يحدثنا تاريخ المواجهة ضد الإحتلال الصهيوني , أن إرتقاء الشهداء لا يزيد شعبنا الفلسطيني الا تمسكاً بالبندقية ونهج المقاومة ,ما أن يرتقي مقاوم شهيداً إلا وتخرج في جنازته ألوف مؤلفة من الشهداء الأحياء فالدم يطلب الدم , وكل نزيف للدماء هي بداية جديدة لنهج الإستشهاد ,فلن تُخمد ثورة الغضب بإرتقاء الشهداء , ولن تتوقف مسيرة المقاومة بإغتيال المقاومين, فمواسم الشهادة هي مواسم خير كغيث السماء يحيي الأرض فلا يدعها للموت , وهذا الدماء النازفة في نابلس ورام الله و جنين والقدس وغزة , لن تذهب سدا في ميزان المواجهة سيأتي الوفاء لها والغضب من أجلها مزيداً من الدماء التي ستسكب بكل كبرياء وشموخ في معركة الحق الفلسطيني ضد الباطل الصهيوني.
خابت مزاعم العدو الصهيوني إذ إعتقد بأن إغتيال قادة عرين الأسود سيوقف المقاومة أو سينهي هذه الثورة , هذا الجيل المقاوم قد أبصر النور على مظلومية فلسطين ,فلم يجد إلا القمع والإحتلال وعربدة المستوطنين وسرقة الأرض والحجر والشجر, ومحاولات التهويد التي تطال كل شيء في فلسطين إستكمالاً لمخطط تزييف الواقع وتزوير الحقائق التاريخية ,أمام هذا العدوان الصهيوني الغاشم لابديل عن بندقية الثوار التي تتوارثها الأجيال , فعرين الأسود إمتداد لصرخة الشيخ القسام في أحراش يعبد "موتوا شهداء ", وهي وريثة الصمود الأسطوري لعبد القادر الحسيني في القسطل ,وهي بوصلة جمال أبو سمهدانة نحو الوحدة " لما تتلخبط عندكم الأمور طخوا على اليهود بترتب كل شيء ", عرين الأسود هي وصية إبراهيم النابلسي " لا تتركوا البارودة " , هي روح الياسين وكوفية أبو عمار, عرين الأسود الممثل الشرعي لكل مقاوم حر وبندقية طاهرة, عرين الأسود فكرة شهيد, ومن يضحي من أجل فكرة عظيمة كالمقاومة لن تموت فكرته أبدا فلقد دفع براهين الصدق من دمائه وأشلائه, فهذا العرين قدم نموذج الإستشهاد على أعلى مستويات القيادة فيه , لن تسطيع مكائد الصهاينة وعدوانه أن تطمس أو تخمد روح المقاومة التي تسري الآن في كامل الجسد الفلسطيني بفعل تضحيات الشهداء, وسيكتشف قادة العدو الصهيوني ذلك عند أو ثأر للشهداء.
ما حدث في نابلس من عدوان غاشم إستهدف عرين الأسود في حارة الياسمينا , وأدى إلى إرتقاء خمسة من الشهداء أبرزهم القائد وديع الحوح ورفيقه مشعل بغدادي ,يكشف عن الرعب الصهيوني من تشكيل عرين الأسود الذي أخذ على عاتقه إشعال جذوة الإنتفاضة وتوسيع رقعة المواجهة ضد العدو الصهيوني , فشل العدو الصهيوني في حملته العسكرية ولم يحقق الا القتل والتدمير , من خلال بعض النقاط التي سنسردها نلاحظ ذلك :-
وشاح الدم الذي ترتديه نابلس , هو وشاح عزة وفخار , لن تجف دماء الشهداء ولن تفقد حرارتها حتى تكتب عرين الأسود والمقاومين في الضفة ثأرا يخلده التاريخ وتتغنى به الأجيال , وكأن رسالة عشرات آلاف المشيعين الذي حملوا على الأكتاف شهداؤهم الأبرار بان المعركة مستمرة لن تسقط الراية ولن نترك البندقية .
كاتب وباحث فلسطيني