الأحد 4/11/1445 هـ الموافق 12/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
منظومة البقرة الحلوب... فادي قدري أبو بكر

نحن من زرعنا الوطن ببذورنا الخيرة والمعطاءة .. نحن من سقيناه بعرقنا ودمنا ... وهم في المقابل تعاملوا مع الوطن كالبقرة الحلوب وخانوا الأمانة التي وليناهم إياها، حلبوا الوطن حتى لم يبقى في ثدييه حليباً ليدر.

 هم اليوم غاضبون لأنه لم يعد أحد منا يطعم الوطن ويسقيه، هم غاضبون لأن الوطن لم يعد يدر حليب كما يريدون. ونحن غاضبون لأننا كلما أطعمنا واسقينا الوطن هم يسرقون حليبه.

كلنا متخاذلون وفاسدون لأننا لا نقاضيهم ولا نقاضي أنفسنا.. لن نصل اللحظة الأرقى التي يستحقها هذا الوطن إلا عندما نقاضي أنفسنا ومن وليناهم أمرنا ..

لماذا لا نطعم ونسقي الوطن ونقرر نحن أين سيذهب الحليب الذي يدره الوطن؟ المشكلة فينا نحن وليست فيهم، المشكلة مشكلة شعوب سكتت وخضعت وتواطأت وليست مشكله حكام خانت وقتلت وسرقت.

يقول جورج طرابيشي " كل حديث عن الإصلاح السياسي .. مع الإبقاء على المنظومة المعرفية القديمة و المفاهيم التقليدية إنما هو نقش على ماء". ومن هذا المنطلق علينا نحن أن نتعامل من منظور خارج عن إطار الثقة  العمياء بالمنظومة السياسية أو اليأس التام منها، وإنما العمل على مراقبة المدخلات والمخرجات المتعلقة بالوطن بموضوعية تامة، بمعنى آخر أن نجتهد في إطعام واسقاء البقرة بنفس مستوى الاجتهاد في مرحلة توزيع الحليب الناتج من حلب أثدائها، وغير ذلك فهو نقش على ماء.

تأكدوا يا أخوتي وأخواتي وكل من يقرأ كلماتي، أنه إذا لم نكن صادقين مع أنفسنا و نواجه من يحلب وطننا بشجاعة، فإن لهذا الوطن في القدر أشياء قاسية ومظلمة سنعرفها فيما بعد. منظومة البقرة الحلوب يجب أن يتم إصلاحها والوطن يجب أن نطعمه ونسقيه ونتحكم نحن بمنتجاته، وبأيدينا فقط نصل أينما نريد وأينما يحتاج بنا الوطن أن نصل به.

[email protected]

2016-01-28