الأحد 11/11/1445 هـ الموافق 19/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ماذا بعد هذا ... طبول الحرب تُقرع ...ذيب مصطفى ضميدة

 منذ أكثر من شهرين بدأت طبول الحرب على غزة تقرع من جديد . فغزة بدأت بدخول العام الثاني بعد الحرب الأخيرة 2014 فالجدولة الزمنية للحروب منذ 8 سنوات هي حرب كل سنتين لتبدأ بالمحرقة وليتبعها حرب الفرقان والتي تصنف من أشرس الحروب على غزة فلم نستطع تضميد جراحاتنا لنبدأ معركة جديدة حجارة السجيل وأخيرا كانت حرب العصف المأكول 2014 . واليوم 2016 بدأت طبول حرب جديدة تُقرع .

المتتبع للأخبار والمواقع الإخبارية كل صباح يجد نفسه أمام تلك الدعاية السوداء والتي تعيد إلى ذاكرتنا تلك اللحظات المرعبة لأطفالنا وتذكرنا بويلات التشريد والنزوح وهدم البيوت وكأننا اليوم في مثل تلك الأيام والأشهر الأخيرة قبل بدأ الحروب الثلاثة السابقة فهذا الكيان الغاصب يعمل دائما على تعبئة الرأي العالم العالمي ضد المقاومة ورجالها وقادتها لتأخذ الشرعية الكاذبة في سفك دماء الأبرياء والنساء والأطفال في غزة . وعلى ما يبدوا فإن هذه الدعاية الخبيثة  بدأت بحصد شيء من ثمارها من دول الغرب الظالم فقد نشرت صحف عربية نقلا عن صحيفة ( ذا غارديان ) البريطانية رسالة أرسلتها المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية (( هيلاري كلينتون )) إلى الملياردير الصهيوني ( حاييم ضبان ) ذكرت فيها أنها في حال تولت رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ستسمح لإسرائيل بقتل " 200 ألف فلسطيني من قطاع غزة " هذه الرسالة وإن لم يتم التأكد من مصداقيتها فهي صورة حقيقية للسياسة الغربية العمياء والتي تدافع فيها عن الباطل وتزهق المظلوم ... ولكن المستشرقين من الغرب لم يخبروا زعمائهم ان الموت في سبيل الله أسمى أمانينا . فهم يعتقدون أن أعداد الشهداء تضعفنا ، ولا يعلمون أن الشهيد إذا سقط على الأرض تناثرت بذور دماءه لتنبت بعدها أجيال أكثر صلابة وعنفوانا مع هذا العدو فكلما سقط شهيد أحيا من خلفه آلاف الجنود والقادة .  فحقا كم هو عظيم هذا الدم الفلسطيني فهو أصبح اليوم معيار زعامة هذا العالم .

انتفاضة القدس وحرب غزة  ...

أصبح مؤكدا أن العدو الإسرائيلي ظهر عاجزا في وقف استمرارية انتفاضة القدس وأصبحت واقع ملموس يقض مضاجع القادة السياسيين والعسكريين في هذا الكيان المسخ وهي التحدي الأكبر أمامهم اليوم  وذلك مع تزايد عمليات الطعن والعمليات الفدائية ، تقف القيادة الصهيونية عاجزة في وضع الحلول أمام الشاب الثائر المدافع عن عرضه ووطنه ومقدساته والتي ينتهكها المستوطن الإسرائيلي بشكل يومي في إطار منهج منظم يقوده رجال الدين والمتطرفين الصهاينة بدعم من الجيش والحكومة ، وبالتالي بدأت الصحف ووسائل الإعلام العبري بالعمل على تغيير المسار وانحراف البوصلة حول غزة والحرب عليها وتطوير قدرات المقاومة في إطار نقل المعركة من الداخل والعمق الإسرائيلي المزعزع أمنيا إلى الحدود وخصوصا قطاع غزة . فبدأ المحللون بالحديث عن غزة واحتمال نشوب حرب ووضع الأهداف ورسم الخطط والتحريض على غزة وعلى خطر الأنفاق ومدى انتهاكها للقانون الدولي والتحريض على المقاومة ولفت أنظار العالم من انتفاضة القدس إلى أنفاق غزة . 

 

المقاومة ... إعداد وتجهيز

على الأرض في غزة ومنذ اللحظة الأولى لانتهاء المعارك والقتال يلاحظ المتابع للشأن العسكري ان المقاومة تبدأ فعليا معركة جديدة وهي معركة الإعداد والتجهيز  وهذا ما لاحظناه في تطوير القدرات القتالية لدى فصائل المقاومة من حرب إلى أخرى ، ففي حرب حجارة السجيل كان آخر ما ظهر في جعبة المقاومة  صاروخ الكورنيت المضاد للدروع ، لتبدأ بعد عامين معركة العصف المأكول بذلك الصاروخ وهذا دليل على إن المقاومة في غزة تبدأ من حيث انتهت بل وتطور على ذلك وتفاجئ العدو دائما بما لا يتوقع ... تلك هي المقاومة في غزة والتي رسمت من المواطن الفلسطيني صورة من التحدي والصمود والاعتزاز بالنفس لأنه أصبح اليوم هو من يفرض المعادلة وصاحب الكلمة الفصل بيننا وبين أعدائنا ، كل هذا وأكثر ما كان ليكون لولا إرادة الله واستعدادنا لتقديم 200 و400 ألف شهيد دفاعا عن كرامتنا وعزتنا

ليكن شعارنا أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة ... لكن الموت في سبيل الله اسمي أمانينا.

الصحفي / ذيب مصطفى ضميدة

ايميل /  [email protected]

  

2016-02-17