الأحد 4/11/1445 هـ الموافق 12/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
البطريرك صباح: حكومة نتنياهو تتهم عباس بالتحريض مع أنه لا يريد قتل ذبابة إسرائيلية

 قال بطريرك اللاتين السابق الأب ميشيل صباح لـ «القدس العربي» اللندنية، إن اسرائيل تحرّض على الرئيس (محمود)عباس وتتهمه بالتحريض وهو لا يريد قتل ذبابة إسرائيلية».
وبحسب بيان مجلس الكنائس فقد اجتمعت لجنة العدل والسلام ضمن اجتماعها الشهري الدوري ونظرت في الأوضاع السياسية الراهنة من ناحية إنسانية وأخلاقية، وقررت توجيه الرسالة التالية، وهي رسالة تحمل انتقادات بالتصريح والتلميح لإسرائيل".
وتؤكد هذه الرسالة أن "الوضع السياسيّ متجمّد لا حركة فيه ولا بصيص نور، لا للإسرائيليين الذين ينتظرون أمنا واطمئنانا، ولا للفلسطينيين الذين ينتظرون نهاية الاحتلال، والدولة المستقلة. وتنوه اللجنة أن الوضع الحالي للفلسطينيين هو وضع لاإنساني وهو وضع مستوطنين يحتلّون الأراضي الفلسطينية يوما بعد يوم وحصار منذ سنوات في غزة، حصار لمليون ونصف من البشر، حصار فقر ومهانة للإنسان الفلسطيني هناك».
كما تشير إلى كونه حصارا في سائر أنحاء فلسطين وصعوبة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهدم البيوت فيها. وتقول إنه وضع الحواجز العسكرية حيث يتحكّم الجندي الإسرائيلي بالإنسان الفلسطيني ويُذِلّه، وتشدد على أن الحواجز مكان إذلال لا داعي لها على الإطلاق.
يحاصرون القدس ويهودونها
وتتابع «إنما سببها منطق الحرب الذي يزداد في كلّ يوم فيما تزداد أيضا الكراهية والموت. هو حصار القدس وتهويد المدينة وإبعاد أهلها الفلسطينيين عنها . «ويمضي مجلس الكنائس في ترسيم ملامح واقع الفلسطينيين تحت الاحتلال أدان تهمة الإرهاب الشاملة للفلسطينيين وما يتبعها من عقاب جماعي.
وعلى خلفية كل ذلك يرى مجلس الكنائس أن المرحلة اليوم أصبحت مرحلة انتفاضة يموت فيها الفلسطينيون، بل يقبلون على الموت من يأس في حياة أصبحت ذليلة وغير آمنة ولا أمل فيها.
ويتساءل هل هذا الوضع يرضي المجتمع الإسرائيلي؟.. وهل هو راض بحياته وباستمرار هذا العداء بينه وبين الشعب الفلسطيني؟..
لا تقولوا «الفلسطينيون إرهابيون»
ويؤكد أن الوضع لاإنساني ولا يليق لا بالإنسان الإسرائيلي ولا بالإنسان الفلسطيني، وأنه لا بد من تغيير فيه. ويتابع «نحن نقول اعملوا للإنسان، للإنسان الإسرائيلي والفلسطيني ولا تبقوا الوضع على ما هو، لأنه وضع يؤدي إلى الموت فقط. لا تقولوا الفلسطينيون إرهابيون، بل هم أناس يريدون أن يعيشوا عيشة طبيعية. ويرون أنفسهم مقهورين مظلومين ومحرومين حرية منحهم إياها الله. أنتم الإسرائيليين تريدون أن تعيشوا بأمن وأمان».
ويتساءل مجلس الكنائس تساؤل العارف… «الفلسطينيون يريدون أن يعيشوا بأمن وأمان، فمن الذي يقف حائلا دون ذلك؟… السياسيون؟..أم عدم مقدرتهم على رؤية الحل العملي الذي يحقّق رغبة الإسرائيليين والفلسطينيين معا؟» ويرى أن كلا الشعبين قادران على أن يعيشا معا في سلام واطمئنان.
رسالة للفلسطينيين
ويخاطب مجلس الكنائس الكاثوليكية في فلسطين المسؤولين الإسرائيليين بالقول: «وسِّعوا رؤيتكم وقلوبكم وبدّلوا الوضع وأخرجوه من جموده. في الأرض متَّسَع لنا جميعًا. ولتكن كرامة واحدة ومساواة واحدة للجميع. لا احتلال ولا تمييز عنصري. بل شعبان يعيشان معا بحسب الطريقة التي يختارانها، وإنهما لقادران على التحابّ وعلى صنع السلام معا».
في المقابل يوصل مجلس الكنائس للمسؤولين الفلسطينيين رسائل سياسية وإعلامية بعضها مبطن بقوله:» أسمعوا الشعب وأسمعوا إسرائيل والعالم صوتا واحدًا، صوت سلام وعدل لكلا الشعبين. افتدوا الأرض من جديد، واصنعوا التاريخ من جديد. وافتدوا القدس من جديد واصنعوا لها تاريخا جديدا يتفق وقداستها وشموليتها. وأوقفوا كلّ مصلحة فردية أو فساد.
مرحلة جديدة؟
ويخلص البيان الذي من شأنه إغاظة الجانب الإسرائيلي رغم محاولته الموازنة في بعض النقاط بين طرفي الاحتلال بنهاية البيان للقول «لا بدّ طبعا من إعادة تربية الأجيال، الأجيال الإسرائيلية التي نشأت لترى في الفلسطيني إرهابيًّا فقط، والأجيال الفلسطينية التي نشأت وهي ترى الإسرائيلي عدوًّا فقط. لندخل جميعًا مرحلة تاريخية جديدة. الأرض مقدسة لله، وهي مكان معيشتنا معا في عدل وكرامة ومساواة وأمن وأمان».
خطاب المحقّين
وفي تصريحات لـ «القدس العربي» يوضح البطريرك صباح أن الدعوة لـ «افتداء الأرض والقدس من جديد» تعني ضرورة عدم اكتفاء الفلسطينيين بكونهم محقين من أجل استعادة ما أضاعوه. ودعا للبحث عن وسائل نضالية جديدة تستبدل وسائل عنيفة استخدمت طيلة عقود ولم تجد، ويشير لحيوية اعتماد خطاب إنساني. ويتابع «القيادات الإسرائيلية أقنعت عامة الإسرائيليين بأن الفلسطينيين والعرب إرهابيون ولذا عليهم تفكيك هذه الشحنات من الكراهية».
ويضيف «للأسف أغلبية الإسرائيليين مغرر بها وجاهلة وتنتخب من يرفع شعار «الموت للعرب» ويسقطون من يرفع شعار «المصالحة والتسوية».النخب الإسرائيلية ربت الإسرائيليين على الكراهية والخوف ولذا يجب إعادة تغذيتهم بحملة مضادة».
ولكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يفعل ذلك منذ 2004 دون جدوى؟..
«للأسف لا تصل رسالة الرئيس عباس لعامة الإسرائيليين، وللأسف إسرائيل تحرض وتتهم الرئيس عباس بالتحريض وهو لا يريد أن يقتل ذبابة إسرائيلية وما يجري اليوم ينطبق عليه قول ضربني وبكى وسبقني وشكا.»
لعبة إسرائيلية قذرة
ويؤكد البطريرك صباح ابن مدينة الناصرة داخل أراضي 48 أصلا أن الساسة الإسرائيليين يلعبون لعبة قذرة والعالم إما يصدقهم أو لا يجرؤ على انتقادهم واتخاذ خطوات عملية بحقهم نتيجة عقدة الذنب لدى صناع القرار في الدول المختلفة أو الخوف من الانتقام منهم بإثارة قلاقل داخل بلادهم أو توريطهم بفضائح شخصية.»
وردا على سؤال حول حدة البيان غير المسبوق من جهة الكنيسة الكاثوليكية يقول صباح إنه اليأس، مشيرا إلى وجود الطرفين الآن بلا فرصة للتعايش والاحتلال يقدم الفقر والذل. ويتابع «من الواضح أن المشكلة وحلها بيد إسرائيل وعلى الفلسطينيين التوحد».
وهل الفاتيكان مطلع على هذه الحقيقة؟.
«نعم ولكن ماذا يمكن أن يفعل الفاتيكان فإسرائيل لا يغيّرها إلا إسرائيل وعلى الفلسطينيين المساهمة بتغييرها». ويقول إنه ربما تكون هذه مهمة فلسطينيي الداخل بالذات كونهم يقيمون معا مع اليهود في مكان واحد داعيا إعلامهم العربي للتصدي لمحاولات غسل دماغ الإسرائيليين وتهويشهم ضد العرب.

2016-02-19