الثلاثاء 6/11/1445 هـ الموافق 14/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كل قصصك مع السعودية طلعها ...عبدالله العلمي

لم تقدم الدوحة أي تفاصيل مقنعة عن التصريحات المتهوّرة لأمير قطر، أو عن اجتماع وزير الخارجية القطري مع قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. ما يعنينا أن هذه الأحداث جاءت بعد سويعات من انتهاء مؤتمر القمة العربية الإسلامية الأميركية وهذه ليست من المصادفات الكونية.

لعلي أطرح بعض الحقائق عن تلاقي المصالح القطرية – الإيرانية وخاصة دعم الحوثيين وحزب الله والإخوان، إضافة إلى تآمر الدوحة على البحرين ومصر والإمارات والسعودية وتداعيات بدعة “الاختراق الإلكتروني”.

تاريخ العلاقات القطرية “الوطيدة” بالمتمردين الحوثيين معروف منذ عام 2004، كذلك فقد مثّلت الدوحة السلطة الإيرانية للإفراج عن الأسرى الحوثيين من قبضة السلطات الشرعية في اليمن.

أما حزب الله، الأداة الإيرانية الإرهابية، فهو يتاجر بالدم الإسلامي والعربي في سوريا والعراق واليمن، مدعوما من قطر التي موّلت وكر عصاباته في بيروت الجنوبية. إعلان الدوحة عن تضامنها مع الحوثيين وحزب الله لا يمكن أن يكون اختراقا إلكترونيا، فقطر تتحرك بتوجيهات من الملالي الإيرانية.

أما عن سعي قطر المستميت إلى تمرير الأجندة الإخوانية، فهو محاولة يائسة لشق الصف الخليجي. الدوحة تبنّت الفكر الإخواني في المنطقة وقدمت الولاء لجماعة الإخوان الإرهابية على الولاء للوطن.

دافعت الدوحة عن جماعة الإخوان واحتضنت رموزها رغم مؤامرات الإخوان ضد الدول العربية. قطر استنسخت المشروع الإيراني الداعم لميليشيات الأحزاب الطائفية.

رغم أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني زعم أن ما حصل هو “اختراق إلكتروني”، فإن دافع الدوحة للخروج عن الإجماع العربي والإسلامي وارتماءها في الحضن الفارسي هما العبث المتواصل لإيران بملفات المنطقة.

هذا ليس بغريب على ملالي طهران، فهم من زرعوا الفتن في اليمن وبغداد، مرورا بدمشق إلى لبنان. كلنا نتذكر كيف صوّتت قطر منفردة بين 15 عضوا في مجلس الأمن في 2006 ضد قرار المجلس رقم 1696 حول الملف النووي الإيراني. بالتالي، فإن قطر ستواصل توددها واستعطافها لطهران وملاليها.

الدوحة باتت تدرك أن السرية لم تعد مدرجة في قاموس السياسة الدولية. حجم قطر لا يؤهلها للعب أي دور سياسي هام، ولهذا اعتادت على إحداث شرخ في علاقاتها مع دول مجلس التعاون من تحت الطاولة.

لم يعد من الممكن أن تخفي الدوحة عداءها للمنامة، فالدوحة تعمّدت السكوت عن توغل الإرهاب الإيراني في البحرين. تغاضت قطر عن الذين أساؤوا للإمارات وحكامها من أراضيها، كما أن بصمات الاستفزازات القطرية ضد السعودية منتصف التسعينات من القرن الماضي مازالت واضحة للعيان.

النتيجة هي أن المنامة وأبوظبي والرياض سحبت سفراءها من الدوحة عام 2014. أما انفلات أعصاب قطر ضد مصر فهو ليس بجديد؛ فقد كان الترحيب الخليجي والعربي بالرئيس المصري في مؤتمر الرياض واضحا، خاصة بعد فضح الإعلام المصري أكاذيب الدوحة ودعمها للجماعات الإرهابية، كما أن نجاح قمم الرياض لم يرق لأمير الدوحة.

أما ادعاءات “الاختراق الإلكتروني” لوكالة الأنباء القطرية فما هي إلا استخفاف بعقولنا ولعبة عبثية غير منطقية. الحقائق تثبت العكس، فما قاله أمير قطر في مدح إيران سبق وأن قاله على منصة الأمم المتحدة، كما أن التراكم التاريخي للتهجّم القطري على السعودية ومصر والبحرين والإمارات أكبر من مجرد “سالفة” تحجج اختراق واهمة.

حجب السعودية والإمارات والبحرين ومصر للإعلام القطري الفضائي والإلكتروني جيد، ولكن المطلوب أيضا وضع الإجراءات التأديبية الأخرى على الطاولة. أقصد سحب سفراء دول التعاون من الدوحة، والتهديد بإغلاق الحدود البرية، ومنع استخدام المجال الجوي السعودي في عمليات النقل من وإلى قطر، وتجميد رخصة الخطوط القطرية لتدشين خطوط نقل جوية داخلية بين المدن السعودية، وتجميد اتفاقات تجارية جرى التوقيع عليها منذ العام 2006.

الآن وقد انكشفت العورات، سأختم بأضحوكة “الرأي والرأي الآخر”؛ قناة القومجية وحاضنة تنظيمات الإسلام السياسي.

أثبتت قناة الجزيرة أنها مصدر للفرقة في العالم العربي، فهي تعمل على تلميع القيادات الانقلابية والجماعات الإرهابية من خلال استضافتها في برامجها المتشنجة.

كذلك تصف الجزيرة الإرهابيين الذين يطلقون النار ويرمون قنابل المولوتوف في البحرين “بالمعارضين السلميين”. الجزيرة التي تعكس مواقفها إرادة حكام قطر، تخصصت في العربدة الإعلامية وخلق الفتن.

مازال المواطن العربي يتذكر تسريب الجزيرة، مع عزمي بشارة المُطارَد، وكيف أعطى مخرج البرنامج الأوامر للمذيع أثناء الاستراحة بتركيز الهجوم على البحرين والسعودية.

مازلنا نتذكر بشارة وهو يقول للمذيع “كل قصصك مع السعودية طلعها”. هل هذا يا معالي وزير الخارجية القطري أيضا اختراق إلكتروني؟

 

العرب (اللندنية)

https://goo.gl/tcamAk

عضو جمعية الاقتصاد السعودية

2017-06-01