الثلاثاء 11/4/1446 هـ الموافق 15/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
إيقاعات على رقص إسرائيل المجنون...محمد عزت علي الشريف

  يبدأ العمل بهذا القانون من وقت إعلانه بالجريدة الرسمية. تلك مادة أساسية عند إصدار أيّ قانون. مادة تتضمن ميعاد تطبيق القانون و إعلاناً رسمياً عن ذلك الميعاد. ومن الثوابت أن العقوبة على الجريمة، و كذا وصف الجريمة يتم تحديدهما من قبل ارتكاب الجريمة. و ما يسري هنا ينطبق على حالة الراقصة و علاقتها بالطبال، فالراقصة يأتي فعلها متوافقاً مع الإيقاعات التي يلعبها الطبال و ليس العكس. إنّ العكس المنفي في الجملة السابقة تلك، لا نجده واضحاً و جليّاً كما نجده اليوم في حالة أميركا و علاقتها بكيان دولة الاحتلال. هذا الارتباك الشديد الذي نلاحظه في السياسية الأمريكية، و تناقض مواقفها، و تصريحاتها بين يوم و آخر، بل بين ساعة و أخرى، لن ينتهي حتى تعود الأحداث تسير في سياقاتها الطبيعية. من غير المعقول أن تقوم إسرائيل بمثل كل هذا الخبط العشوائي و الرقص المجنون، ثم تأتي أمريكا من بعده تبرِّره، و تضبط إيقاعاتها عليه، فتُشَرْعِنُه، و تُشرِّع له بصمتها و بصوتها!. و العجب كل العجب أن تأتي حكومات الدول العربية المُنجرّة في سياقات أميركا و ثم تحاول ضبط نغماتها مع إيقاعات أمريكا المرتبكة أصلاً، لنصل في النهاية إلى هذا الضجيج و النشاز اللا معقول و اللا مفهوم حتى من أولئك الذين يثيرونه. فأمريكا التي تتشدّقُ كل يوم برجاء ألّا تتوسع الحرب في المنطقة، كأنها لا تدري أن الحرب قد توسعت فعلاً، و أن إسرائيل داست كامل تراب غزة، و قتلت ما لا يقل عن 50ألفاً من الفلسطينيين هناك معظمهم من النساء و الشيوخ و الأطفال، و أصابت و شرّدت أضعافهم!، بل و تسببت في إثارة الفوضى على الحدود مع لبنان ما كان من نتائجه فرار المستوطنين اليهود أنفسهم و خلاء مستوطناتهم الغير شرعية أصلاً على الشريط الحدودي، ثم تأتي اسرائيل من بعدها بكامل عدتها و عتادها لتضرب في أهالي الجنوب اللبناني عشوائياً ، مدنيين و عسكريين - عاطلا بالباطل- بحجة أن المقاومة اللبنانية هي السبب في فرار المستوطنين الحدوديين!. و ثم تأتي بعض الأنظمة العربية بعد ذلك، و بكل جَورٍ و انتقائية لتتباكى على بضع عشرات من قتلى الكيان المحتل الغاصب، و تعتبر عملية المقاومة المباركة في السابع من أكتوبر عملاً بربرياً!. إنهم يتعامون عن المشهد و هم يضعون العربة أمام الحمار. أيّ هَوَسٍ، بل أيّ جنونٍ هذا الذي لدى هؤلاء الذين يرون أن سيناريو الحرب في المنطقة ابتدأ بتاريخ السابع من أكتوبر 2023!. إنهم يتعامون عن حقيقة و بديهة أن تاريخ احتلال أيّ أرض إنما هو سابق على تاريخ المقاومة لأجل استرجاعها. الأدهى و الأمَرّ أن من أمثال هؤلاء المتعامين تطلع علينا بعض الأنظمة و الحكومات بين الفينة و الأخرى و تدّعي أنها هي مَن تعمل على وقف العمليات من خلال التفاوض للوصول إلى اتفاق بين جميع الأطراف المتقاتلة في المنطقة!. و هنا يحق لنا التساؤل: كيف تكون وسيطاً أميناً بين أطراف قضية أنت لم تفهم منها أول حرف في الأبجدية، أو تتعامى عنه ؟! إذن على أيّ اساس يكون التفاوض بين الأطراف و أنت لم تضع ثوابت و مفاهيم و أرضية واحدة يقف عليها الجميع لتكون أساساً ينطلقون منه إلى عمليات التفاوض المريرة؟!. إن مشكلة كل هؤلاء ببساطة واختصار، أنّ الطبل يأتي تابعاّ للرقص!.

2024-09-26