السبت 18/10/1445 هـ الموافق 27/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حواري مع نفسي وأنفسي ونفوسي....محمد فوزي هاشم
وسط كل هذا الزخم والوخم أردت أن أشاركني وأن أتحاور مع نفسي، حتى وقت ليس بالبعيد كنت أتصور أن من يحاور نفسه هو الأخبل، حتى البارحة أدركت أن حواري مع نفسي الحل الأمثل، لم أكتفي إلى هذا الحد بل حتى يكون هناك وجهات نظر متعددة تطفي قيمة للحوار فحاورت أنفسي وعندما خرج الحوار عن السيطرة فحاورت نفوسي.
 
الحوار وسيلة فرضتها الأزمة التي أمر بها وتلك الديون التي تلاحقني برغم أنني أمتلك اسما قويا تجاريا، ربما أزمة الكورونا أو الحرب الأوكرانية الروسية أو إحداهن أو كلاهن ممن قمت بمشاركتهن وتخلين عني وربما عوامل أخرى أدت إلى الظروف التي أمر بها ، لكن نفسي الثائرة ترى أنني فاشل و أنه لا مبرر لهذه العوامل في تأثيرها على كياني و تطالبني بالاعتراف بالخطأ والتراجع عن بعض القرارات التي اتخذتها في الماضي بينما نفسي المقربة لي تثمن صمودي رغم كل هذه العوامل والاضطرابات لكنني مستمر ولم أتوقف بينما نفسي التي تجلس معي على الأريكة وتتحدث معي في صمت لا تبالي إلا بتوفير الطعام والشراب وأن الأمور على ما يرام لكنها تشتكي مع نفسها الحال الذي وصلت إليه منذ شهور ولم تتذوق طعم الدجاج بينما أنفسي المتدينة منها ما يرى أنني مسرف وجاهل وحتى لا أفقد للحوار قيمة فقمت بمنع تلك النفس المتدينة من الحوار معي بينما نفس متدينة أخرى وبالرغم من أنها بها بعض من سمات الأولى لكنها تتوافق فيما أراه وبدون سرد أي معطيات أو أسباب توافقها وهناك نفوس أخرى بداخلي تميل للعلمانية والليبرالية واليسارية الخ وفي حقيقة الأمر فإنني أحب الحوار معها بعذوبة حديثها واختيارها للكلمات والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لكن في الحقيقة إن نفسي الثائرة برغم رفضها التام لي إلا أنني بيني وبين نفسي ولا أظهره لأنفسي ونفوسي لا يمكنني أن أتخلى عن نفسي الثائرة بل أرى أن أفكارها ورؤيتها هي الأمثل لكن الظروف التي ألمت بي هي التي تدفعني المضي قدما نحو رؤية وأفكار نفسي المقربة لي لا نفسي الثائرة ، لكن على كل حال فإن اتخاذي لهذه الخطوة الأولى بالحوار مع نفسي وأنفسي ونفوسي هي خطوة جريئة وان قد تأخرت وبغض النظر عن أنني من سأقرر في النهاية ما هو المنوط بي القيام به وليست نفسي ولا أنفسي ولا نفوسي من يقرروا ما سأقوم به لكن بالطبع تفضلي وتكرمي عليهم بالحوار شيء عظيم في حد ذاته وفي نهاية الجلسة الأولى لحواري مع نفسي وأنفسي ونفوسي.
أختم بتلك الجملة الشهيرة التي تظهر في بداية المسلسلات والأفلام ( لا مش جملة : هذا العرض +18 ) ولكن أختم بهذه الجملة : إن أي تشابه بين نفسي وأنفسي ونفوسي مع نفوس الآخرين فإنها من محض الصدفة كما أشير إلى أنه في حالة تعثرك في فهم حواري مع نفسي وأنفسي ونفوسي يتعين عليك الاستعانة بالطيبيب لفحص بصرك .

 
2023-05-12