نحن على وشك أن ينقضي الأسبوع الثاني من رمضان ، ولا يزال آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية، وخاصة في مخيم جنين، يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة بسبب النزوح وفقدان المأوى. في هذا الشهر الذي يُفترض أن يكون شهر الرحمة والتكافل، يجد هؤلاء أنفسهم بلا مأوى آمن أو غذاء كافٍ، في وقت تتزايد فيه التحديات اليومية أمامهم.
مع تصاعد الأوضاع في قطاع غزة، انصب اهتمام المجتمع الدولي والعربي بشكل رئيسي على دعم سكان القطاع، وهو أمر ضروري بلا شك، لكن في المقابل، فإن معاناة أهل الضفة الغربية، وخصوصًا سكان المخيمات مثل جنين، لا تقل صعوبة، وتتطلب استجابة إنسانية عاجلة.
أوضاع صعبة تتطلب تدخلاً عاجلاً
تشير التقارير إلى أن آلاف العائلات الفلسطينية نزحت مؤخرًا نتيجة تصاعد التوترات في الضفة الغربية، حيث تضررت البنية التحتية في مخيم جنين بشكل كبير، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الصحية. وتؤكد الأونروا أن هناك حاجة ماسة لتوفير الدعم الإنساني، خاصة في ظل شهر رمضان الذي يتطلب تلبية الاحتياجات الأساسية للأسر النازحة.
وفي أحدث تقييم أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بالتعاون مع الأونروا وشركاء أمميين، تبيّن أن النازحين يعيشون في ملاجئ عامة في جنين وطولكرم وسط ظروف قاسية، حيث يفتقرون إلى المياه النظيفة، والأدوية، والأسِرة، ومرافق الصرف الصحي، بالإضافة إلى نقص حاد في مواد العناية الشخصية والتنظيف. كما حذر التقرير من التداعيات الإنسانية المستمرة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، حيث شملت عمليات الهدم الأخيرة أكثر من 16 مبنى في مخيم نور شمس، بعد أن دُمّر أكثر من عشرين منزلاً خلال الأسبوع الماضي.
وتشير البيانات إلى أن ما يقارب نصف النازحين الذين شملهم التقييم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، حيث اضطر العديد منهم إلى تقليل وجباتهم أو تخطي بعضها بالكامل، فيما يواجه الأطفال صعوبات في الذهاب إلى المدارس بسبب الأوضاع غير المستقرة.
دور المجتمع الدولي والعربي
إن التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يجب أن يكون مقتصرًا على أزمة معينة أو منطقة واحدة، بل يجب أن يكون دعمًا شاملاً يشمل جميع الفلسطينيين المحتاجين للمساعدة. ومن هنا، فإن الدور العربي والدولي يجب أن يكون أكثر توازنًا، بحيث يتم تقديم الدعم لسكان الضفة الغربية بقدر ما يتم دعمه لسكان غزة.
هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها لتعزيز هذا الدعم، ومنها:
ختامًا
إن رمضان هو شهر التكافل والتضامن، وهذه القيم يجب أن تنعكس على أرض الواقع من خلال تقديم الدعم لكل من يحتاجه، سواء في غزة أو في الضفة الغربية أو في أي مكان آخر. مع استمرار معاناة النازحين في مخيم جنين والمخيمات الأخرى، من الضروري أن تتوحد الجهود العربية والدولية لضمان حصولهم على المساعدة التي يحتاجونها، فلا ينبغي أن يكون هناك أي تمييز في الدعم الإنساني بين منطقة وأخرى، لأن معاناة الفلسطينيين واحدة، وحقهم في العيش بكرامة يجب أن يكون الأولوية للجميع.