الإثنين 5/11/1445 هـ الموافق 13/05/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لوحات أنصار توفيق وتد ضمن برنامج نادي الكنعانيات في أم الفحم

ضمن برنامج (أم الفحم تستضيف نادي الكنعانيات للإبداع) في صالة العرض للفنون  29-2-2020، جاء في مداخلة أنصار توفيق وتد:

لوحة (1)

ينظر الزّوج بِحيرة إلى زوايا البيت، يتفقّد المكان علّه بذلك يجد مكانًا يتّسع لجهاز التّلفاز الجديد (ذي الشّاشة الكبيرة) الّذي اشتراه…
يسأل زوجته: ما رأيكِ لو أزلنا تلك الخزانة في الصّالة؟
الزّوجة: لا لا، أنتَ تعرف أنّها هديّة ثمينة من إرث المرحومة والدتي… أريد أن يراها الضّيوفُ حين يدخلون المنزل!
الزّوج: حسنًا… وماذا تقترحين إذن؟ هل من مكانٍ للتّلفاز؟
الزّوجة: يمكنكَ إزالة المكتبة… فلا أحد يقرأ ما عليها من كتب! أنتَ تعلم أنّ
الأوّلاد بالكاد يجدون وقتًا لكتب المدرسة!! ومن جهة أخرى أنت تريحني بذلك من إزالة الغبار المتراكم…
الزّوج: كما تريدين… فكرة جيّدة!

 

 (2) عشبة وراء القُضبان/ أنصار توفيق وتد:

 

"تمرّدت على سجّانها فنمت فَرِحَةً!"

بقلم:أنصار توفيق وتد جبّارين

كتبت هذه الكلمات من وحي ما سرده والدي أثناء أسره في سجن عسقلان.

 يقول الأسير الأمني السّابق توفيق عادل وتد:"كانت ابنتي أنصار صغيرةً حينَ تركتُها رغمًا عنّي...

كنتُ أقبِّلُ إصبعَها الصّغير من بين ثقوب السّياجِ الأمنيّ في سجنِ عسقلان.... ما أجملَ رائحةَ الأطفال!...

وها هيَ كَبُرت ابنتي...وكتبت نثريّة تعكس ثنائيّة الأمل والألم كتبتها من وحيِ  قصّة من ذكرياتي خلفَ القضبان حدّثتها إيّاها...

لقد كانت بطلة القصّة عُشبةً صغيرةً... نمت بين تشقّقاتِ الصّخر في ساحةِ المعتقل في عسقلان..

لقد كانت هذه العُشبة حديث السّاعةِ عندَ المعتقلين...

هذا يسقيها... وذاكَ يلاطفها... والآخر يتأمّلُها وكأنّها حاكورةَ بيتِهِ المسلوب...

لقد حملتْ للمعتقلين رسالةً؛ فخروجُها من بين تشقّقاتِ الصّخرِ في ساحةِ المعتقلِ كان صرخةً بأنّ القيدَ لا بُدّ زائلٌ وأنّ ظلامَ السّجنِ لا بُدّ أن ينجلي....

لونها الأخضر الجميل زرع في قلوب المعتقلين الأملَ وأزالَ عنهم آهاتِ السّنين الطّويلةَ خلفَ القضبانِ....".

تقول الكاتبة أنصار توفيق في "عشبة وراء القُضبان":

هناك...

خلف حدود اللّيل وظلام الجدران...

في صمت الوحدة ووراء القضبان...

حيث اللّامكان!

هناك...

في أوقات فقدَت معنى الوقت...

اختلطت فيها السّاعات والأيّام والمواسم والفصول...

حيث اللّا زمان!

سافرت عيناهُ مع عشبةٍ صغيرة...

تركضان معها إلى حلم آتٍ...

تتطلّعان إلى أمل شمسٍ سلبها منهُ مجرّد إنسان...

سجّان!

مع "مجرّد" عشبة خضراء...

خرج البطلُ خلف الجدران...

من نقاء لونها الأخضر...

استمدَ أملًا...

أمسكَ قلمه...

ليخطّ بدماء شوقه حروفًا...

على دفتر الزّمن...

يبعثه آهات حنين لهُم...

زيّن لوحته...

بورودٍ جوريّة...

ميّتة... حيّة!

روتْها مياه الشّوق.

                         * * * *

يتأمل دفتره

يشمّه... يحتضنه...

يشتاقُ إلى دفاتر صغاره...

إلى حروف "طريّة"...

لذيذة... لم يتذوقها!

إلى "زيّ" مدرسيّ طفوليّ...

لم يرَه...

تتمايل العشبة مع النّسيم فرحًا...

تلوّح للحياة...

تتعإلى معها ضحكات الأطفال...

وهم يلعبون...يمرحون...

يركض معهم مسرعًا بأحلامه...

يُسرعُ وجلًا...

ليجمع الدّمى "الوهميّة"...

الّتي بعثروها هنا وهناك!

يتأمّل العشبة كلّ صباح...

مع كلّ قطرة ندى لامعة...

يزداد عطشه... شوقه...

إلى كلّ الأمكنة...الوجوه...الأشياء...

يجتاحه حنين إلى...

أمّه... أبيه... زوجته... أطفاله... كلّ شيء..

يحوم طيفهم في الأرجاء...

يهبّ معه نسيم البلاد...

فيفوح معه عبق كرم زيتون...

عبق...

قهوة أمّه "الحنون" وهي تفور غضبًا...

تناديه إلى "لمّة" أحباب...

                          * * * *

يسافر مع تشقّقات الأرض...

إلى جذور قويّة...

مَدّتها عشبة "متمرّدة"...

أخذتهُ معها إلى كفّ والده...

إلى تشقّقات "طاهرة"...

إلى "براعم" بطلة!

ينظر إلى العشبة الخضراء...

تتمايل.. تتحدّث...

وكأنّها ترفع يديها إلى السماء...

تتضرّع إلى الله...

أن يفكّ الأسر...

أن يقرّب البعيد...

ويثبت الأقدام!

  ...  الأقدام!

  ...  الإقدام!

 

(3) طفل ولكن.. / أنصار توفيق وتد

 

سألوا طفلًا...

 لم يتجاوز عمره أصابع الكفّ الواحدة:

 كم عمرك؟

 قال: عمري براءة طفل...

 وثورة شابّ...

 وصبر عجوز...

 قالوا: وكيف ذلك؟!

 قال: أنا طفلٌ مِن فلسطين!

 

 (4) حُبّ! / أنصار توفيق وتد

 

   في الرّابع عشر من شباط، قدّم إليها بيديهِ وردةً حَمراء...

حلّقَ قلبها مع الهديّة، ونسجَ قصّة حبِّ في الخيال...

بعد ساعات...

أعادتها إلى الواقعِ "صفعات" جارحة طالما اعتادت عليها من اليدينِ ذاتهما!

 

(5) خيـــــــــــاطة/ أنصار توفيق وتد

 

كانت تخيط ثيابًا؛ لتساعده على مصاريف الحياة الزّوجيّة...

تخيط ليلًا ونهارًا...

تُطرّز حياته بحرير مودة وإخلاص...

تُرقّع ما كان يخرق في قلبها بروح هادئة؛

لكنّه طالما نسيها...

تجاهلها...

ونسج فوق حروف اسمها نسيج عنكبوت!

 

أنصار توفيق وتد :
ولدت في جتّ المثلّث؛ عشقت العربيّة منذ طفولتها؛ فحلّقت في سماء الإبداع.
هي كاتبة وباحثة في اللّغة العربيّة والأدب الإنكليزيّ؛ وهي نشِطة في كتابة المقالات الاجتماعيّة والأدبيّة النّاقدة، والقصص القصيرة جدًّا، والنّثريّات الشّاعريّة؛ مثل: ”قطعة قماش”، و ”لوحات في الثّقافة العربيّة”، و ”قشرة ونواة”، و ”أنثى أم ذكر؟”، و ”مُربّيات أجيال تحت المجهر”، و” النّظريّة الوظائفيّة”، وغيرها من الكتابات الأخرى المنشورة في الصّحف المحليّة ومواقع الشّبكة العنكبوتيّة.
صدرت لها مجموعة قصصيّة بعنوان: "مرآة وصور" طبعة أولى عن مؤسّسة "أنصار الضّاد"؛ عام 2015م، وطبعة ثانية عام 2016م، وطبعة ثالثة عام 2017م.
وسيصدر لها حديثًا (تحت الطّباعةJ
- "لماذا يا هذا؟" (المقالة القصّة)؛ وهي سلسلة مقالات تربويّة تأخذ طابع النّقد الاجتماعيّ؛ عن مؤسّسة أنصار الضّاد، أمّ الفحم.
- "جامع العلب الفارغة" (مجموعة قصص قصيرة) عن مؤسّسة أنصار الضّاد، أمّ الفحم.
- "عشبة وراء القضبان" (نثريّات حانية) عن مؤسّسة أنصار الضّاد، أمّ الفحم

2020-03-06