السبت 26/11/1446 هـ الموافق 24/05/2025 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الواردات الصينية تهدد «كرامة» الطماطم الإيطالية

إيمي كازمين
حث فرانشيسكو موتي، الرئيس التنفيذي لقطب صناعة الصلصة الإيطالية، والتي تحمل نفس الاسم، الاتحاد الأوروبي على حماية المزارعين من المنافسة غير العادلة التي يفرضها معجون الطماطم الرخيص المصنوع في منطقة شينجيانج الصينية، واستعادة كرامة الثمرة الحمراء المهمة في إيطاليا.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، التي تصنع مكونات بما في ذلك الصلصة واللب والطماطم المعلبة، إن حظر الاتحاد الأوروبي أو الرسوم الجمركية المرتفعة على المنتجات الصينية ضروري لحماية المزارعين الإيطاليين.

وفي عام 2021، حظرت الولايات المتحدة استيراد معجون الطماطم من شينجيانج مشيرة إلى وجود مخاوف من العمل القسري، لكن بروكسل لم تحذُ حذوها. وقال موتي في مقر شركته العائلية التي يبلغ عمرها 125 عاماً، وبلغت إيراداتها 665 مليون يورو العام الماضي: يجب أن نوقف استيراد معجون الطماطم من الصين أو نضيف ضريبة بنسبة 60 % عليه حتى لا يختلف سعره كثيراً عن المنتجات الإيطالية.

وحذر من أن صناعة الطماطم في إيطاليا معرضة لخطر التقويض بسبب معجون الطماطم الذي تصنعه الشركات الصينية في شينجيانغ، حيث وثق مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الأقلية المحلية، بما في ذلك العمل القسري، ونفت بكين هذه المزاعم.

وانتقد موتي، الذي ينتمي إلى الجيل الرابع في إدارة الشركة العائلية على مشارف بارما، بروكسل لإجبار المزارعين على الالتزام بقواعد الاستدامة الصارمة دون حمايتهم من الإغراق البيئي من الصين.

وقال موتي، الذي تستخدم شركته الطماطم الإيطالية فقط: يجب علينا تعليم مزارعينا كيفية الزراعة بشكل أفضل لكن يجب علينا أيضاً حمايتهم من المنافسة غير العادلة. وإلا فإن النتيجة النهائية لن تكون تحسين البيئة وإنما نقل إنتاجنا إلى الخارج، حيث لا تتم حماية البيئة.

وتقدر حصة الصين بنحو 23 % من إنتاج الطماطم العالمي هذا العام ارتفاعاً من نحو 18 % في عام 2023، وفقاً لمجلس معالجة الطماطم العالمي. وتشكل الواردات الرخيصة قضية حساسة في إيطاليا، ثالث أكبر منتج للطماطم في العالم بعد الولايات المتحدة والصين. لأن تكلفة معجون الطماطم الصيني نصف تكلفة المنتجات الإيطالية.

وفي تعبير عن الغضب في الربيع الماضي، أرسلت جمعية كولديريتي، وهي جمعية المزارعين المؤثرة في إيطاليا، أسطولاً من القوارب الصغيرة للاحتجاج ضد تفريغ أطنان من معجون الطماطم الصيني المركز في ميناء ساليرنو.

وقال لويجي بيو سكورداماجليو، مدير الشؤون الدولية في كولديريتي: المنافسة اليوم ليست عادلة لأن أكثر من 90 % من الطماطم الصينية يتم إنتاجها في منطقة شينجيانج وتكاليف العمالة هناك منخفضة للغاية. هذا غير مقبول من الناحية الأخلاقية، وأيضاً من حيث المنافسة.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن مزاعم العمل القسري في شينجيانج هي «كذبة» تستخدمها بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتقويض الصين وقمع تنمية الصناعات الصينية. وقالت الوزارة: نأمل أن يدرك الأفراد والمؤسسات الأوروبية ذات الصلة المخططات الخبيثة وراء ما يسمى كذبة العمل القسري، وأن يمتنعوا عن تشويه صورة الصين وعدم استخدام ذلك كذريعة لتنفيذ تدابير الحماية التجارية.

ونمت صناعة الطماطم الضخمة الموجهة للتصدير في شينجيانغ كجزء من استراتيجية بكين للتنمية الاقتصادية للمنطقة الغربية المضطربة.

ومن بين اللاعبين الرئيسيين في القطاع شركة ChalkIS، وهي شركة شبه عسكرية تابعة لفرقة الإنتاج والبناء في شينجيانغ، وشركة COFCO Tomato، وهي شركة تابعة لمجموعة أعمال زراعية ضخمة مملوكة للدولة، وفقاً لمختبر الحقوق بجامعة نوتنجهام ومواقع الشركات على الإنترنت. وتقول شركة COFCO إن مصانعها الـ12 للمعالجة لديها القدرة على إنتاج 300 ألف طن من معجون الطماطم كل عام.

ووفقاً لمختبر نوتنجهام، يتم إرسال نحو 13 % من معجون الطماطم السائب الذي تنتجه الصين إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة إيطاليا، حيث تتم معالجته بشكل أكبر - إما عن طريق التخفيف أو الاختلاط بمنتجات الطماطم المحلية - وإعادة تعبئته، في المقام الأول لإعادة التصدير.

وتحظر قوانين العلامات الغذائية الصارمة في إيطاليا تسويق معجون الطماطم الصيني المخفف على أنه صلصة، لكن حوافز الغش يمكن أن تكون مغرية، نظراً للفارق في السعر.

وفي قضية احتيال غذائي بارزة عام 2021، صادرت شرطة الكارابينييري 4477 طناً من مركز الطماطم المعلب من شركة إيطالية بارزة وضعت على بضائعها عبارة «طماطم إيطالية بنسبة 100 %»، رغم أنها كانت معجون طماطم صينياً.

وتضغط جمعية كولديريتي من أجل تبني أوروبا قوانين أكثر صرامة في وضع العلامات الغذائية، وتطالب بتحديد منشأ المكونات الرئيسية في الأغذية المصنعة، والتي تعتقد أنها ستسمح للمستهلكين باتخاذ خيارات مستنيرة.

كما يدعم موتي مثل هذه القواعد، وقال إنها ضرورية خاصة بالنسبة لمنتج تكون فيه الطماطم هي العنصر الأكثر أهمية. وأكد موتي أن الهدف هو الحفاظ على كرامة الطماطم، وألا يتم التعامل معها على أنها مجرد منتج.. يعتبر في كثير من الأحيان سلعة.. نقول: لا، الطماطم مهمة!

  فايننشال تايمز

2024-10-27