الجمعة 9/9/1444 هـ الموافق 31/03/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فن السذاجة /جرير خلف

فن السذاجة ظهر الاسد على منصة الاوبرا القريبة على القصر الجمهوري لإلقاء خطابه الاخير في هيئة المنتشي بنفسه والحاكم للمساحة الجغرافية التي يراها والتي لا يراها أيضا.. ويبدوا ان الأنا الأعلى (جهاز التوجيه اللاإرادي في دماغ الأسد) قاده الى تشكيل وضعية (البليد) والمطلوبة في المرحلة الحالية لعدة مراكز قوة عالمية تبدأ التحالف الأمريكي الصهيوني مرورا بإيران وروسيا. كان من المتوقع أن تكون هذه الخطبة مالكة لبعض الألغاز وتحمل في طياتها بعض الخبث الذي يتمتع به النظام السوري حيث توقع الجميع ان يطرح الاسد مبادرة تقترب من نصف الطريق مع ثوار سوريا لإحراج المعارضة حيث يعلم الجميع وهو أولهم بأن الثورة لا ولن تقبل الحلول الوسطى.. ولكنه يبدو انه تعمد ان يحافظ على وضعية المستفز والمستنزف لكل الفرص الممنوحة له. فطروحات الاسد المفهومة من خطابه بعد طرح كل الكلمات والجمل الديكورية كانت عبارة عن مبادرة تتألف من ثلاث مراحل، تتضمن المرحلة الأولى منها التزام الدول المعنية بوقف تمويل وتسليح المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين للعمليات الإرهابية.. مما يسهل عودة النازحين السوريين إلى أماكن إقامتهم\". وتتضمن المرحلة الثانية التي تتبع المرحلة الأولى (بعد اعتراف الدول واعتذارها من مقام الاسد) الدعوة إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل للوصول إلى ميثاق وطني يتم اعتماده بعد عرضه على الاستفتاء الشعبي، ثم تشكيل حكومة موسعة لتنفيذ بنود الميثاق الوطني والإشراف على إجراء انتخابات برلمانية جديدة وفي المرحلة الثالثة يتم تشكيل حكومة جديدة وعقد مؤتمر عام للمصالحة الوطنية وإصدار عفو عام عن المعتقلين بسبب الأحداث مع الاحتفاظ بالحقوق المدنية لأصحابها، والعمل على تأهيل البنى التحتية وإعادة الإعمار وتعويض المواطنين المتضررين من الأحداث. إذا يطالب الاسد الجميع بإرجاع سوريا الى نموذج المزرعة العائلية السابق وتسليمه النازحين الهاربين من مقاصله ليعودوا لإنبات الريش في مهاجعه ، كما يطالبنا جميعا بالاعتذار عن إقلاق راحتة وراحة (ديوك) مزرعته التي فقدت الكثير من هيبتها وليتم منحنا بعد ذلك صكوك الغفران الاسدية. هل يعقل ان يكون من اتم الثامنة والأربعين من عمره بهذه السذاجة..!، بالطبع نعم.. فهناك معسكرات الشرق الفارسي والغرب الصهيوني التي تحتاج لصناعة السذج وتسليمهم رقاب البشر، وهناك من ينيب عنه الشياطين لسلب ما تبقى من كرامة الشعب.. وعليه لا عجب ان الاسد نافس السذاجة وتخطاها مهزومة أمام انجازاته حيث اسقط كل المفاهيم والقوانين البشرية أمام القابه الثمانية التي اقلها لقب رئيس الجمهورية.. يا سادتي هناك من يرانا من المحيط للخليج دجاجا.. فهل سيأتي من يعلق الجرس..؟، أو هل ننتظر دورنا في على بوابات حجرات نتفش الريش..؟! 

2013-01-08