الأحد 19/10/1445 هـ الموافق 28/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تضحية أم.....رهف خربوطلي

التضحية ذلك الطقس الإلزامي في الأمومة الذي يبدأ بخسارة أمر عظيم وينتهي بنشوة الفرحة على وجه الأبناء أذكر جيداً حين دخلت محل الأحذية مع والدتي في سوق مخيم اليرموك وجه تلك المرأة الاربعينيّة وهي تلبس ابنها ذي العشرة أعوام أحدث صيحات الأحذية حينها الحذاء "ذي الأضواء"كان حلماً لأطفال الحي جميعاً ارتسمت على وجه الطفل ملامح الخجل فوراً حين سألته أمه هل اعجبك؟

لتفهم الأم فوراً أنه لامناص من شراء الحذاء لأبنها لتلتفت إلى البائع بعيون الرجاء أن يراعيها فيه قليلا ليقسم لها البائع بأغلظ الإيمانات أنّها بضاعة أجنبية مجمركة ومن المستحيل إنزال سعرها ، لتُخرج الأم من جيب الحقيبة الجانبي قربان التضحية الخاص بها زوجا حلق ذهبي ناعم مخبرة البائع بعيون منكسرة أنّها ستذهب لجاره الصائغ وتبيعه لتجلب ثمن الحذاء، تَركت الطفل لدقائق يتأمل حذائه الجديد كيفيّة صنعه وألية عمله متخيلا نفسه غدا يتباهى به امام اصدقائه معلنا انتصاره على اقرانه الذين لم يتمكنو من مجاراته غير مدرك أن.ثمن الحذاء اكثر بكثير من سعره الحقيقي ثمن قد لايقوى ابداً على رده لأمه

2023-07-20