بين مساحتي الزمان والمكان نتوه، وفي تيهنا ننشد الذاكرة
عن أي ذاكرة نبحث، هل هي ذكرى المكان أم الزمان
ما معنى المكان دون الزمان، هل المكان هو المكان إن تغير الزمان؟
يا لك من شقية أيتها النفس البشرية
شقاؤك لا ينتهي وأنت تبحثين عن الوقت الضال
من الذي ضل يا ترى، أنت أيتها النفس، أم أنت أيها الزمان، أم ربما هو المكان . . . ؟
كم جميلة أنت يا محيا الطفولة . . . لم تنل منك بعد شوائب الزمان
ولم يطلك بعد قبحهما معا، أي الزمان والمكان
ومعهما أيضاً كبيرك الإنسان
بريئة أنت أيتها الطفولة . . . صفحتك بيضاء ناصعة
عذرية طاهرة من نجاسة البلوغ
كم من الملوثات ستقع عليك يا ثوب الطفولة الأبيض
أم وأب وأخت وأخ ومجتمع
معهم يا طفولتي ستتعلمين الكذب ومنهم ستحترفين الخيانة
وأين سأجدك أيها الإنسان . . . وأين أنت يا أيتها الإنسانية
هل تشعرين بتوقي للعودة إلى ثوب الطفولة وعذرية الأخلاق
أم أنت وهم ينسجه الخيال وسلعة تباع على الأرصفة العالمية . . .
كم من إنسان وإنسان تاهوا معك أيها الزمان . . .
وكان مصيرهم ضياع في أروقة الخصام
ولم يجد لهم الزمان أي مكان
ليستعيدوا الوفاق واللقاء
ولم يسعفهم الزمان ولم يلتقيهم المكان
وان كان لابد من اللقاء . .  فهو حتما باللا مكان واللا زمان
عودي يا طفولة وكوني أنت فقط الإنسان
ليلهو ويلعب غير عابيء بكل زمان ومكان . . . وقبل أن يصبح في اللا مكان واللا زمان