ليل جديد ... يفتح جيوب ذاكرتها، كتب على الأرفف تشتهي أيدٍ تلامسها، بشفافية عاشقة للورق، كان صوت نزار يهمس لها (بلقيس)، تلتفت للزاوية الأخرى، هذا هو (نجيب محفوظ) في ثلاثيته (شكسبير) ومسرحياته، ما لهذا الليل...؟ لم يترك جيباً إلا وفتحه، ولا محطة إلا ومرَّ عليها، كان مصراً أن يشاركني شغفي، يوقظ بقايا ذكريات عالقة في قاع النفس، ها هي الستائر تلوح، القمر يتلصص، يسرق حبر الكتابة، يرافقني على طاولة البوح، يجبرني أن أبدأ....! ولكن كيف أبدأ...؟ وأنا المتشردة في فيافي موحشة، وقلوب قد أضناها المسير، ترتحل بي أغنية جميلة كان لها الأثر الكبير في الروح، هناك... حيث كانت طفولتنا على أرصفة صامتة، رسمنا عليها خطوطاً ودوائر فكم كانت قفزاتنا عالية، نشد الحبل، نغني تعلو أصواتنا.
تعود لنا أجمل، يرددها الصدى، تحملها الريح بعيداً... لتلتقي بمن رحلوا عنا ولازالوا.... معنا.
سمية جمعة سورية