السبت 27/10/1446 هـ الموافق 26/04/2025 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أنا الشعر.....سمية جمعة

أنا الشعر

تعال معي لندخل حدائق الشعر ،لنحلق في أجواء تنسينا مرارة الوقت،لنفتح آفاقا كنا نجهلها .

ما رأيك لو جبنا ساحات الشعر ،

و عبرنا شوارع الحكمة ،نقتبس منها ما يهون علينا هموم الحياة .

ماذا تقول؟ فكيف للشعر أن يكون له مثل هذا السحر؟

سأجيبك، و لكن لو عدنا للقديم

و تعرفنا على جلجامش ذاك البطل الأسطوري الذي بحث عن الخلود، رحلته انطلقت من ذاته

و لكن عبرت كل

المحيطات ،تناقلتها الأجيال من جيل لجيل،تلك الملحمة التي بحثت في الموت ،الحب

و الحياة، و نحن معه نستكشف ذواتنا،نعيد بناءكينونتها من جديد.

كلنا يا صديقي أسرى في عالم يضج بالمتناقضات، نشتهي أن نفتح أبوابنا لنتنفس هواء الحرية ،فنكتب الشعر ،تطير الذات فيه عابرة للقارات،لا حارس يمنعها و لا يد جلاد تكبلها،.

أنا معك ،فعندما نقرأ لشاعر ،نشعر بأن تلك الكلمات تلامسنا ،تدخل عمق أرواحنا فتعري صمتنا،نستكشف عوالم من كتبها،نجوب معه مدن انتظاره، يمرالربيع قبل أوانه فتزهر المواسم.

إذاً تعال لندخل خيمة عكاظ ،هناك تنفس الشعر تنهيدة شوق ،جال بناظريه الحضور متشوقا لسماع آخر ترنيمة ،سكن الوقت ،اشرأبت الأعناق و ها هو يلوح بيديه كي يشاركه الحضور،انطلقت الأصوات مرددة أيها الشعر انطلق.

و لكن أرجوك ان لا تتسلل إلى سراديب الذاكرة فهناك اشتعال

و قصائد من تحت رماد، هناك الليل، صديقي الوفي و قمرا يغازلني ، لا تفضح الوشوشات إن دخلت فهناك كلمات لا تقال، هناك صمت أبلغ من قصائد

و لكن معك تتحلى الكلمات برضاب البلاغة فأهديك ضجيجي.

أيها الشعر ؟ أيها المتلصص على بوابة الروح تثير حفيظة اللغة فأرتل ما تيسر من عشق البوح.

من أنت أيتها القصيدة؟

نار تأجّج في الشرايين ،تحترق و تعلن حالة التمرد ، تستبيح حاضري و تعيد ماضيا كان بالأمس حياة.

من أي كوكب أتيت؟

شكسبير ،أيها المعتلي منصة الإبداع، و كلماتك أكون أو لا أكون، تلك هي التي نرددها كلما وقفت الدنيا بوجهنا و انتظرنا القدر، تي إس إليوت... و أرضك اليباب، و ما أجمل المطر و ذكرياته تحت مظلة بدر شاكر السياب، تلك القصائد ،وقفت على بابنا و قرعت صمت عزلتنا، فتسابقنا في احتضان دهشتها .

أيها الشعر؟

ما بك ... في أحلك الأوقات تهديني لسان الحكمة ،تدغدغ مشاعر الغربة فتكون لي وطنا، و ما أجمل الأوطان إن سكنته القصائد و سورته الاستعارات فكان المجاز عالما تستريح فيه غربة عاشق.

سمية جمعة سورية

2025-03-23