الثلاثاء 11/4/1446 هـ الموافق 15/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الصهيونية العالمية وثورة الروح والسابع من اكتوبر....عدنان الصباح

 

 

 تغذي الصهيونية العالمية فكرة شعب الله المختار لدى اليهود دون ان يكون لذلك اية مضامين دينية حقيقية فهي تسعى الى ذلك معتمدة على قناعات يهودية موجودة اصلا وتغذيها وتقبل الصهيونية العالمية والتي يعتبر بيت الشيطان أو ما يسمى بالبيت الابيض في الولايات المتحدة مركزها العالمي والصهيونية العالمية لا تقوم ابدا على الدين اليهودي بل على دين الثروة وبالتالي فان من يقود الصهيونية لا علاقة لهم بالديانة اليهودية بل هم خليط من كل الاديان وعلى راسهم ما يسمى بالصهيونية المسيحية ويتفق الجهتان الصهيونية المسيحية والصهيونية اليهودية على نفس الاسس والمبررات ويختلفان في الرؤى نحو الغد والمستقبل فالصهيونية المسيحية التي تقوم على القدرية والتي ترى ان الحياة سبعة اقدار واننا في القدر السادس بانتظار القدر السابع وهو القدر الاستبدالي اي ان الوعود التي منحها الله لليهود ستصبح للمسيحيين فالكنيسة في راي المسيحية التقليدية هي وارثة الوعود التي اعطاها الله لإسرائيل بحيث تصبح اسرائيل الجديدة براي اوغسطينوس ان اسرائيل الجديدة هي بلوغ اورشليم السماوية حين ها تصبح ارض الميعاد روحانية ازلية وبعكس التقليديين فان التدبيريين المسيحيين او الصهيونية المسيحية يعتقدون بحق شعب الله المختار الابدي بفلسطين وهم لا يؤمنون بان المسيحية جاءت لتحل مكانهم بل ان المسيحية جاءت لتعيد لليهودية جوهرها.

بكل الاحوال فان العلاقة بين المسيحية والصهيونية صنعت خصيصا لأهداف اصحاب الثروة في كل انحاء العالم والا فان تفسير ان المسيحية جاءت لتعيد لليهودية جوهرها يراه الاسلام ايضا الذي يعتبر نفسه جامع للديانتين لا نافي لهن وهو ايضا يعتبر التوراة والانجيل كتبه المقدسة كالقرآن الذي قال بنص واضح بان بنو إسرائيل هم شعب الله المختار وبالتالي فهو لم يقل اليهود بل بنو اسرائيل والذي يحق للفلسطينيين ان يعتقدوا انهم هم المقصودين بكلام الله وليس اليهود.

قصدت مما تقدم ان اليهودية تخضع للصهيونية العالمية ولا تقودها بل بالعكس تستخدم الصهيونية العالمية اليهودية لتحقيق اهدافها الشريرة تحت شعارات روحانية كاذبة ولذا فان حماية دولة الاحتلال ليس هدفا دينيا بل هدف سياسي امبريالي يغلفه اصحابه بغلاف ديني ليجدوا له مبررات يدافعون بها عنه ففي واقع الحال هم تخلصوا من اليهود في بلدانهم واستخدموهم ولا زالوا لتحقيق اهدافهم على الارض وبمعنى ادق لمن يريد ان يعرف الحقيقة هم ضحوا بهم ولا يزالوا يفعلون لكي يتمكنوا من السيطرة على الشرق الاوسط وثروات شعوبها.

ولان الاهداف الحقيقة يقودها بيت الشيطان وعصابته فان السابع من اكتوبر لم يحطم القاتل المأجور الغبي الذي يصدق ان امريكا تدعمه وتحميه لا تضحي به وان دعمه يأتي لأهدافه لا لأهدافها وان وقوفها بجانبه بعد السابع من اكتوبر دفاعا عنه لا دفاعا عن مصالحها وبيت الشيطان يستخدم ارعن وفاسد مثل نتنياهو لكي يقدمه على انه الشيطان الوحيد على الارض ويدفع به الى حرب لا تنتهي الا بتحقيق اهداف بيت الشيطان بإعلانات لا علاقة لها بالحقيقة.

الهزيمة الابشع في السابع من اكتوبر كانت لبيت الشيطان وهي لذلك لا زالت تنتقم من الشعب الفلسطيني عبر قاتلها الماجور وتقدم نفسها على انها وسيطا مستندة الى صهيونية عميقة تطال المسلمين والمسيحيين والعرب وغيرهم في سائر انحاء العالم والا ما سر هذا الصمت المطبق من كل جهات الارض ولماذا لا احد يساند الشعب الفلسطيني في واقع الحال سوى الشيعة دون غرهم والسبب باختصار ان فلسفة المسلم الشيعي اذا جاز التفريق تقوم على فكرة رئيسية واحدة وهي رفع الظلم عن المظلوم وهي الفكرة الاعمق في الفكر الشيعي والشيعة مذهب كما المذاهب الاخرى في الاسلام وما يميزه عن غيره من المذاهب ان المظلومية والكربلائية في صلب عقيدة لا تتزعزع ومع ان المذاهب الاخرى تقر بنفس ما يعتقد المذهب الشيعي الا ان هناك من سعى لفصل مذهب واحد من المذاهب ليجعله طائفة ولم يفعل ذلك مع غيره من الطوائف والدافع هو استبعاد الفكر الثوري الملتصق بقناعات ان الدفاع عن المظلوم واجب ديني وليس مجرد اقوال وهو ما لم تكن تريده القوى الرسمية او السلطوية في المذاهب الاربعة الاخرى.

السابع من اكتوبر كان انتصارا لفلسطين عبر الاسلام بإسناد مبادئ المذهب الشيعي وبراس حربة تنتمي للمذاهب الاربعة الاخرى وهو ما يعني ان هناك يوما سيصبح تاريخ ميلاد مناسب لإعلان وحدة اسلامية فقهية وفكرية وعملية تؤسس لغد لا يرغب به على الاطلاق بيت الشيطان وقاتله الماجور وبذا فانهم باعتقادي الى تحطيم قيمة هذا اليوم في ذكره الاولى وهو ما ارى من واجبي التحذير منه بانهم سيستهدفون كل المشروع بطريقة او بأخرى وبشكل اكثر وحشية مما نتصور كي يمنعوا تحوله الى يوم ميلاد وحدة الثوريين المسلمين على طريق توحيدهم بالعموم وعلى قوى الثورة في المنطقة والتي تشكل قوى ودول محور المقاومة ان تكون بقمة حذرها من هذا التاريخ ساعية الى تكريس مكانته كيوم لإعلان الثورة على الظلم على وجه الأرض جميعها.

الصهيونية العالمية تمثل الشيطان الكوني وتمارس ابشع جرائمها على ارض فلسطين وحماس تمثل الرد المباشر والنقيض وانضمام قوى ودول محور المقاومة والتي ليس صدفة ان جميعها تنتمي للمذهب الشيعي بعمق فكرتها الثورة المستندة لعقيدة المظلومية وحجم التأييد الذي حصلت عليه من قوى وجهات وشخوص من كل اديان وأفكار واطياف الأرض تؤهلهم لان يقودوا تيارا عالميا يمكن له ان توحد على برنامج واحد ان يشكل اعلان لنهاية عصر الشيطان الامبريالي وبروز عصر سيادة الروحانية بكل تجلياتها أيا كانت منابعها وسيكون للإسلام الواحد الموحد فضيلة صناعة هذا الغد او الجهاد في سبيله.

2024-09-06