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي ، وفتح الحدود بين فلسطين والأردن ، وفك الحصار عن معبر رفح ، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ، ولم يتخذوا أي قرار حقيقي يدعوا لردع إسرائيل عن المذابح التي تستخدمها بحق الفلسطينيين على مدار 75 عاماً لم يأبه حكام وزعماء وملوك أمتنا العربية للدماء المتدفقة في شوارع غزة ، والأشلاء المتناثرة في الأروقة ، والنازحين الذي افترشوا الأرض بحثاً عن إيواء وأصبح هذا العالم ضيقاً أمامهم ، والمستشفيات التي تخضع للاستهداف والحصار والطوق الخانق من قبل قوات الاحتلال فلو كان المسمى الحقيقي لها " قمة عربية" لوجدنا هذه القرارات ولكن ما شاهدناه في قمتهم مجرد كلام فارغ لا يحدث فارقاً ، وستستمر إسرائيل بجرائمها على مرآهم ومسمعهم جميعا وهم سيتبقون موقف المتفرج الصامت ولن يتحركوا لأنهم شركاء الإحتلال الإسرائيلي في جرائمه وإرهابه ، وتحكمهم مصالحهم الشخصية البحتة ، فتتحركُ دكة غسل الموتى ولا تتحركُ لهم قصبة