الإثنين 20/10/1445 هـ الموافق 29/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قصيدةٌ غزليّةٌ للمرثي/ رزان وائل طه

 *وَرِثتُ مُرادَ الهوَى مِنْ جَدّي كَمَا أَبي، فكيفَ سَأقتضِي مِنْ فُؤادِكَ رشفةَ الحُبِّ، وأنا التي ورثتُ المورُوث وهو حيٌ يُرْزق، مُستَأثِرَةً بِالتّقوقعِ عليكَ، أُناجِي ليلي المترامي ما بين حروفِي المُنكفئَة عنُوة، ودُجَى النّهَار المُدلهمة، أستنبِطُ النّقِيض في كُلِ أمتِعَتِي الحُرّة، إلّا فيكَ أنتَ يا ذَائِع الصّيتِ، بكلّ مفكراتي ومُحتَلّ سِجْنِي. #رزان_وائل_طه

 

*عَمِيقُ النَّفسِ، أَكرَهُ نَفسِيَ اللَّوَّامَةَ الَّتِي تَتَعَمَّقُ بِكُلِّ شَيءٍ: تَفَاصِيلِ يَومِهَا، تَوارِيخِ أَحبابِهَا، ذكرَيَاتِ مُستَقبَلِهَا، تَأَجُّجِ إِقبَالِهَا وثِقَتَهَا المُسيطِرَةَ عَلَى هُدُوئِهَا.

أَشْعُرُ أَنَّ ذَاتِيَ تَتَفَنَّنُ بِلُعبَةِ الأَنَا الأَنَانِيَّةِ، تَحتَالُ بِأَنْ تُقنِعَ أَنِيَّتَها بأَن تَتَبَجَّحَ فِي الخَطَأ دَوْمًا، لَكِنَّهَا في الحَقِيقَةِ هيَ لَا شَيءَ، تَمَامًا كَعَدَمِ وُجودِ النُّونِ فِي "أَنَا".

أُحِبُّهَا كَحُبِّ السَّمَكِ لِقَاعِ البِحَارِ، بالرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ، لَا أَشْعُرُ بِنَرجِسِيَّتِهَا أَبَدًا، أَسْتَسْلِمُ لِرُوحِهَا العَطِرَةِ، ثُمَّ تُقبَضُ، بَعدَ أنْ كَفَتِ النِّصَالَ عَلَى النِّصَالِ، وَأَصْبَحَتْ شَهِيدَةَ أَمِيرٍ يَرفُضُ أَنْ يُحِبَّنِي، كَمَا أَحبَبْتُ نَفسِي، ثُمَّ يَقُولُ لِي بَعْدَ مَوتِي:

- "اِمْتَلَكُكِ شَغَفُهَا حُبًّا؟".

كَأَنَّهُ لَا يَعلَمُ، أَنِّي لَمْ أَهْوَ مِقْدَارَ هُيَامِهِ، إلَّا نَفسِي.

*سلامٌ على قلبي، من هموم الحياة المتراكمة في عقلي الّذي اعتراهُ التّلف، ومن غزو الأفكار المزعجة. سلامٌ على بؤبؤ عيني الّذي هرم قبل أوانه من كثرة الأنين، وعلى جسدي المنهمك في كل ذلك. سلامٌ على نزعات نفسي إليك. سلامٌ على حبٍّ يسكن قلبًا أصبح خليطًا من الأحاسيس الكاذبة، وعلى جسدٍ مُنهكٍ مِن العبء الثقيل، وعلى حبرٍ نفذَ قبلَ أن تنتهي القصيدة الغزليّة للمرثي.

2020-04-14