اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وسط تعامل خشن، عشرات من سائقي الشاحنات الأردنية والعمال المصريين على معابر الحدود والجسور مع فلسطين المحتلة، خلال ساعات من عملية الكرامة التي أدت لمقتل 3 عناصر أمنية إسرائيلية قبل إغلاق جميع المعابر والجسور والتسبب بازدحام غير مسبوق.
وحتى عصر الأحد لم تعلن الحكومة الأردنية روايتها الرسمية لما حصل، لكن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت بعد تكهنات ونشر صور وثائق عدة سائقين أردنيين هوية الشهيد الأردني الذي نفذ العملية وهو حسب هيئة البث الإسرائيلية الشهيد ماهر الجازي ابن قبيلة الحويطات المعروفة جنوبي المملكة.
والجازي من العائلات الرئيسية في منطقة البادية الجنوبية بالأردن.
وهي إحدى عائلات وعشائر قبائل الحويطات التي يزيد تعدادها عن ربع مليون مواطن أردني.
وسارعت منابر محلية للتدقيق في هوية وأصول وجذور الشهيد الأردني، وذكرت معطيات أن اسم الشهيد ماهر ذياب حسين الجازي الحويطات وعمره (39 عاما) ووصف بعد التدقيق في رواية غير رسمية بعد بأنه ضابط متقاعد أو مسرح من جهاز الشرطة الملكية الأردني، ويسكن مع والدته في منطقة الحسينية قرب مدينة معان جنوبي البلاد.
ويعطي المؤشر المناطقي والمكون القبلي لسائق الشاحنة الأردني دلالة سياسية بمنتهى الأهمية تظهر بأن البنية العشائرية في الجانب الأردني مستعدة حقا مع ضبابية المستقبل السياسي للحرب الإسرائيلية على الشعبين للالتحاق بصفوف المقاومة.
وسارع أردنيون عبر منصات التواصل الاجتماعي لإعلان الابتهاج الشديد بعملية الأغوار، وحفلت منصات التواصل بالدلالات والرسائل العميقة التي تقول إن “النشمي ابن الجازي” هو حفيد بطل معركة الكرامة الجنرال الأردني الراحل البارز مشهود حديثة الجازي، الذي خاض مع قواته الأردنية “معركة الكرامة” قبل أكثر من نصف قرن وسجل ما يمكن وصفه بأول حسم عسكري عربي ضد الإسرائيليين.
ورغم الدلالات الجغرافية والعشائرية للسائق الشهيد نجم وبطل العملية تم توزيع الحلويات والمياه في وسط مدنية الخليل ومدينة غزة على روح “الشهيد الأردني البطل”، وتوسعت منصات الفلسطينيين في الإشادة بأخوة الدم.
ومع الدلالات التي تعنيها بالذاكرة الأردنية أسماء عشائر الجازي والحويطات يمكن القول إن المكان الذي حصلت عليه العملية يحمل رمزية مثيرة سياسيا مرتبطة بمعركة الكرامة.
وتوعد أردنيون كثر عبر منصات التواصل خلال ساعات قليلة بالمزيد من الشهداء على طريق تحرير القدس وفلسطين، وانطوت العملية على دلالات عميقة مكانيا ووطنيا وسياسيا خصوصا وأنها الأولى بتنفيذ مقاوم أردني منفرد سقط شهيدا بصورة علنية وأمام جيش الاحتلال الإسرائيلي وتمكن من قتل 3 جنود في المعبر الذي يحمل اسم الكرامة.
وقالت منابر تتبع قبيلة الحويطات إن أبناء القبيلة سيقيمون عرسا للشهيد بعد صدور مصادقة رسمية على إعلان هويته التي لم تعلن رسميا بعد، فيما سارعت حركة حماس لنعي الشهيد وتوعدت إسرائيل بالمزيد في الوقت الذي تؤسس فيه عملية الكرامة لسلسلة تعقيدات عميقة جدا على صعيد العلاقة الأردنية- الإسرائيلية والعلاقة الفلسطينية الأردنية أيضا.