الإثنين 13/7/1446 هـ الموافق 13/01/2025 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المتاجرة بدماء الشعب الفلسطيني: مطالب حماس خلال مباحثاتها مع حركة فتح...لما طه الفقيه

 

في ظل الاوضاع الذي يشهدها الوضع الفلسطيني والمعاناة اليومية لشعبنا تحت الاحتلال والحصار، تعود الانقسامات الداخلية إلى الواجهة من جديد، حيث تصر حركة حماس على طرح مطالب تعكس امتيازاتها الخاصة، بدلاً من الالتفاف على القضية الفلسطينية بمجملها. تأتي مباحثات حماس مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية لتكشف عن توجهات الحركة التي تثير الكثير من التساؤلات حول دورها الحقيقي في المشهد الفلسطيني.

 

ان مطالب حماس، تُعد امتيازات بدلاً من حلول وطنية، حيث طالبت حماس بأن تتكفل السلطة الفلسطينية بدفع رواتب موظفيها في قطاع غزة، وهي خطوة تضعنا حول السؤال ماهي أولويات الحركة ومدى مسؤوليتها عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها قطاع غزة؟! كما طالبت بإصدار 400 جواز سفر دبلوماسي لتسهيل تنقل عناصرها بين الدول، وهو طلب بعيداً كل البعد عن احتياجات الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة والذي يعيش منذ اكثر من عام ابادة جماعية.

 

 رفضت السلطة الفلسطينية وحركة فتح رفضاً قاطعاً لهذه المطالب، مشددةً على أن المرحلة تتطلب العمل على إنقاذ الشعب الفلسطيني من المعاناة اليومية التي يعيشها في القطاع، وليس توزيع الامتيازات والمكاسب السياسية.

 

تشير التقارير إلى أن حماس تواجه أزمة مالية خانقة بعد تراجع الدعم المادي من قطر وإيران، هذا التراجع، وفقاً للمراقبين، يضع الحركة في موقف حرج ويدفعها للبحث عن مصادر تمويل جديدة، ولو كان ذلك على حساب التوافق الوطني.

 

ومع تراجع التمويل الخارجي، يبدو أن الحركة تسعى لتحميل السلطة الفلسطينية وحركة فتح مسؤولية أعبائها المالية بدلاً من مواجهة أزماتها الداخلية، مما يعكس استراتيجية تقوم على الابتزاز السياسي بدلاً من العمل المشترك لمواجهة العدوان على غزة وانهاء الانقسام.

 

إن محاولة حماس الحصول على مكاسب سياسية ومالية على حساب الشعب الفلسطيني لا تُعد الاولى، فقد أثبتت حماس سابقاً أنها تستغل معاناة الفلسطينيين في القطاع لتحقيق أهدافها الخاصة، سواء كان ذلك ضمن صفقات سياسية أو عبر الاستفادة من التبرعات والمساعدات الدولية، فإن الأولوية دائماً موجهة نحو تعزيز نفوذ الحركة وليس تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

 

على حماس ان تدرك ان ما يحتاجه الشعب الفلسطيني اليوم ليس المزيد من الانقسامات أو المطالب التي تخدم أجندات احد، بل رؤية موحدة تركز على القضايا المفصلية في حياة الشعب الفلسطيني: إنهاء الاحتلال، رفع الحصار عن غزة، وتوفير حياة كريمة للشعب الفلسطيني، لكن يبدو أن حماس لا تزال تفضل لعب دور المعارضة حتى لو كانت في السلطة، حيث تسعى دائماً إلى تصوير نفسها كضحية بينما تحمل الآخرين مسؤولية الأزمات السياسية والمالية وغيرها.

 

ان الشعب الفلسطيني الذي تحمل سنوات من الاحتلال والحصار والانقسام يستحق قيادة موحدة تعمل على تحقيق أهدافه الوطنية بعيداً عن المصالح الفئوية، وإن رفض السلطة الفلسطينية وحركة فتح لمطالب حماس تعد خطوة في الاتجاه الصحيح لإعادة توجيه البوصلة نحو القضايا الأساسية التي ناضل ودفع الشعب الفلسطيني دماءاً لاجلها.

على حماس مراجعة أولوياتها والتوقف عن استغلال دماء الفلسطينيين ومآسيهم كورقة تفاوضية، والعمل بجدية نحو تحقيق المصالحة الوطنية التي طال انتظارها.

2024-12-04