يبدأ العمل بهذا القانون من وقت إعلانه بالجريدة الرسمية. تلك مادة أساسية عند إصدار أيّ قانون. مادة تتضمن ميعاد تطبيق القانون و إعلاناً رسمياً عن ذلك الميعاد. ومن الثوابت أن العقوبة على الجريمة، و كذا وصف الجريمة يتم تحديدهما من قبل ارتكاب الجريمة. و ما يسري هنا ينطبق على حالة الراقصة و علاقتها بالطبال، فالراقصة يأتي فعلها متوافقاً مع الإيقاعات التي يلعبها الطبال و ليس العكس. إنّ العكس المنفي في الجملة السابقة تلك، لا نجده واضحاً و جليّاً كما نجده اليوم في حالة أميركا و علاقتها بكيان دولة الاحتلال. هذا الارتباك الشديد الذي نلاحظه في السياسية الأمريكية، و تناقض مواقفها، و تصريحاتها بين يوم و آخر، بل بين ساعة و أخرى، لن ينتهي حتى تعود الأحداث تسير في سياقاتها الطبيعية. من غير المعقول أن تقوم إسرائيل بمثل كل هذا الخبط العشوائي و الرقص المجنون، ثم تأتي أمريكا من بعده تبرِّره، و تضبط إيقاعاتها عليه، فتُشَرْعِنُه، و تُشرِّع له بصمتها و بصوتها!. و العجب كل العجب أن تأتي حكومات الدول العربية المُنجرّة في سياقات أميركا و ثم تحاول ضبط نغماتها مع إيقاعات أمريكا المرتبكة أصلاً، لنصل في النهاية إلى هذا الضجيج و النشاز اللا معقول و اللا مفهوم حتى من أولئك الذين يثيرونه. فأمريكا التي تتشدّقُ كل يوم برجاء ألّا تتوسع الحرب في المنطقة، كأنها لا تدري أن الحرب قد توسعت فعلاً، و أن إسرائيل داست كامل تراب غزة، و قتلت ما لا يقل عن 50ألفاً من الفلسطينيين هناك معظمهم من النساء و الشيوخ و الأطفال، و أصابت و شرّدت أضعافهم!، بل و تسببت في إثارة الفوضى على الحدود مع لبنان ما كان من نتائجه فرار المستوطنين اليهود أنفسهم و خلاء مستوطناتهم الغير شرعية أصلاً على الشريط الحدودي، ثم تأتي اسرائيل من بعدها بكامل عدتها و عتادها لتضرب في أهالي الجنوب اللبناني عشوائياً ، مدنيين و عسكريين - عاطلا بالباطل- بحجة أن المقاومة اللبنانية هي السبب في فرار المستوطنين الحدوديين!. و ثم تأتي بعض الأنظمة العربية بعد ذلك، و بكل جَورٍ و انتقائية لتتباكى على بضع عشرات من قتلى الكيان المحتل الغاصب، و تعتبر عملية المقاومة المباركة في السابع من أكتوبر عملاً بربرياً!. إنهم يتعامون عن المشهد و هم يضعون العربة أمام الحمار. أيّ هَوَسٍ، بل أيّ جنونٍ هذا الذي لدى هؤلاء الذين يرون أن سيناريو الحرب في المنطقة ابتدأ بتاريخ السابع من أكتوبر 2023!. إنهم يتعامون عن حقيقة و بديهة أن تاريخ احتلال أيّ أرض إنما هو سابق على تاريخ المقاومة لأجل استرجاعها. الأدهى و الأمَرّ أن من أمثال هؤلاء المتعامين تطلع علينا بعض الأنظمة و الحكومات بين الفينة و الأخرى و تدّعي أنها هي مَن تعمل على وقف العمليات من خلال التفاوض للوصول إلى اتفاق بين جميع الأطراف المتقاتلة في المنطقة!. و هنا يحق لنا التساؤل: كيف تكون وسيطاً أميناً بين أطراف قضية أنت لم تفهم منها أول حرف في الأبجدية، أو تتعامى عنه ؟! إذن على أيّ اساس يكون التفاوض بين الأطراف و أنت لم تضع ثوابت و مفاهيم و أرضية واحدة يقف عليها الجميع لتكون أساساً ينطلقون منه إلى عمليات التفاوض المريرة؟!. إن مشكلة كل هؤلاء ببساطة واختصار، أنّ الطبل يأتي تابعاّ للرقص!.