قاتل عدوك بسلاحك الذي لن يملكه لا بسلاحه الذي يتفوق به عليك
لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع ان تطلق الرصاص على ثلاثة ملايين ونصف المليون وهم يجلسون على الأرض مكتوفي الايدي فالاحتلال اليوم يسعى لنقل جريمته الابشع في غزة الى الضفة الغربية ولكن بشكل اكثر بشاعة بعد ان استخدم كل ما لديه من ابواق في الترويج ان حركة حماس والمقاومة تعد لسابع من أكتوبر جديد من الضفة الغربية وذهب البعض برغبة او مصلحة او غباء او خدمة للأعداء لتضخيم ما يقال وجعله يتحول في الاذهان الى حقيقة محتملة ويتم الترويج الى أسلحة إيرانية تهرب عبر الاردن الى الضفة الغربية وان ايران وحزب الله يقفون خلف المقاومة وحماس في الضفة الغربية ووصل الامر لدى اعلام الاحتلال الى تسمية الحدود مع الأردن بمحور فيلادلفيا الشرقي.
الحقيقة ان الاحتلال يحضر لسابع من أكتوبر على طريقته ومن خلاله لعدة اهداف
الأول: الغاء حالة النصر التي عاشها الشعب الفلسطيني يوم السابع من أكتوبر 2023 وتحويل الذكرى الى يوم اسود في الذهنية الفلسطينية والعالمية وحتى لا يجرؤ أحد في المستقبل على التفكير باي فعل مقاوم حقيقي او حتى محاولة الاحتفال بالذكرى بجعلها رمز للنصر الفلسطيني على دولة الاحتلال بل جبروتها
الثاني: الظهور بمظهر من يحقق الأهداف ويواصل الحرب على المقاومة الفلسطينية وان أي توقف للحرب على غزة لا يعني ان الحرب توقفت بل هي متواصلة.
الثالث: استغلال فرصة صمت العالم عن أبشع الجرائم في التاريخ لتنفيذ كل المخططات الصهيونية على ارض الضفة والقدس وفي المقدمة منها طرد او تشجيع الهجرة بالضغط وتنغيص الحياة لأكبر عدد من المواطنين وحشر ما تبقى في جيتوهات منفصلة ومعزولة تحت سطوة وسيطرة الاحتلال وإلغاء فكرة الضفة الغربية على ارض الضفة الغربية وإذا كان لا بد منها فلتكن على ارض قطاع غزة فقط وتحت سيطرة الاحتلال او في أفضل الأحوال بحماية دولية برئاسة أمريكية وإدارة فلسطينية يرضى عنها الاحتلال وسيده
الرابع: غرس قناعة وترسيخها ان كلفة مقاومة الاحتلال أكبر بكثير من ان يحتملها أحد واستخدام كل الوسائل والابواق المأجورة او الغبية لتكريس الاعتقاد بان المقاومة من جلبت الدمار لشعبها وليس الاحتلال
ان الانتصار الحقيقي اليوم هو بمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه الثلاث هذه وهذا غير ممكن الان باستخدام السلاح فالاحتلال يمل من هذا النوع من السلاح ما لا نملك او حتى يمن ان يملك وبالتالي فان مواجهة العدو بسلاحه الذي لا نملكه سيكون انتحارا علنيا للناس والقضية للأسباب التالية
لذا فان الحل الأمثل لكل ذلك هو ان نحول سواعدنا العارية الى بنادق صامتة ونستغني كليا عن السلاح الناري ونخرج كتلة بشرية واحدة سلاحها الايادي العارية والصامتة لمواجهة عدونا بدل ان ننتظر قصف طائراته ومدافعه لبيوتنا ودفننا تحتها وترك الأرض يهودها كما يشاء ويصنع أحلامه على ارضنا بدوننا كما يشاء فالخيارات امام شعبنا في الضفة الغربية محدودة
تقول وسائل اعلام أمريكية ان الولايات المتحدة أرسلت لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر 500 شحنة سلاح أي بمعدل شحنة ونصف يوميا وان الأرباح المتوقعة لصناعة السلاح الامريكية هذا العام ستبلغ أكثر من 50 مليار دولار في حين لا تجد المقاومة ما يمكن ان يقارن بهذه الأرقام إذا ما اضفنا لها الشحنات من الدول الأخرى وليس لدى شركات صناعة السلاح في كل العالم أي مصلحة سوى مصلحة مواصلة المقتلة ومواصلة الربح وهي بالتأكيد غير معنية في الربح من المقاومة الفلسطينية مقابل مليارات عصابة الاعداء.
قيادة حماس والمقاومة في قطاع غزة أدركت هذه الحقيقية ولذا صنعت سلاحها الذي لا يمكن للاحتلال ان يملكه وهو الانفاق السلاح الذي لا زال بعد ما يقارب العام يشكل الدرع الحقيقي للمقاومة والعقبة الحقيقية امام انتصار الاحتلال رغم الايغال الغير مسبوق عالميا في الدم الفلسطيني في مقتلة لم يشهد العالم لها مثيل في زمن يبث فيه القتل مباشرة على الهواء وتجد الولايات المتحدة وعصابتها القدرة على القول انه لا علم لها بذلك.
بات من الواضح ان الاحتلال يلتفت الان الى الضفة الغربية وهي قلب الصراع ومركز اهداف الاحتلال ولذا يجب علينا ان نفحص عتادنا جيدا وندر أي سلاح نستخدم ولا نواصل الانتظار وتكرار الفعل بدون دراية او تدقيق فالشعب الفلسطيني يملك عتاد الإرادة والتصميم وايمانه بذاته ومقاومته وأيضا يملك على الأرض ملايين البشر الذين اذا قرروا ان يكونوا جسدا واحد فهم اقوى من أي سلاح على وجه الأرض وهو ما لا يمكن للأعداء ان يمتلكوه ولا باي حال من الأحوال فعلى ارض فلسطين التاريخية يعيش حوالي 8000الاف فلسطيني يملكون 16 الف يد ونفس العدد ارجل فأي سلاح يملك كل هذا الرصاص الذي يمكن له ان انطلق دفعة واحدة ان يحجب الشمس عن اعداءنا.
ان اغفال قيادة الشعب الفلسطيني عتاد العدد والإرادة لن يعود علينا الا بان نبقى في انتظار نهاياتنا الفردية والعمل على حماية الانا الفرد بالهروب سيمنح الاحتلال الفرصة على مواجهة المقاتل البطل في الميدان ومواجهة المواطن النازح من مكان الى مكان من الظهر والنتيجة واحدة سيرتقي البطل شهيدا وتحويل المنازل والخيام الى مقابر جماعية لعائلات باسرها خصوصا واننا امام عدو يستخدم كل ما يملك من ترسانة سلاح ناري بما في ذلك الطائرات الحربية التي يستخدمها بأبشع الصور مستهدفا المدنيين العزل من الأطفال والنساء والرجال حتى يجعل المواجهة بالنار بينه وبين ابطال المقاومة فيصبح الميزان مختلا عددا وعتاد وفي حال امتشق الشعب الفلسطيني سلاحه الفريد الذي لن يملكه الأعداء فلن تكون نتيجة الا النصر والنصر فقط ذلك ان اهم ما فعله السابع من أكتوبر انه اعلن للذات أولا وللعالم اننا يمكننا ان ننتصر وفقط ان ننتصر.
ان ترك المقاومة وحدها وانتظارها لتعود لنا بالنصر هو اعلان ترك حقيقي لها تواجه مصيرها وكان لا حول لنا ولا قوة وكان هناك مهمة لاحد دون الاخر وهو ترك للذات فالاحتلال يقتل الفلسطيني دون تمييز اكان من حماس او من فتح او اية جهة أخرى وحتى بلا انتماء سياسي فمجرد كونك فلسطيني فانت مستهدف فإما ان ترفع يديك مستسلما ولن تجني الا بالموت المجاني او مقاتلا جماعيا واحدا وموحدا ولن يحميك كشعب و وطن الا سلاح الذات الموحدة حتى لو كانت بأيدي عارية